العدسة – ربى الطاهر

منذ قديم الأزل والدراسات والأبحاث لا تتوقف عن دراسة الكائن البشري في محاولة لفهم هذا المخلوق الغامض، الذي يتضح كل يوم مع زيادة الاكتشافات أن كل ما عرفناه عن الكائن البشري ليس إلا مجرد قشور.

ففي كل يوم يسوق إلينا العلم اكتشافا جديدا وحقيقة كنا نجهلها وتصيبنا بالدهشة والتعجب لما قد نكتشفه عن البشر “العاديين”… وبالرغم من كل هذه الدهشة، نكتشف أنه مازال هناك المزيد مما قد يثير كثيرا من الدهشة حين يقف هذا العلم مكتوف الأيدي وعاجزا عن كشف الأسباب لتلك  الظواهر، فكل ما ذكرته التفسيرات العلمية لتلك الظواهر غير الطبيعية هي أنها طفرات جينية في إحدى وظائف الجسم تقف وراء تلك القدرات الخارقة.

فقد سجلت موسوعة جينيس العديد من الأرقام القياسية أو الخوارق، لتلك الشواهد التى نقف أمامها فاغري الأفواه لبعض أشخاص بني البشر الذين يتمتعون بالعديد من القدرات الفائقة أو الخارقة والتي نسرد بعضا منها فيما يلي.

الرجل الكاميرا

 

هذا الرجل يمتلك قدرة هائلة رغم أنه مصاب بأحد الاضطرابات النفسية المعروفة باسم التوحد، فقد اكتسب هذا الرجل- الذي يدعى ستيفن ويلتشير والذي يعمل مهندسا معماريا متميزا ورساما- قدرة فائقة على رسم أي شيء يقع عليه بصره بمجرد رؤيته لمرة واحدة، وكانت هذه المَلَكة سببا في حصوله على الوسام الملكي البريطاني حتى إنه تمكن من رسم بعض الأماكن في العالم بمنتهى الدقة، بمجرد أن مر على هذه الأماكن بالطائرة الهيلوكوبتر لمرة واحدة فقط، وقد اكتسب ستيفن شهرة واسعة في كافة أنحاء العالم.

الآلة الحاسبة البشرية

 

أما هذا الرجل فقد أطلق عليه لقب الآلة الحاسبة البشري، نظرا لقدرته الخارقة على الجمع والطرح والضرب و القسمة بل والتكعيب والتربيع والجزر وغيرها من كافة العمليات الحسابية الأخرى.

فالبفعل يستطيع “سكوت فلانسبيرغ” ، أن يقوم بكل هذه العمليات الحسابية بسرعة فائقة فلا يحتاج لاكثر من جزء من الثانية حتى يأتيك بالرقم الصحيح لأي عملية حسابية طرحت عليه مهما كانت صعوبتها.

متصفح جوجل البشري

 

الغريب حقا في هذا الرجل الذى يعرف باسم لورنس كيم بيك، أنه ولد بإعاقة ذهنية إلا أن هذه الإعاقة لم تقف حائلا لإظهار قدراته الخاصة والتى يتفوق بها على من يتمتعون بعقول سليمة دون أي إعاقة كما في مثل حالته.

فهذا الرجل يمتلك عقلا يتميز بوجود روابط عديدة بين أقسام المخ المختلفة، بالإضافة إلى تركيبة عصبية خاصة جدا تميزه عن غيره بذاكرة ذات سعة فائقة يندهش منها الآخرون.

ليس هذا فحسب بل إنه يتمكن من تذكر أشياء قد حدثت أمامه وعمره لم يتخطَّ السنة ونصف، وكما يقال في الأمثال الشعبية “رب ضارة نافعة” فقد منعته هذه الإعاقة من تكوين صداقات أو علاقات اجتماعية ناجحة، وقد دفعه ذلك إلى الاعتكاف على القراءة والاطلاع، فمكنته هذه الملكة من أن يحفظ أي كتاب بمجرد الاطلاع عليه لمرة واحدة ولذلك فهو يحفظ اثني عشر كتابا بكافة أجزائهم فضلا عن أرقام الهواتف بل والعناوين.

ولهذا فإن أي سؤال يلقي على مسامعه متعلقا بالتاريخ أو التكنولوجيا أو الجغرافيا، فلا يتردد في الإجابة السريعة وبشكل وافٍ.

وقد مات “سكوت فلانسبيرغ” في عام 2009.

الرجل الوطواط

 

وقد أصيب “بن اندر وود” بسرطان في العين، في سن صغيرة جدا لم يكن قد تخطى الثلاثة أعوام من عمره، وكان هذا هو السبب في استئصال عينيه، وعلى الرغم من أن ذلك المرض تسبب في استئصال عينيه ولكنه لم يستأصل خياله، فقد تمتع ” بن اندر وود” بقدرة فائقة على تخيل العالم من حوله عبر بعض الأصوات، فقد كان يلجأ لحيلة الوطواط في معرفة مدى اقتراب الأشياء منه فعن طريق إطلاق أصوات مميزة منه يتمكن من معرفة المسافة التى بينه وبين هذه الأشياء، ولم تكن هذه الأصوات إلا “طرقعة ” بلسانه.

الغريب أنه كان يحدد بدقة أماكن هذه الأشياء وبنسبة تصل إلى 95% ، وقد تفرد “اندر وود” بهذه الخاصية التى لم يأت أحد مثله بها فقد كان هو الشخص الوحيد الذى عرفته البشرية إلى الآن من كان له القدرة على ذلك.

وقد ساعدته تلك الملكة في ممارسة الرياضة كالتزلج و كرة السلة دون الحاجة للبصر، وقد توفي عن عمر يناهز 16 عاما إثر إصابته بالسرطان مرة أخرى.

