تشهد 21 محافظة من أصل 22 باليمن انتشارا واسعا لوباء الكوليرا وسرعة انتشاره وأعداد المهددين بالإصابة به.
الأرقام الواردة من اليمن تشير إلى أنها أصبحت الدولة الأولى في العالم في تفشي وباء الكوليرا وذلك بعد وفاة نحو 2000 شخص بالمرض وتسجيل ما يقرب من نصف مليون حالة اشتباه إصابة به، منذ 27 إبريل الماضي، بحسب بيانات للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بأن نحو 7.6 ملیون شخص یعیشون في المناطق المعرضة لخطر انتقال الكولیرا”، مشيرا إلى أن عدم كفاية البنية التحتية للصرف الصحي بجانب النزوح وأماكن الإيواء والمستوطنات المكتظة يؤدي إلى زيادة خطر انتقال الكوليرا من شخص إلى آخر.
وتزداد خطورة الأزمة اليمنية في ظل استمرار الضربات الجوية التي ينفذها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية هناك والتي أدت إلى تدمير أكثر من 270 مستشفى ومرفق صحي ، بالإضافة إلى استهداف شبكات توزيع المياه، الأمر الذي ساهم في تلوث المياه التي يحصل عليها المواطن اليمني.
ومن جهة أخرى فإن تراجع عدد المستشفيات والمراكز الصحية ونقص الدواء والغذاء المناسبين نتيجة للعدوان ساهما في تفشي الكوليرا.
صحيفة “الجارديان” البريطانية نشرت تقريرا سلطت من خلاله الضوء على خطورة الوضع الصحي في اليمن، في ظل انتشار وباء الكوليرا، ووجهت الاتهام إلى السعودية باستهداف المدنيين والبنية التحتية بشكل مباشر الأمر الذي أدى لتفشي الوباء.
وذكرت الصحيفة أن أطرافا عديدة، على غرار الوكالات التابعة للأمم المتحدة، ووسائل الإعلام المرموقة مثل “البي بي سي”، “ونيويورك تايمز”، إضافة إلى دوريات طبية معروفة مثل مجلة “لانسيت”، أكدوا جميعا أن الصراع الذي يعيشه اليمن منذ سنتين خلق الظروف الملائمة لظهور وباء الكوليرا وانتشاره.
وأكدت الصحيفة أن الطيران الحربي السعودي شن غارات عديدة، دون أن يعمد إلى التفريق بين الأهداف العسكرية والمدنية، وهو ما أدى لوقوع العديد من الضحايا في صفوف المدنيين.
كما استهدفت هذه الغارات البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات، والمزارع، والمدارس، وشبكات تزويد المياه، بالإضافة إلى الأسواق والميناء الرئيسي في الحديدة. علاوة على ذلك، فرضت السعودية حصارا جويا وبحريا على المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، وهو ما تسبب في حدوث نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والوقود والدواء.
وذكرت الصحيفة أنه لم يسمح بدخول أي طائرة تحمل المواد الطبية إلى صنعاء إلا بعد مرور أربعة أسابيع على تفشي الوباء.
من جانب آخر، توقفت الحكومة عن دفع رواتب الموظفين العاملين في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين. وبالتالي، حرم حوالي 30 ألف موظف في مجال الصحة من رواتبهم لمدة سنة كاملة تقريبا.
وفي الأثناء، يواصل عمال النظافة ومهندسو المياه إضرابا في صنعاء منذ أشهر، تاركين أكواما من القمامة في شوارع المدينة في ظل توقف توزيع المياه.
وأضافت الصحيفة أن هذا الصراع أدى لمقتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، علما أنه تم توجيه العديد من الاتهامات لكلا الطرفين على خلفية تجاهل سلامة المدنيين وخرق القانون الدولي.
قالحوثيون أيضا قاموا بإطلاق العديد من القذائف بشكل عشوائي على المناطق السكنية التي تقع تحت سيطرة الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية، وفي المقابل، ونظرا لأن الرياض تمتلك موارد وقدرات تفوق إمكانيات الحوثيين، فقد تسببت بقدر أكبر بكثير من الدمار في اليمن.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن “استمرار الصراع، وانهيار البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وسوء التغذية، تَسبب في جعل السكان أكثر عرضة للإصابة بمرض الكوليرا”، مشيرة إلى إصابة نحو 5 آلاف شخص يوميا بأعراض الإسهال المائي الحاد والكوليرا في اليمن”.
اضف تعليقا