تجذب ناطحات سحاب دبي والمنتجات السياحية الآلاف من السياح للإمارات سنوياً، بالضبط كما تجذب حكومة الإمارات إليها الأموال القذرة والمهربة من قبل تجار المخدرات والمافيا والتي بنيت منها الإمارات ثروات عديدة ومازالت تستقطبها طبقاً للتقارير استقصائية صادرة بحقها، كان آخرها بحث استقصائي لصحيفة “لوموند” الفرنسية التي كشفت فيه عن 800 ألف عقار في دبي مرتبطة بغسيل الأموال والأموال القذرة فما هي قصة استقطاب الإمارات العربية المتحدة لهذه الأموال؟! وكيف استغلت الحرب الروسية الأوكرانية كي تتوسع أكثر في بناء شبكتها الخاصة بالأموال المشبوهة.
لوموند الفرنسية
أشارت صحيفة “لوموند” الفرنسية إلى أن عدد كبير من مالكي العقارات في دبي هم من الأثرياء الروس الخاضعين للعقوبات الدولية ولهذا جرى تحقيق وراء العقارات وناطحات السحاب في دبي وكانت النتيجة صادمة، حيث كشف التحقيق عن أن 274 ألف مالك لنحو 800 ألف عقار في دبي مرتبطون بالأموال القذرة لجرائم غسيل الأموال وحمل التحقيق عنوان “دبي: الكشف عن العقارات في الإمارة، ووجهة العناية الإلهية للأموال القذرة لحكم القلة والمجرمين”، كما أشارت الصحيفة أنه تم الحصول على البيانات من قبل مركز دراسات الدفاع المتقدمة (C4ADS)، وهو مركز أبحاث أمريكي يتكون من ضباط وأكاديميين أمريكيين سابقين ويحقق في الجرائم والصراعات الدولية.
وكانت هذه البيانات المساحية غير المنشورة المؤرخة لعام 2020 بمثابة أساس للتحقيق التعاوني “Dubai Uncovered”، حيث تجمع بين عشرين وسيلة إعلامية دولية تحت رعاية وسائل الإعلام المالية النرويجية E24.
كما يضاف إلى هذه القائمة أسماء العديد من المشتبه بهم المتورطين في عملية احتيال “Cum-Ex” ، وهي عملية احتيال دولية تم الكشف عنها في منتصف عام 2010، والتي أضرت بالمالية العامة للعديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا والدنمارك وبلجيكا وفرنسا.
الأثرياء الروس
كشفت عدة تقارير عن استقبال دولة الإمارات العربية المتحدة للأثرياء الروس الهاربين من فرض العقوبات الأوروبية الصارمة بحقهم، وكذلك سعت شخصيات رفيعة المستوى بدولة الإمارات مثل “منصور بن زايد” الذي يقوم بدور المستقطب لهم مستخدمة الحيل المشروعة وغير المشروعة، ويدعم ذلك ما كشفته صحيفة ” فايننشال تايمز” البريطانية عن الحيل التي يلجأ لها الأثرياء الروس لنقل أموالهم إلى دبي هرباً من المراقبة المالية الشديدة على أموالهم عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكدة أنهم يقومون بمبادلة عقاراتهم الفاخرة في لندن بمنازل بملايين الجنيهات في دبي أثناء بحثهم عن الأساليب الحديثة لتجاوز القيود النقدية المفروضة بسبب الغزو الكامل لأوكرانيا، كما ذكرت أنه تبلغ قيمة جرد الممتلكات مع قصر نايتسبريدج 34 مليون جنيه إسترليني وثلاثة أسرّة في ميدان إيتون، في حين تم تداول سكن بقيمة 8 مليون جنيه إسترليني في الأسابيع الحالية من قبل وسطاء العقارات الفعليين الراقيين العاملين داخل الإمارة الخليجية لمقايضته به.
وقالت الصحيفة إن هذه العقارات يتم توفيرها للروس الذين هم على استعداد لمقايضة ممتلكاتهم في لندن، وذلك مقابل إقامة جديدة تمامًا في دبي، مع تجنب تحويلات المؤسسات المالية والتدقيق النقدي موضحةً أنه يتم توفير تخفيضات كبيرة على العقارات في المملكة المتحدة لإنهاء العروض.
لنعطي مثال على أصحاب تلك العقارات في دبي فمنهم “ألكسندر بوروداي”، المعروف أنه كان لفترة وجيزة، في عام 2014 ،”رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية”، التي نصبها الانفصاليون الموالون لروسيا في سياق الصراع في شرق أوكرانيا، ثم تمّ انتخابه نائباً لمجلس الدوما في عام، وخلال صعوده السريع في المشهد السياسي الروسي، استحوذ سراً على عقار في مجمع Grandeur Residences-Maurya السكني الفخم، الواقع في نخلة الجميرة الشهيرة بدبي.
تجارة الكوكايين
ليست الأموال الروسية فقط هي ما وضعت الإمارات وعقاراتها تحت المجهر، فقد أشرنا من قبل إلى ملفات Dubai Uncovered، حيث إن هناك عشرات الأوروبيين المتورطين في قضايا غسل الأموال والفساد، ومنها عملية الاحتيال “Cum-Ex” فهم لم يكونوا متورطين في القضايا المالية فقط، بل كان أكثرهم متورط في قضايا تجارة الكوكايين، وأن ما حدث من استقبال للروس جعل الشكوك تدور حول الإمارات التي من المؤكد أنها فتحت بلادها لتجار الكوكايين وأموالهم كما فعلت مع الروس.
الخلاصة أن الإمارات صارت مرتع لكل شر في هذا العالم باتت تفتح بلادها للغزاة المجرمين الروس ويجد منها تجار المخدرات الملاذ الأمن لهم وأصبحت لا تذكر الإمارات إلا ويذكر معها أي شر يدور في العالم من انقلابات وحوادث تصنت وتجسس وأموال قذرة وغسيل أموال وتجارة مخدرات.
اضف تعليقا