أثار الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله المقرّب من نظام ابن زايد الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تغريدات سخر فيها من المقاومة الفلسطينية، في إطار موقفه المتسق مع نظام الحكم في بلاده، في الوقت الذي يتعرّض فيه الشعب الفلسطيني لحرب إبادة في قطاع غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، وهو ما أثار حالة من السخط والغضب العربي.

وفي تغريدة له على موقع “إكس”، سخر عبد الله من الناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة”، ناسباً له تصريحاً مفبركاً، ونشر صورة لرجل مكشوف الوجه ادّعى أنه صاحبها، في ترويج واضح للرواية الإسرائيلية.

وفي تغريدة أخرى، تحدث فيها عن فرضية إدارة الإمارات لقطاع غزة، بالقول “لو استلمت الإمارات إدارة غزة المنكوبة والمحتلة لأعادت إعمارها وحققت لـ 2.5 مليون نسمة من سكانها حياة كريمة وحوّلتها خلال 10 سنوات إلى مركز سياحي ومالي وتجاري عالمي”.

وتأتي تغريدات عبد الخالق عبد الله بالتزامن مع موقف الإمارات المخزي من الحرب على قطاع غزة، فمن هو بوق النظام الإماراتي ومروّج الرواية الإسرائيلية؟

عبد الخالق عبد الله:

هو كاتب وأستاذ إماراتي متخصص بالسياسة، حصل على شهادة دكتوراه من جامعة جورج تاون في واشنطن في السياسة المقارنة، وماجستير من الجامعة الأمريكية في واشنطن في الفلسفة السياسية.

يعد عبد الخالق مقرّب من رئيس الإمارات محمد بن زايد، كما وُصف لمدة 10 سنوات بأنه مستشاره، قبل أن يخرج لاحقًا وينفي عن نفسه هذه الصفة، بعدما تلقّت الإمارات تهديدات من إيران بتحمل المسؤولية عن تصريحات المقرّبين من الحكومة.

تقاعد عبد الخالق عن أعماله ليمارس دوره عبر منصة “إكس” من خلال تغريداته المثيرة للجدل، والتي تعبّر عن السياسات الإماراتية، والتي تكون أبعد ما يكون عن فكر ورأي العرب والمسلمين، وهو ما يجعله دائمًا عرضة للهجوم.

يعرف عن عبد الله تأييده لأنظمة الحكم المطبّعة في الخليج ومهاجمته للربيع العربي، كما يمثل سياسات بلاده من خلال الهجوم على أعدائها كإيران أو من خلال هجومه على السعودية في ظل التنافس الإقليمي بين البلدين، كما دعا لتقسيم اليمن.

وهاجم المنظمات الحقوقية الدولية التي تدافع عن معتقلي الرأي في الإمارات، رغم أن بعضها دافع عنه عندما انتشرت أخبار حول اعتقاله عام 2017، والتي لم تؤكد حتى الآن ولا يعرف حقيقتها.

تبدّل المواقف! 

بالرغم من كون عبد الخالق عضوًا مؤسسًا في لجنة الإمارات الوطنية لمقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي، كما هاجم الاحتلال في أكثر من موقف، إلا أن ذلك تبدّل كثيرًا مؤخرًا مع استمرار النظام الإماراتي في الانحدار السيئ داخل مستنقع التطبيع.

مع بداية الحديث عن التطبيع الإماراتي مع الاحتلال والذي كلل باتفاقية “أبراهام” عام 2020، ظل عبد الله على موقفه المناهض للتطبيع، وذلك بتوجيهات أمنية لمحاولة امتصاص أثر الصدمة على الشعب الإماراتي، الذي لا يؤيد التطبيع مع الاحتلال، شأنه شأن كل الشعوب العربية.

في مارس 2019

هاجم عبد الله وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي “أنور قرقاش”، بسبب تصريحه عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

في مايو 2020

 انتقد توقيع الإمارات صفقة لإنشاء مشاريع طبية مع إسرائيل.

لكن بعدما سار قطار التطبيع بين الإمارات وإسرائيل سريعًا حتى أصبح أمرًا واقعًا، تبدّلت مواقع عبد الله ليكون من أشد المدافعين عن التطبيع.

في أبريل 2021:

دافع عن موقف بلاده من التطبيع مع الاحتلال، خلال سجال عبر موقع “تويتر” سابقًا، “إكس حاليًا”، مع الناشطة السعودية لجين الهذلول.

في مارس 2022:

ثمّن قمة شرم الشيخ التي جمعت قادة مصر والإمارات وإسرائيل، قائلًا إنها تمثل رسالة إلى “الشريك الأمريكي وإلى الخصم الإيراني”.

في مايو 2022:

برّر شراء الإمارات رادارات إسرائيلية معتبرًا أنها لحماية دول الخليج من الصواريخ الإيرانية.

مارس 2023:

هاجم عبد الله مفتي عمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، والداعية الكويتي عثمان الخميس، قائلًا إنهم  يريدان قيادة أتباعهما إلى “عصور الظلام”، وذلك بعد رفضهم بشدة تشييد الإمارات للبيت الإبراهيمي.

ليكون عبد الخالق عبد الله مثالًا للمنافق السياسي، الذي يخدم مصالح الحكام، دون اعتبار لمصالح الشعب الإماراتي أو الأمة العربية، أو حتى لأي قيم أو مبادئ، فقط هو بوق لمن يمسك برسنه، يوجهه حيث يشاء، حتى لو وصل الأمر إلى التحول من الهجوم على إسرائيل إلى دعمها وترويج روايتها وخدمة أجنداتها.