تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة، الجمعة، على مناطق عدة في لبنان، وسط إنذارات نشرها جيش الاحتلال لإخلاء منطقتين بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن الطائرات الإسرائيلية شنت غارتين عنيفتين على منطقة الكفاءات والحدث، وسمعت أصوات الصواريخ وهي تتساقط على المكان المستهدف بشكل قوي، وتصاعدت ألسنة الدخان بشكل كثيف في محيط الجامعة اللبنانية.

واستشهد 11 شخصا وأصيب 41 آخرين على الأقل، إثر غارات جوية عنيفة على بلدات عدة بمحافظتي الجنوب والنبطية جنوب لبنان.

ففي قضاء النبطية بالمحافظة التي تحمل الاسم ذاته، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية أن مقاتلات إسرائيلية قصفت مبنى سكنيا في بلدة عربصاليم، مؤكدة أن الغارة دمرت المبنى السكني بالكامل، وأدت إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة 15 آخرين، دون أن توضح مدى خطورة الإصابات.

وفي قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية، أدت غارة جوية إسرائيلية على بلدة الطيري إلى استشهاد شخص وإصابة آخر، حسب بيان لوزارة الصحة.

وفي قضاء مرجعيون بالمحافظة ذاتها، أفادت الوكالة اللبنانية بسقوط عدد لم تحدده من الإصابات جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزلين مأهولين ببلدة جديدة مرجعيون، مبينة أن الإصابات تراوحت بين “خفيفة” و”متوسطة”.

وفي قضاء صور بمحافظة الجنوب، أفادت وزارة الصحة في بيان، باستشهاد 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين، لم توضح مدى خطورة حالاتهم، في حصيلة غير نهائية لغارة جوية إسرائيلية على بلدة الشعيتية.

وأضافت الوزارة في بيان آخر، أن غارات جوية إسرائيلية بقضاء صور كذلك أدت إلى استشهاد شخص وإصابة 5 ببلدة البص، وسقوط 3 مصابين ببلدة الشبريحا ومثلهم ببلدة باتوليه، ومصابين اثنين بكل من بلدات البياضة والشهابية والمساكن ودير قانون.

وجراء غارات جوية إسرائيلية على القضاء ذاته، استشهد شخص وأصيب اثنان ببلدة طير دبا، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.

وفي قضاء صيدا بمحافظة الجنوب، أفادت الوكالة اللبنانية باستشهاد شخص جراء غارة جوية إسرائيلية على بلدة أنصارية.

تأتي هذه الغارات العنيفة على الجنوب اللبناني بعد ساعات من مغادرة المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين البلاد متوجها إلى الاحتلال الإسرائيلي، ضمن مفاوضات بشأن مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار بين الجانبين.

وفي سياق متصل، أنذر الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مواطنين في منطقتين بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت ومواطني 5 قرى جنوب لبنان بإخلاء أماكنهم “فورا” تمهيدا لقصفها.

جاء ذلك في بيانين لمتحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على منصة “إكس”، نشرهما رفقة خرائط أشار فيها إلى القرى والمباني المستهدفة باللون الأحمر.

وخاطب أدرعي “جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية، وتحديدا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في حارة حريك والحدث”.

وزعم أن أهالي تلك المنطقة “موجودون قرب منشآت ومصالح تابعة لحزب الله”، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي “سيعمل ضدها بقوة على المدى الزمني القريب”.

وتابع: “من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم، عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورا، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر”.

وفي السياق نفسه، أنذر الجيش الإسرائيلي، سكان 5 قرى بجنوب لبنان بإخلاء منازلهم “فورا” تمهيداً لقصف سينفذه بتلك القرى، دون تحديد سقف زمني لعودتهم إليها.

وقال أدرعي في بيان آخر على منصة “إكس” إنه يوجه الإنذار لسكان قرى الطيبة وعدشيت القصير ودير سريان وبرج الشمالي ومعشوق، مضيفا: “عليكم إخلاء منازلكم فورًا والانتقال إلى شمال نهر الأولي”.

ولم يحدد أدرعي سقفا زمنيا لعودة السكان إلى قراهم مكتفيا بالقول: “سنقوم بإبلاغكم عن التوقيت المناسب للعودة إلى منازلكم حال توفر الظروف الملائمة لذلك”.

ومنذ بدء العملية البرية الإسرائيلية جنوب لبنان مطلع الشهر الماضي، وجه الجيش الإسرائيلي إنذارات مشابهة لعشرات القرى في جنوب لبنان. وتشهد عدة مناطق في لبنان حركة نزوح من السكان هربا من الغارات الإسرائيلية المتواصلة.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها “حزب الله”، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 148 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و583 شهيدا و15 ألفا و244 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الخميس.

ويوميا يرد “حزب الله” بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

واليوم الجمعة، دوت صفارات الإنذار في المطلة شمال فلسطين المحتلة، ومستوطنات قريبة من حدود لبنان، بحسب ما أوردته القناة الـ12 العبرية.

وأعلن حزب الله في بيان أنه “دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 11:50 من مساء الخميس 21-11-2024، دبابة ميركافا في محيط قلعة شمع، بصاروخٍ موجّه ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”.

اقرأ أيضا: الدعم السريع يقتل العشرات رميا بالرصاص في السودان