العدسة – معتز أشرف:
قال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الثلاثاء: إن “تحالفًا عسكريًا يضم الدول الغربية والعربية وإسرائيل، قد يتم تشكيله ضد ايران، إذا لم ترضخ طهران للمطالب الأمريكية بخصوص برنامجها النووي”.
في ضوء التحالفات العسكرية والتطبيع نرصد أبرز هذه الدول.
محور الغرب
وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لم يحدد الدول التي قد تنضم إلى هذا التحالف، خاصة أن الدول الغربية الكبرى أعلنت في الأسابيع الأخيرة معارضتها للموقف الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاليًا بجولة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في مسعى لإقناع قادة هذه الدول بتبني موقفه الرافض للاتفاق الدولي مع إيران، لكن تبرز العلاقات الإسرائيلية العسكرية مع اليونان وقبرص.
وكشفت دراسة إسرائيلية أصدرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب أن العلاقات العسكرية بين إسرائيل وقبرص واليونان تتنامى، بعد سلسلة مناورات عسكرية مؤخرًا بين إسرائيل وقبرص، بمشاركة خمسمائة من كتائب الكوماندوز والطيارين المقاتلين، تعطي مساحة جغرافية واسعة للجيش الإسرائيلي، وتعمل على تهيئته لخوض معارك حاسمة من خلال التدريب في مناطق أجنبية خارج نفوذ إسرائيل.
وقال الجنرال غابي سيفوني، أحد المشاركين في الدراسة، والقائد السابق في لواء غولاني: إنَّ المناورات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في قبرص كانت تحاكي حربًا قد يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان وضد حركة حماس في قطاع غزة؛ فالطبيعة الطوبوغرافية لقبرص تشبه كثيرًا نظيرتها في تلك المناطق، مما يوفر للقوات العسكرية الإسرائيلية ميزة في التدريبات تفتقر إليها هنا في إسرائيل، التي تحوز على مساحة جغرافية ضيقة، بعكس ما تتمتع به قبرص واليونان من مساحات واسعة، وأشار إلى أن “التدريبات التي يخوضها الجيش الإسرائيلي خارج أراضيه تمنحه القدرة على تحقيق عقيدته العسكرية، على أنه جيش هجومي ومبادر، وتجعله قادرًا على تنفيذ اجتياحات في أرض العدو، ثم يعود أدراجه إلى داخل الحدود الإسرائيلية”.
وفي أبريل الماضي، اجتمع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، في أثينا مع نظيره اليوناني، في الوقت الذي اجتمع فيه وزير الأمن الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، في البلاد مع نظيره اليوناني.
المحور العربي
يتصدر بورصة التوقعات في التحالف الصهيوني المزعم عقده لمواجهة طهران رباعي الحصار علي قطر: مصر والسعودية والإمارات والبحرين؛ حيث تبني ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لفكرة قيام محور عربي اسرائيلي جديد لمحاربة، إيران لن يكون الهدف الحقيقي له إعلان الحرب عليها، وإنما توظيف الخطر الإيراني المضخم من أجل التطبيع العربي “السني” الكامل مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، وحلّب ما تبقى من ثروات لدى دول الخليج العربي لتمويل مشاريع البُنَى التحتية الامريكية التي وعد بتحقيقها أثناء حملته الانتخابية الرئاسية.
وبحسب تقارير دوائر إعلامية يمينية أمريكية، فإنّ إدارة الرئيس ترامب عازمة على إقامة تحالف عربي أمريكي قوي لمواجهة إيران يكون مقره مصر، ويضم السعودية والإمارات ومصر والأردن (الذي خرج فيما بعد) بجانب دخول إسرائيل في هذا الحلف من زاوية التنيسق الأمني الاستخباراتي، فبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي، أكد أنَّ علاقاته بالسعودية ودول خليجية أخرى لا تحتاج إلى تطوير لأنها متطورة أصلًا.
ويتحدث مراقبون أن الثمن الذي ستحصل عليه الدول العربية من الدخول في هذا التحالف غير المسبوق مع إسرائيل، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، هو تعديل قانون “جاستا” الذي سيسمح لمواطنين امريكيين مقاضاتها أمام المحاكم الأمريكية طلبًا لتعويضات لضحاياهم، والأضرار التي لحقت بهم من جراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي كان معظم منفذيها من السعوديين، وكذلك وضع حركة “الإخوان المسلمين” على قائمة الإرهاب.
ومن المرجح أن يتم الاستعانة بالتحالف العسكري المكون من 34 دولة إسلامية، بقيادة السعودية، لمحاربة الإرهاب، الذي أعلن في ديسمبر 2015، مع حساب المتغيرات خاصة فيما يخص رفض تركيا وقطر للاحتلال الصهيوني وعدوانه على الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الاتهامات المتتالية من رباعي الحصار ضد قطر لطهران برعاية الإرهاب.
