كشف تقرير لصحيفة “الغارديان” أن ثقة الجمهور في بعض حكومات العالم، ومنها الدول الاستبدادية العرب الأكثر قمعًا، ارتفاعًا كبيرًا، وذلك نتيجة عمل متواصل من شركة العلاقات العامة الأبرز حول العالم والمعروفة باسم “إيلدمان”، التي تقيس “مؤشر الثقة”، والتي تلقت أموالا من زبائنها في الشرق الأوسط، بينها دول عربية، نظير تحسين صورتها أمام الرأي العام الداخلي والخارجي.

يشار إلى أن ذلك جاء لافتًا إلى أن الإمارات على رأس هذه الدول، خاصة عندما يتدفق قادة العالم إليها، للمشاركة في قمة المناخ (كوب-28) التي ستعقد في وقت لاحق من الشهر الجاري.

ولفت تحليل للصحيفة بالتعاون مع مؤسسة “Aria”، وهي منظمة بحثية غير ربحية، عن تلقي شركة “إيدلمان” والشركات التابعة لها ملايين الدولارات من قبل الحكومات الاستبدادية، لتطوير وتعزيز الصور والسرديات المرغوبة.

كما استند التحليل، إلى مقاييس الثقة التي أعلنتها “إيدلمان”، بالإضافة إلى إيداعات قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (فارا) التي أعلنتها وزارة العدل، والتي يعود تاريخها إلى عام 2001.

فيما يتطلب القانون من الشركات الأمريكية نشر معلومات معينة حول عملها في مجال الضغط والمناصرة لصالح الحكومات الأجنبية.

جدير بالذكر أن التحليل وجد أن استطلاعات الرأي العام تميل إلى المبالغة في تقدير مدى تفضيل الأنظمة الاستبدادية، بينها الإمارات والسعودية والصين وسنغافورة، لأن العديد من المشاركين يخشون انتقام الحكومة، لكن هذا لم يمنع هذه الحكومات نفسها من استغلال النتائج التي توصل إليها “إيدلمان” لتلميع سمعتها، وإضفاء الشرعية على سيطرتها على السلطة.

كما تقول الأكاديمية في كلية إدارة الأعمال بجامعة نيويورك أليسون تايلور، إن “مقياس (إيدلمان للثقة) يتم الاستشهاد به في كل مكان كما لو كان هذا بحثًا موضوعيًا وموثوقًا من أحد مراكز الأبحاث، في حين أن هناك خلفية تجارية واضحة إلى حد ما، ومن الواضح إلى حد ما أنه أداة مبيعات”.

وتضيف: “على الأقل، يجب على الشركة أن تكشف عن هذه العلاقات المالية كجزء من الدراسة.. لكنهم لا يفعلون ذلك”.

اقرأ أيضًا : المالية التونسية: لم نحصل على إجابات من الإمارات بشأن الأموال المهربة