تظاهر عشرات آلاف الأشخاص الأحد في برشلونة تأييدا لوحدة اسبانيا ونظموا تظاهرة مضادة للانفصاليين الذين خرج 350 ألفا منهم قبل يوم في مسيرة احتجاجا على سجن تسعة من قادتهم.
وسار نحو 80 ألف شخص وفق تقديرات الشرطة في شارع غراسيا الرئيسي بوسط برشلونة وهم يلوحون بالأعلام الإسبانية والكاتالونية ويهتفون “هذا يكفي” و”الشوارع ملك للجميع” لمجابهة ادعاء الانفصاليين بأن “الشوارع ستكون دائماً لنا”.
وكاتالونيا الغنية بالموارد والواقعة في شمال شرق اسبانيا وتضم حوالي 7,5 مليون شخص منقسمة بمرارة حيال الدعوة للاستقلال عن الحكومة المركزية في مدريد.
وسيطرت الاضطرابات على المنطقة منذ إصدار المحكمة العليا الإسبانية في 14 تشرين الأول/أكتوبر أحكاما بالسجن لفترات طويلة على زعماء إقليميين كانوا وراء اجراء استفتاء حظرته مدريد وإعلان استقلال قصير الأجل.
وأثارت الأحكام موجة احتجاجات في الوقت الذي تعاني فيه إسبانيا من أسوأ أزمة سياسية منذ عقود.
ولا يمكن لأي معسكر أن يزعم امتلاك الغالبية، وقد أظهر استطلاع للرأي نشرته الحكومة الكاتالونية في تموز/يوليو تأييد 44 بالمئة للاستقلال ومعارضه 48,3 بالمئة.
وقال كزافييه دالامانت البالغ 40 عاما والذي شارك في مسيرة الأحد وقد وضع علم إسبانيا على كتفيه، إن الوقت قد حان “للذهاب الى هناك وقول ما نفكر به (…) أنهم (الانفصاليون) يحاولون جعل كاتالونيا دولة شمولية”.
وتمت الدعوة الى مسيرة الأحد من قبل جمعية “المجتمع المدني الكاتالونية” التي قالت إنها أرادت اظهار أن المعارضين للانفصال عن بقية إسبانيا يشكلون “أغلبية صامتة”.
وقال رئيس الجمعية فرناندو سانشيز كوستا “هذه رسالة مهمة لكاتالونيا وإسبانيا والعالم”.
– “مقامرة عبثية”
وتبنى المتظاهرون بيانا في نهاية المسيرة يقول “نطالب بوضع حد لهذه المقامرة العبثية التي تم جرنا إليها”.
ومع ذهاب اسبانيا بعد أسبوعين الى انتخابات عامة رابعة في خلال عدة سنوات، انضم أعضاء الحكومة الاشتراكية وزعماء الأحزاب المحافظة في البلاد إلى تظاهرة الأحد.
وفي هذه الأثناء انتقد وزير الخارجية الاسباني الكاتالوني جوسيب بوريل “مستوى العنف غير المقبول” بعد تظاهرة السبت السلمية، وذلك بعدما انضم نحو 10 آلاف لتظاهرة للانفصاليين من تنظيم جمعية “لجنة الدفاع عن الجمهورية” الراديكالية.
فقد تجمع بعضهم خارج مقر للشرطة هاتفين “قوات الاحتلال الى الخارج”، وتم رمي زجاجات وأحجار ومفرقعات نارية على الضباط.
وعلى الرغم من تجنب الشرطة في البداية للاشتباك، إلا أنهم اتهموا لاحقا باستخدام الهراوات والقنابل المسيلة للدموع خلال محاولتهم تفريق الحشد، وفق مراسل فرانس برس.
وتشهد كاتالونيا اضطرابات منذ صدور احكام المحكمة العليا في 14 تشرين الأول/أكتوبر بحق القادة الانفصاليين، والذي أطلق موجة من احتجاجات تحولت بسرعة إلى أعمال عنف.
وأصيب أكثر من 600 شخص في الاحتجاجات، 367 منهم من المدنيين و289 من رجال الشرطة، وفق الأرقام الرسمية.
اضف تعليقا