وتشير تقارير صهيونية إلى مصر كأفضل مثال للتنسيق العسكري ومستوى الثقة العالي وغير العادي بين الطرفين؛ حيث عشرات الغارات الجوية التي تشنها إسرائيل في سيناء ضد عناصر “ولاية سيناء لمساعدة مصر. كما أنَّ مصر، ضاعفت عدد الجنود المصريين في سيناء في إطار الحملة العسكرية ضد داعش، وذلك بمصادقة إسرائيل وخلافًا للملحق الأمني لاتفاقية السلام بين الطرفين، في وجود نحو 42 ألف جندي مصري.
استعداد صهيوني
وبحسب صحيفة معاريف فإن دولة الاحتلال تستعد للمواجهات بتعاون أمني وعسكري مع مصر والإمارات ودول أخرى مثيرة للجدل في آسيا أو إفريقيا أو أمريكا، وعقد صفقات سلاح، ونقلت الصحيفة عن الخبير الأمني البارز يوسي ميلمان أنّ إسرائيل تستخدم الرقابة العسكرية والتحكم بالجهاز القضائي لتقييد حرية الصحافة، وإخفاء علاقاتها الممتدة عشرات السنين مع أنظمة ودول مثيرة للجدل، مشيرًا إلى تنوع هذه العلاقات بين التعاون الأمني والتنسيق الاستخباري، وصفقات السلاح، والتدريبات العسكرية المشتركة.
ولفت الخبير إلى أنَّ سلاحي الجو في إسرائيل ومصر سيقيمان قريبًا مناورات عسكرية بمشاركة قبرص واليونان، فيما كشف رجل الأعمال الإسرائيلي ماتي كوخافي- الذي يوظف بشركاته كبار قادة الجيش السابقين وضباط الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك)- عن علاقات كبيرة مع أبو ظبي، وتفاخر بها خلال محاضرة في سنغافورة، كما أنَّ إسرائيل لديها علاقات أمنية وعسكرية متينة مع العديد من دول آسيا، مثل جورجيا وكزاخستان وأذربيجان، بسبب قربها الجغرافي من إيران.
كما تمتلك إسرائيل علاقات مع دول بجنوب شرق آسيا، مثل تايلند والفلبين وميانمار (بورما) التي تعتبر سوقًا رائجة للسلاح الإسرائيلي، بجانب الهند وسنغافورة اللتين تعقدان صفقات أسلحة مع تل أبيب بعشرات مليارات الدولارات، كما لإسرائيل علاقات عسكرية مع جنوب السودان وميانمار رغم النزاع الداخلي في البلدين، كما توفر إسرائيل استشارات عسكرية لأنظمة دكتاتورية مثل رواندا وصربيا إلى جانب دول في وسط أمريكا وجنوب أمريكا وإفريقيا، واستشارات أمنية مع عدد من الدول العربية والإسلامية.
ومنذ أواخر العام 2017 كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن محادثات جرت خلف الكواليس بين الإدارة الأمريكية الجديدة ودول عربية حليفة من أجل إنشاء تحالف عسكري يتشارك المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل بهدف مواجهة العدو المشترك إيران، وفق ما أفاد به خمسة مسؤولين من دول عربية مشاركة في هذه المحادثات، ووفق الصحيفة “ستقدّم الولايات المتحدة الدعم الاستخباراتي والعسكري لهذا التحالف بما هو أبعد من الدعم المحدود الذي تقدِّمه للتحالف الذي تقوده السعودية ضدّ الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن”.
وقال دبلوماسي عربي للصحيفة: “إنّ المسؤولين الأمريكيين بدأوا يجسّون نبض البعثات الدبلوماسية في واشنطن عن مدى استعدادها للانضمام إلى هذه القوة التي تضمّ مكونًا إسرائيليًا”، فيما كشف آخرون أن “السعودية والإمارات عرضتا مطالبهما في مقابل الموافقة على التعاون مع إسرائيل من بينها ما هو مرتبط بقانون 11 سبتمبر الذي يجيز لذوي ضحايا الهجمات بمقاضاة السعودية، وفي هذا الإطار أبلغ المسؤولون في إدارة ترامب الحلفاء الخليجيين بأنهم سيضغطون من أجل تعديل الكونجرس لهذا القانون، فيما رأى مسؤول عربي أنه “سيكون من الصعب الحشد من أجل قيام هذا التحالف في ظل الزخم القليل الذي حظي به اقتراح إنشاء قوة عربية شاملة عام 2015”.
اضف تعليقا