العدسة – معتز أشرف:
طبول للغضب دقّت على أعتاب مواقع التواصل الاجتماعي ضد رفع الأسعار المفاجئ الذي ضرب البنزين والبوتاجاز وتعريفة المواصلات، بينما المصريون منشغلون في متابعة مباريات كأس العالم والزيارات التلقيدية في الأعياد، فهل يفعلها المصريون في مواجهة غدرة السيسي في العيد، والتي تعتبر الثالثة في مضمار سباق رفع الأسعار منذ عام تقريبًا، وهل تكون الإجابة الأردن؟!
طريقة اللصوص!
علي وسوم #البنزين و#البنزين_غلى و#البنزين_رفع_المصريين شنَّ المغرِّدون والمعارضون هجومًا كاسحًا على نظام عبد الفتاح السيسي. واتّهم د.أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، السيسي باللصوصية قائلًا: “إقرار زيادة أسعار المنتجات البترولية اعتبارًا من ٩ صباح اليوم، على طريقة اللصوص، كل القرارات الكارثية لا تأتي إلا في الأعياد والإجازات وكأس العالم، هذا هو الإجراء الوحيد الذي يتخذه النظام لتفادي غضب الشارع دون التفكير في إجراءات حمائية للأكثر فقرًا”.
مئات “الكوميكس” الساخرة من السيسي والقرارات انتشرت على الوسوم، منتقدة ما حدث، منها ما قاله المغرد أبو معاذ ساخرًا مما حدث: زيادة سعر تذاكر المترو قبل رمضان وزيادة سعر الكهربا في رمضان، ووزيادة سعر البنزين في العيد الصغير، وإن شاء الله ع العيد الكبير هيبدأ يدبح مواطنين”.
الإعلامي والناشط الحقوقي هيثم أبو خليل اعتبر ما حدث انتقامًا من السيسي ضد المصريين وقال: ” السيسي ينتقم ويشعل النار في أجساد المصريين صباح ثاني أيام عيدالفطر وزيادة هائلة للمرة الثالثة في أقل من عام ونصف في أسعار البنزين والبوتجاز، لماذا تعمَّد إفساد فرحة المصريين في رمضان والعيد بزيادة أسعار الكهرباء والبنزين والبوتجاز؟ ولماذا لم ينتظر يومين فقط بعد انتهاء العيد؟
وأضاف في تنويه عن برنامجه على أحد القنوات المعارضة للنظام، قائلًا: “الإجابة: الأردن، وألقاكم في تغطية خاصة عن: السيسي في عي دالفطر يشعل النار عمدًا” في أجساد المصريين” متسائلًا: “أين ٦٠٠ أراجوز عدد أعضاء برلمان الطراطير من إشعال العسكر النار في أجساد المصريين؟”.
وتابع قائلًا: “هناك تطابق كامل بين من يقصفون غزة في بداية شهر رمضان وفي العيد، لكي يعكننوا على الفلسطينيين، وبين من يرفعون الأسعار في بداية رمضان وفي عيدالفطر، لكي يعكننوا على المصريين، العقيدة واحدة، وهي الصدمة وقهر الشعوب، حتى يستمر الإحتلال الإسرائيلي، في فلسطين، والإحتلال العسكري في مصر!”. فيما دعا أبو خليل المصريين إلى التحرك قائلًا: “المطلوب الآن من المصريين، يشجعوا أنفسهم.. ويحاولوا يستعيدوا بلادهم من العصابة اللي بتولع فيهم وهم أحياء.”.
لوددت أن أكون أردنيًا!
“هل اتاك حديث #البنزين ؟ الله غالب” بهذه التغريدة انتقد الإعلامي معتز مطر الزيادات في أسعار البنزين فيما تساءل المغرد مصطفى مرسي ساخرًا: “الواحد مش عارف يترحم على أيام مبارك ولا أيام مرسي”، لكن صاحب حساب “مصري ” أشار إلى ضرورة التحرك على النسق الأردني، قائلًا: “لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون “أردنياً”.
المغرد رضا صلاح ذهب إلى أن هذه القرارات نتاج فشل أجيال سابقة ويتحملها جيل واحد، قائلًا: ” مش من العدل أن يتحمل جيل واحد، فإصلاحات اقتصادية تأخرت من 30 سنة !!!! رسميًا.. إحنا الجيل الأسوأ حظاً وشقاء في تاريخ مصر وحسبي الله ونعم الوكيل يا فشلة”.
