واجهت عملة البيتكوين هبوطا حادا خلال يوم حيث انخفض سعرها لأكثر من 1000 دولار في ساعات محدودة بعد أن اجتمعت سول ومجموعة من البلدان بتكوين حزب  لمواجهة تلك العملة الإلكترونية.

وبهذا تكون البتكوين قد خسرت اكثر من 9% من قيمتها والتى قد وصل سعرها منذ ايام قليلة إلى 12000 دولار، بل وقد تجاوزت الـ 17000 دولار في أحيان أخرى، بعد أن كانت قيمتها أقل من ألف دولار في مطلع العام الجاري وفي ظل هذا الصعود القياسي خرجت التحذيرات من احتمالات حدوث “فقاعة”  كبيرة – بحسب تعبير شركة “سي إم سي” – “لا أحد يعلم متى ستنفجر الفقاعة”.

 

قصة  عملة بيتكوين

لم تكن عملة البيتكوين بهذا القدر المالى الذى وصلت اليه مؤخرا في فترة وجيزه لا تتعدى العام الواحد إلا أن صعودها المفاجئ والحاد هذا قد حدث بعد دخول شركتين من أكبر شركات أنشطة الأوراق المالية في العالم في مجال العقود الآجلة، في إتمام صفقات وعقود آجلة بعملة بيتكوين.

إلا أن شركة ” سي إم سي” نفسها حذرت من مخاطر المراهنات فهذا الصعود يحمل كل مؤشرات احتمال ظهور “فقاعة” ربما تنفجر في وقت ما دون علم من أحد.

والبيتكوين هى عملة رقمية “افتراضية” ونظام دفع عالمي بدأت عام 2009 من قبل شخص غامض أطلق على نفسه اسم “ساتوشي ناكاموتو”، وهي مثل العملات الأخرى كالدولار أو اليورو، من حيث القيمة ولكن مع  وجود عدة فوارق أساسية، أهمها أن هذه العملة هي عملة إلكترونية بشكل كامل تتداول عبر الإنترنت فقط بدون وجود فيزيائي لها، كما أنها ليست عملة تقليدية فليس لديها بنك مركزي أو دولة أو هيئة تنظمها وتدعمها.

ونشأت عملة بيتكوين عبر عملية حاسوبية معقدة، والتى يتم إنشاؤها كمكافأة لعملية تعرف باسم التعدين، ثم جرت مراقبتها بعد ذلك من جانب شبكة حواسيب حول العالم.

كما أنه من المتاح استبدالها بعملات ومنتجات وخدمات أخرى، فالدفع بواسطة بيتكوين أسهل من الشراء بواسطة بطاقات الائتمان، وقد اعتمد أكثر من 100,000 تاجر وبائع البيتكوين كعملة للدفع، اعتبارا من فبراير 2015،  ومن المتوقع أن يتمكن الزبائن من السداد باستخدام الهاتف الذكي أو الحاسوب الشخصي من خلال  تطبيق “كيو آر” لقراءة الشفرات، وعن طريق إدخال عنوان المستلم والمبلغ المدفوع وإرساله

وبالفعل فقد بدأت حانة “أولد فيتزروي” في أستراليا تقبل التعامل بعملة البيتكوين وهو ما جعلها أول حانة تستخدم تلك العملة الافتراضية.

كما أشارت تقديرات بحوث جامعة كامبريدج إلى أن العام 2017، سيصل عدد مستخدمي البيتكوين مابين 2.9 إلى 5.8 مليون شخص يلجأ لاستخدام محفظة لعملة رقمية، وقد وصل إصدار البيتكوين يوميا إلى نحو 3600 عملة جديدة حول العالم، حتى أصبح عددها حاليا إلى 16.5 مليون وحدة يجري تداولها، وتعتبر هذه الوحدات ضمن الحد الأقصى المسموح به والمحدد بـ 21 مليون وحدة بيتكوين.

 

إمكانية الحصول على البيتكوين

والحصول على هذه العملة لا يتطلب أكثر من شرائها وإجراء المعاملات بها من خلال بورصات رقمية مثل Coinbase تسجل جميعها في موازنة عامة يطلق عليها اسم blockchain، تلك التى اتخذت من سان فرانسيسكو مقرا لها.

وهذه العملة هي عبارة عن مفاتيح رقمية مسجلة في محفظة رقمية يمكن من خلالها أن تدير التحويلات، ولكن على المستخدمين اذا فتحتوا محفظة أونلاين فلابد من توافر الثقة في مصدرها حيث إن القراصنة يستهدفون الخوادم بهدف سرقة البيتكوين.

ولعل أهم ما يميز هذه العملة هو الرسوم المنخفضة، حيث إغنها لا تنتقل ولكن الكود هو الذي يخرج من محفظة ليدخل إلى محفظة أخرى.

ولا يزيد تداول هذه العملة عن 21 مليون وحدة ولذا فهي أكثر استقرارا من العملات التي تدعمها الحكومات.

واحتضنت مدينة فانكوفر أول ماكينة صراف آلي (ATM) للبيتكوين، وضعت بمقهى إسبريسو الذي يقع في مقاطعة بريتيش كولومبيا بكندا عام 2013، والتى أتاحت للمستخدمين شراء العملات الرقمية أو بيعها.

واتبعت ألمانيا نظاما اقتصاديا خاصا اعترفت فيه رسميا بعملة بيتكوين وتعاملت معها على أنها نوع من النقود الإلكترونية، وهو ما سمح للحكومة الألمانية بطرح فكرة فرض ضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات التي تتعامل بـ”بيتكوين”، في ذات الوقت الذي تبقى فيه المعاملات المالية الفردية معفية من الضرائب، وتعد ألمانيا الدولة الوحيدة التى أقرت ذلك.

وقد اختلفت الآراء حول هذا الاعتراف الرسمي بالعملة فقد ذهب فريق إلى الجانب الإيجابي في لك ويتمثل في إعطاء العملة المزيد من الشرعية، في حين ذهب فريق آخر إلى أن هذا الاعتراف قد يؤدى إلى مزيد من تنظيم العملة وربطها بالحكومات، وهو ما يتعارض مع إحدى مميزات بيتكوين كعملة غير خاضعة لأي جهة.

وفي واقعة أخرى حدثت في الولايات المتحدة أصدر قاض فدرالي حكما بأن بيتكوين هي عملة ونوع من أنواع النقد، وأن هناك إمكانية لإخضاعها للتنظيم الحكومي، لكن الولايات المتحدة لم تعترف بالعملة رسميا بعد.

 

بيتكوين والعالم العربي

كما قد بدأت الدول العربية مؤخرا مقارنة بدول أخرى باستخدام عملة البيتكوين، حيث أعلن بار شاي في عمان عن قبول هذه العملة لأول مرة بالأردن، وعقبها جاءت دبي التى استخدمت فيها تلك العملة بمطعم بيتزا وصراف آلي، وتلتها شركة أنظمة معلومات في فلسطين، ثم بدأ التعامل بها في أكبر الأسواق بالكويت “سوق السفير”.

 

سلبيات

ولعل أبرز السلبيات في الاعتماد على هذه العملة والتعامل بها أنها تستخدم كوسيلة مجهولة لتنفيذ تحويلات كبيرة عابرة للحدود، حيث لا يمكن تتبع عمليات البيع والشراء لأنه لا يوجد لها رقم تسلسلي مرتبط بها، وهو ما يجعلها ترتبط بتجارة المخدرات وغسيل الأموال إضافة إلى استخدامها في موقع السوق السوداء Silk Road وهو منصة لبيع العقاقير غير المشروعة.