شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر الخميس، غارة على منزل عائلة “السواركة”، ما أدى إلى استشهاد 8 فلسطينيين، بينهم خمسة أطفال وسيدتين.
عقب الغارة استغرق الأمر ساعات طويلة احتاجها المسعفون في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، حتّى تمكنوا من انتشال باقي جثث شهداء عائلة السواركة، الذين قضوا نتيجة استهدافٍ إسرائيلي لمنزلهم .
وقد أقر الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن الهجوم، بدعوى استهداف أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي.
حيث قال الناطق باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في تغريدة نشرها على حسابه بموقع “فيس بوك:” المدعو رسمي أبو ملحوس (السواركة) القيادي في الجهاد الإسلامي وقائد الوحدة الصاروخية في لواء الوسطى في التنظيم، قُتل الليلة الماضية في الغارة على دير البلح”.
وجاءت هذه الغارة الإسرائيلية، في ساعة متقدّمة من الفجر، حيث كان جميع أفراد العائلة بداخله يغطّون في نوم عميق.
ثمانية أشخاص من هذه العائلة سقطوا شهداء، و12 آخرين أصيبوا بجراح مختلفة.
والشهداء هم، وفقا لتصريح وزارة الصحة الفلسطينية، “معاذ محمد سالم السواركة (7 أعوام)، ومهند رسمي سالم السواركة (12 عاما)، ووسيم محمد سالم السواركة ( 13 عام)، يسرى محمد عواد السواركة (39 عاما)، ومريم سالم ناصر السواركة (45 عاما)، ورسمي سالم عودة السواركة( 45 عاما)”.
ولم تكشف الوزارة عن اسمي طفلين انتشلت جثمانيهما في ساعة متأخرة الخميس.
وفور حدوث الغارة، توجّه عدد من المواطنين نحو منزل عائلة “السواركة”، ليُصدموا بمشهد تسوية المنزل بالأرض (تدميره بشكل كامل)، على جميع سكانه النائمين.
بأيديهم، بدأ المواطنون بنبشون الرمال ومساندة طواقم الإسعاف في انتشال الشهداء من تحت ركام المنزل المستهدف.
وانتشل المواطنون أطفالا مدفونين تحت رماد المنزل، في مشهد يوحي بأنهم “لا زالوا نائمين وأن الغارة لم تعكر صفو نومهم”، بحسب إفادة شهود عيان لمراسلة وكالة “الأناضول”.
وعلى أسرّة مستشفى “شهداء الأقصى” (الحكومي)، التي نُقل إليها المصابين، توزّع أعداد من الأطفال الجرحى لتلقّي الإسعافات الأولية والعلاج.
** 4 صواريخ
وذكر شاهد عيان، أنّ الطائرات الإسرائيلية هاجمت بيت العائلة بأربعة صواريخ حربية على الأقل، دون أيّ سابق إنذارٍ أو تنبيه.
ولفت الشاهد، إلى أنّ المنزل تسكنه عائلتان يبلغ عدد أفرادهما حوالي 20 شخصا، من بينهم أطفال ونساء.
وأضاف:” باتوا ليلتهم آمنين، ولم يكونوا على علمٍ بأنّ نهاية حياتهم ستكون خلالها”.
وأشار إلى أنّ أصوات الغارات الحربية التي استهدفتهم كانت مخيفة جداً، وروّعت قلوب كلّ سكان مدينة دير البلح.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن شهداء عائلة السواركة، رفعوا عدد الفلسطينيين الذين قضوا جراء التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء، إلى 34 شهيدا، بينما أصيب 111 آخرين بجراح مختلفة.
ويسود الهدوء الحذر أجواء قطاع غزة، بعد يوميْن دامييْن شنّت خلالها طائرات حربية إسرائيلية، عشرات الغارات على أهداف بمناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي، صباح الخميس، عن التوصل لوقف إطلاق نار مع إسرائيل في قطاع غزة، بوساطة مصرية.
وقال المتحدث باسم الحركة، مصعب البريم، في تصريح خاص لوكالة “الأناضول”:” تم التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، وقد بدأ بالسريان مع الساعة الخامسة من فجر اليوم (بالتوقيت المحلي 3 تغ)”.
وأكّد البريم أن التوافق على وقف إطلاق النار تم تنفيذه وفقا “لشروط المقاومة الفلسطينية والتي مثّلتها وقادتها حركة الجهاد الاسلامي”.
اضف تعليقا