يعد اسم مؤسسة الراجحي من الأسماء الرنانة في المملكة العربية السعودية، وهي تعود لمؤسسها الملياردير سليمان الراجحي والتي ورثها منه ولده أحمد الراجحي الوزير السعودي.

تقلد أحمد الراجحي منصب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عام ،2018 وهو من المقربين من محمد بن سلمان بشكل شخصي، وقد ورث عن والده مجموعة كبيرة من الشركات وثروة كبيرة، كما ورث محمد بن سلمان الحكم عن أبيه الملك سلمان بن عبد العزيز.

وكما اقترن اسم مؤسسة الراجحي على مر تاريخها بعالم المال والأعمال، فقد اقترن اسمها في الآونة الأخيرة بالاحتيال، وقضايا الفساد التي تخطت حدود المملكة، ووصلت إلى القضاء الإماراتي.

وعلى نهج رب البيت في السعودية بن سلمان الذي يرقص على أنغام التطبيع، فقد تورط أحمد الراجحي في نفس القضية، وتسربت معلومات عن شركاته التي اشترت أسهم شركة إسرائيلية، واستثمرت فيها.. فكيف اقترن اسم الراجحي بالاحتيال تارة والتطبيع تارة في الآونة الأخيرة؟!.

تعمير 

فجر فيلم وثائقي يدعى “استثمارات على الرمال” قضية شركة تعمير، والتي احتال فيها أحمد الراجحي وعائلته على رجل الأعمال الفلسطيني الكندي عمر عايش مؤسس شركة تعمير للإنشاءات.

بيد أن الراجحي استطاع شراء 50% من قيمة الشركة، ثم قام بالضغط على عايش واشترى 25% أخرى لتصبح المحصلة 75% من إجمالي الشركة، ثم ما لبث أن عيش مديراً جديداً للشركة وأقصى عايش كلياً.

ومع الوقت أصبحت شركة تعمير للإنشاءات التي دخلت موسوعة جينيس، بسبب بنائها أكبر برج سكني في العالم فاقدة للسيولة، واتضح فيما بعد أن الراجحي قد قام ببيعها لمجموعة من عائلته، وتمت تصفية السيولة بيها، واستيقظ عمر عايش ومعه المساهمين في الشركة على فاجعة إفلاس الشركة.

علاوة على ذلك فقد استغل أحمد الراجحي نفوذه للاستيلاء على الشركة، وقام بإشراك صقر بن محمد بن زايد آل نهيان في إدارة الشركة، والذي قام بتبرئة نفسه من واقعة الاحتيال، لكن القضاء الإماراتي والذي تقدم إليه عمر عايش بشكوى أدان أحمد الراجحي، وألزمه بدفع بـ 450 مليون دولار للمؤسس الحقيقي لتعمير.

تطبيع الراجحي 

في الشهر الجاري زار الرئيس الأمريكي جو بايدن المملكة العربية السعودية، وعلى ما يبدو أن تلك الزيارة أعطت الضوء الأخضر للمطبعين ببلاد الحرمين إلى تعزيز العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى رأس هؤلاء المطبعين أحمد الراجحي الذي يقتفي أثر محمد بن سلمان في كل شئ، فقد قامت شركة الراجحي بزيادة حصتها في شركة إسرائيلية تعمل في مجال النقل بالأراضي المحتلة.

حيث كشفت وكالة بلومبيرغ الأمريكية عن صفقة وقعتها شركة ميثاق كابيتال التابعة للمجموعة شركات الراجحي زادت فيها من حصتها في شركة التنقل الإسرائيلية “أوتونومو تكنولوجيز” إلى 20.4%.

والغريب في تلك الصفقة أن الشركة الإسرائيلية تسجل خسائر باستمرار، وقد شهد سهمها المسجل في بورصة لندن انخفاضاً بنسبة 80% هذا العام، فلماذا يسعى الراجحي للاستثمار في شركة خاسرة؟!.

الإجابة تكمن في أن الراجحي يحذو حذو بن سلمان، وينفذ تعليمات سيده ولي العهد ولذلك قام بدعم الشركة الإسرائيلية.

الخلاصة أن الراجحي أحد أهم أدوات محمد بن سلمان، وهو يشبهه في فساده وتطبيعه، وحتى في احتياله على أموال الغير، ويستخدم مؤسسته من أجل دعم ولي العهد.

اقرأ أيضاً : أرادها تضاهي أهرامات مصر.. لماذا يأمر محمد بن سلمان ببناء الأبنية الشاهقة؟!