اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، بالتزامن مع اقتحام المئات من المستوطنين الإسرائيليين لما يعرف بـ “مقام قبر يوسف”، في مدينة نابلس (شمال القدس المحتلة) ما أسفر عن إصابة 51 فلسطينيا.

وحسب مصادر الهلال الأحمر فقد سجلت 51 إصابة في محيط “قبر يوسف” بمدينة نابلس، ثلاثٌ منها بالرصاص الحيْ، و14 بالرصاص المطّاطي، و34 بالاختناق من بينها 4 أطفالٍ رُضّع. بعد اقتحام مئات المستوطنين للمنطقة تحت حراسة عسكرية.

وأشارت المصادر الفلسطينية إلى أن من بين المصابين الصحفي سامر حبش ومسعفٍ.

وشهد محيط المقام، مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال وعشرات الشبان الفلسطينيين الذي أغلقوا الشوارع بالإطارات المشتعلة ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة فيما أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في كل ناحية لإبعاد الشبان الفلسطينيين عن المنطقة وجعلها آمنة لدخول المستوطنين.

وذكرت مصادر أن المواجهات اندلعت عقب اقتحام قوة من الجنود المشاة المنطقة الشرقية، من جبل الطور عبر حي الضاحية.

وترافق هذا مع اقتحام عدة آليات عسكرية المدينة عبر حاجز “بيت فوريك” العسكري، حيث انتشر جنود ودوريات الاحتلال في محيط مقام يوسف الذي يقع وسط حي مكتظ بالسكان، ودارت مواجهات تركزت في شارع عمان، حيث رشق الشبان دوريات وجنود الاحتلال بالحجارة، فيما أطلق الجنود الرصاص الحي وقنابل الغاز بكثافة ما أسفر عن إصابة عدة مواطنين.

وكان حركات استيطانية قد أعلنت مسبقا عن عملية الاقتحام هذه لمقام يوسف محددة التاريخ والوقت والمسار، ووجهت الدعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للمستوطنين للمشاركة في عملية الاقتحام.

من جهته، ذكر موقع “0404” العبري، أن القوات الإسرائيلية أمّنت الحماية لنحو 1350 مستوطن وصلوا “قبر يوسف” في نابلس، لأداء طقوس دينية بالتنسيق المسبق مع أجهزة السلطة هناك.

وأوضح الموقع العبري، أن عملية اقتحام المقام رافقتها عمليات إلقاء حجارة وزجاجات حارقة من قبل الفلسطينيين، مشيرًا إلى  أن قوات الجيش فجرت جسم مشبوه في المكان.

ويقع “قبر يوسف” المتاخم لمخيم “بلاطة” للاجئين الفلسطينيين، شرقي نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية.

ويشكل “مقام يوسف” بؤرة توتر بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين منذ الاحتلال الإسرائيلي لنابلس في 1967.

ويؤكد الفلسطينيون أن الموقع هو أثر إسلامي مسجل لدى دائرة الأوقاف الإسلامية، وكان مسجدًا قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويضم قبر شيخ صالح من بلدة “بلاطة البلد” ويدعى يوسف دويكات، لكن اليهود يعتبرونه مقاما مقدسا لهم، ويزعمون أن جثمان النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفن في هذا المكان.

ويرى الفلسطينيون في ذلك تزييفًا للحقائق، هدفه سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة بذرائع ديني