الرجل الكهربائي

 

وعن طريق الصدفة البحتة اكتشف “ماتشاينغانغ” أنه لا يتأثر بالكهرباء، فقد ساقته الظروف في أحد الأيام لتتبع ضوء خارج منزله وبعدما اقترب من المصدر انتبه إلى أنه ليس إلا مجرد سلك كهربائي يحتاج للإصلاح فبدأ دون أن ينتبه في إصلاحه ووقتها اكتشف أنه لا يتأثر بالكهرباء.

بعدها انهال علي الباحثين لاكتشاف ما السر وراء ذلك إلا أن دراساتهم أثبتت أن له القدرة على تحمل الطاقة الكهربائية حتى 220 فولت.

المرأة السينية

 

بينما أذهلت “نتاشا ديكونو” ذلك الطبيب الذى كانت في زيارته عندما أخبرته بأن هناك ندوبا فى جسده ولم يكن هو يلم بها من قبل فهذه الطفلة لها قدرة على رؤية الأجهزة الداخلية فبصرها مثل الأشعة السينية x-ray ، وقد اكتشفت والدتها تلك القدرة الفائقة عندما كانت ابنتها في العاشرة من عمرها حيث كان بإمكانها رؤية الأجهزة الداخلية لوالدتها, وقد وظفت ديكونو تلك القدرة لمساعدة الآخرين فهي تعمل الآن في عدة منظمات تمكنها من الاستفادة بقدرتها الخارقة.

الرجل الذي لا يتألم

ولكن “تيم كرديلن” ولد يمتلك قدرة ربما تكون نعمة وربما أيضا تكون نقمة فهو شخص لا يعرف الإحساس بالألم ولم يُعرف السبب في ذلك ولكن كرديلن استطاع أن يجمع الأموال من وراء استغلال تلك الخاصية فقد نظم العديد من العروض الجماهيرية التى كان يأكل فيها النار أو يعرض نفسه للضرب بالمطارق أو حتى الطعن بالآلات الحادة دون أن يصدر عنه أي اصوات تأوه أو علامات تدل على الألم.

صاحب العقل الخارق

 

قد اختبر “دانيال باول تاميت” عدة مرات وتم إخضاعه لعدد من التجارب حتى يتم التأكد مما ينسب إليه فهذا الشاب البريطاني لديه القدرة على تذكر أي عدد من الأرقام مهما كانت هذه الأرقام كبيرة، حتى إنه في إحدى المرات تم اختبار مدى قوة مقدرة عقله الفريدة فتم عرض مجموعة كبيرة من الأرقام الضخمة أمامه وتم إخفاؤها وبعد مرور خمس ساعات تمكن دانيال من تذكر تلك الأرقام دون خطأ واحد، ويقول إن تذكر هذه الأرقام بالنسبة له بسيط مثل بساطة تذكر الإنسان العادي تلك المناظر الطبيعية التى يطلع عليها.

إضافة إلى ذلك فدانيال يتحدث 9 لغات مختلفة كما يتحدث بها أهلها حيث إنه بإمكانه أن يتعلم أي لغة جديدة خلال أسبوع واحد وباتقان شديد، وعلى الرغم من أنه يعاني من الصرع منذ ولادته فلم يؤثر ذلك على قدرته الخاصة.

أقوى أسنان في العالم

 

وقد كشف “فيلو” الماليزى الجنسية عن قوة جبارة تكمن في أسنانه التى كلما اختبر قوتها فاجأته بالمزيد فقد وصل به الأمر في اختبار قوة أسنانه إلى جر قطار مكون من 7 عربات ويزن 297 طنا، وفعل ذلك لمسافة ثلاثة أمتار ودون اعتماد على أي شىء سوى أسنانه فقط عام 2007

الرجل المغناطيس

 

وقامت الصدفة بلعب دور هام في حياة “ليو ثون لين” ذلك العجوز المتقاعد أكثر من مرة الأولى عندما اكتشف أن لديه قدرة مغناطيسية تمكنه من جذب المعادن والتصاقها بجسده، ثم قام لين باختبارات أعلى من مجرد جذب المعادن البسيطة حيث حاول في جذب السيارات إليه وبالفعل تمكن من جذب سيارة مربوطة بحبل ينتهي بطبق معدنى ملتصق بصدره لأكثر من 20 مترا ومن ثم لعبت الصدفة مرة أخرى لعبتها الثانية معه عندما قرأ مقالا عن أسرة تايوانية تمتلك نفس القدرة الفائقة فقام باختبارت عائلية ليتضح من خلالها أن ثلاثة من أبنائه وحفيدين لديهم نفس القدرة التى يمتلكها

الرجل الذى لا ينام

 

كان “تاى نيوت” رجلا طبيعيا فيما مضى حتى أصيب بحمى أصابته بعدم النوم ومنذ ذلك الحين ونيوت يبقى مستيقظا ليس لعدة أيام مثلما حقق رجل آخر رقم قياسي باستيقاظه 14 يوما بل إنه لم ينم منذ 33 عاما، ويقول نيوت الفيتنامي الجنسية إنه لا يجد أي تأثير سلبي لعدم نومه فبعد أن تجاوز الستين الآن لا يشعر بأي إرهاق أثناء العمل في الحقل ويعمل مثلما يعمل الفلاحون الآخرون دون أن يؤثر ذلك على مجهوده.

وتقول زوجته إنه لا يتأثر حتى بالخمر وقد أسفرت التحاليل الطبية التى أجراها عن تمتعه بصحة جيدة باستثناء انخفاض طفيف في وظائف الكبد.