الفنانة الشابة رشا مهدي دخلت على خط الغضب، وقالت ساخرة: ” زمان لما كنت بزهق كنت بنزل آخد لفه بالعربية.. دلوقتي تقريبا لو زهقت هنزل آخد لفه حوالين العربية!”، أما صاحب حساب “الله غالب” يرى أن الحل في العصيان، وقال: “العصيان المدني هو الحل الوحيد دلوقتي”.
النائب خالد هلالي، أحد أعضاء البرلمان الحالي تجاوز الخطوط الحمراء، وترجم غضبة مواقع التواصل الاجتماعي في بيان عاجل قدَّمه للدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، ضد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، بشأن تحريك أسعار الوقود والكهرباء.
“هلالي” قال في بيانه العاجل بحسب ما تداولته مواقع محسوبة على النظام نفسه: “إنّ تحريك الأسعار يأتي في إطار وقف نزيف الأعباء على الموازنة العامة للدولة، ولكن لابدَّ أن تكون هذه الزيادة تتناسب مع الواقع ومع نسبة الزيادة في المرتبات والمعاشات التي أقرها البرلمان مؤخرًا، حتى لا يتسبب هذا الأمر في زيادة الأعباء على المواطنين وخاصة محدودي الدخل، مضيفًا: “إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع وعلى الحكومة تحقيق التوازن بين الزيادة التي تم إقرارها، في المواد البترولية والكهرباء، والجميع يعلم أن السعر العالمي للمواد البترولية هو المتحكم في سعر السوق المحلية، حتى لا تتحمل الموازنة العامة للدولة أعباءً تنعكس على المواطنين أيضًا”.
4 زيادات!!
وتعتبر هذه المرة الرابعة في الزيادات منذ 2014، كان أحدثها قبل زيادة العيد في يونيو 2017 والتي جاءت بنسبة 100 %، وكانت البداية في مطلع يوليو 2014، مع سعي الحكومة لتطبيق إصلاح منظومة دعم الطاقة، فيما جاءت المرة الثانية بالتزامن مع تحرير سعر الصرف في نوفمبر2016، وجاء خفض الدعم في المرة الثانية وفق شروط الاتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، خلال ثلاث سنوات.
وفي يونيو 2017 خفضت الحكومة دعم الوقود للمرة الثالثة، والثانية وفقًا لشروط اتفاق الصندوق، ووفق رصد وكالة “الأناضول” شهدت أسعار الوقود في مصر قفزات كبيرة تراوحت بين 13 % إلى 305 % خلال الفترة من يوليو 2014 وحتى الآن.
ويظهر الرصد، ارتفاع سعر لتر بنزين 92 أوكتان من 1.85 جنيه إلى 5 جنيهات بنسبة 170 %، فيما قفز لتر سعر البنزين 80 أوكتان من 90 قرشًا إلى 3.65 جنيه بنسبة 305 %.
وصعد سعر لتر السولار (الديزل) من 1.10 جنيه إلى 3.65 جنيه بنسبة 229 %، كما ارتفع سعر لتر بنزين 95 أوكتان للسيارات الفاخرة من 5.85 جنيهات إلى 6.60 جنيه بنسبة 12.8 %.
ومع اطلالة اليوم الثاني لعيد الفطر في مصر أصدرت حكومة السيسي زيادات جديدة، ووفقًا لـ”رويترز” فإنَّ أسعار الوقود ارتفعت بنسب تصل إلى 66.6%، وهذه هي المرة الثالثة لرفع أسعار الوقود منذ تحرير سعر صرف الجنيه المصري في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.
وبحسب وزارة البترول المصرية فإنّه تقرر رفع سعر البنزين 92 أوكتين إلى 6.75 جنيه (0.38 دولار) للتر من خمسة جنيهات بزيادة نحو 35 % وسعر البنزين 80 أوكتين الأقل جودة إلى 5.50 جنيه من 3.65 جنيه بزيادة 50 %.
وزاد سعر البنزين 95 إلى 7.75 جنيه للتر من 6.60 جنيه بارتفاع 17.4 %، فيما رفعت الحكومة سعر السولار إلى 5.50 جنيه للتر من 3.65 جنيه بزيادة 50 %، كما تقرَّر أيضًا رفع سعر أسطوانات الطهي 66.6 % إلى 50 جنيهًا للاستخدام المنزلي و100 جنيه للاستخدام التجاري.
اضف تعليقا