إبراهيم سمعان
أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مباشرة، بعد دخوله البيت الأبيض، بغارة كبيرة ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الفرع اليمني للمنظمة الإرهابية، لأول مرة منذ وفاة ابن لادن في عام 2011 وتنصيب أيمن الظواهري .
تدخلت قوات الكوماندوز الأمريكية لأول مرة على الأراضي اليمنية، في 29 يناير 2017، إلى جانب القوات الخاصة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ووفقتا لصحيفة “لوموند” الفرنسية، في الفترة من 2 إلى 6 مارس 2017، قامت القوات الأمريكية بتنفيذ حوالي 40 غارة جوية ضد أهداف القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مقارنة بـ 30 ضربة أمرت بها إدارة أوباما في عام 2016.
وتدعو الولايات المتحدة القاعدة في جزيرة العرب بأنها الأكثر خطورة لتبرير مثل هذا الالتزام العسكري، ومع ذلك كشف تحقيق شامل أن واشنطن تتكيف مع مشاركة القاعدة في جزيرة العرب في التحالف المدعوم من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات أو حتى دعمه.
وأشارت “لوموند” إلى أنه في مارس 2015 انطلقت الحرب في اليمن بترتيب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونظيره الإماراتي محمد بن زايد حيث تم تكوين ائتلاف بحجة استعادة سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي فر من صنعاء بعد سيطرة الحوثيين الموالين لإيران على العاصمة.
وأضافت في ظل هذه الحرب أعطيت الأولوية لمحاربة الحوثيين من قبل السعودية والإمارات وتراجع قتال القاعدة الى المركز الثاني، خاصة وأن اختراق داعش لليمن أظهر القاعدة على أنها “أقل شراً”.
ونوهت الصحيفة إلى أن عناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ما بين ستة وثمانية آلاف، وهي قوة كبيرة في الصراع اليمني، حيث إن المقاتلين المحنكين باتوا يعززون أنفسهم، بدعم من الولايات المتحدة، من خلال اختيار بعض القادة في القاعدة الموالين للسعودية والإمارات، بشكل علني، وهو ما اتضح في يناير من العام 2017م من خلال الهجوم على ميناء المخا المطل على البحر الأحمر.
وأكدت أنه هذا ظهر بشكل أكبر في “تعز”، إذ كانت قيادات وقوات تنظيم القاعدة تتلقى دعما من قبل الولايات المتحدة عبر القيادي السلفي أبو العباس الذي تقاتل قواته داخل هذه المدينة.
ورغم تصنيف أبو العباس، واسمه الحقيقي عادل عبده فاري، ضمن القائمة السوداء للإرهابيين المطلوبين من قبل واشنطن والرياض، لم يغير من نشاطه، ولم يوقف ارتباطه بتنظيم القاعدة، بل إن دولة الإمارات استمرت في دعمه عسكريا وماليا.
وقالت “لوموند” إن دولة الإمارات هي في الواقع القوة المهيمنة للتحالف اليمني على الأرض، في ظل غياب السعوديين، وتنسق مع أمريكا في الملفات المتصلة بتنظيم القاعدة.
وأوضحت أنه بسبب الخسائر غير المسبوقة في حرب اليمن تفاوضت الإمارات، تفاوضت الإمارات مع القاعدة ببعض معاقلها، أولاً في المكلا، ثم زنجبار، على ساحل المحيط، وقد وصفت هذه الصفقات بأنها “انتصارات” من قبل دعاية أبو ظبي، وقد رافقها تجنيد 250 من المقاتلين الجهاديين في الميليشيا التي أقامتها الإمارات في جنوب اليمن.
وتقو الصحيفة الفرنسية إنه ربما يكون لمحمد بن زايد تأثير أكبر على ترامب أكثر من محمد بن سلمان، والحقيقة أن دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر تصميماً من السعودية في التطبيع المحتمل مع إسرائيل.
وأكدت أن لعبة أبو ظبي المضطربة مع الجهاديين اليمنيين انتهازية بحتة في طبيعتها، ولا ينظر إليها على أنها خطرة مثل بعض الإيديولوجيات في الخليج.
ومع ذلك، تقول الصحيفة الفرنسية، إن هذا الأمر يلقي مزيدًا من الشك على تأثير الائتلاف في اليمن، حيث يمكن أن تصاحب الكارثة الإنسانية المستمرة هناك عودة ظهور القاعدة، خاصة بعد دعوة أيمن الظواهري، القاعدة في جزيرة العرب على المساهمة في محاربة الحوثيين.
اضف تعليقا