تتوسع انتهاكات سلطات الاحتلال والمستوطنين لكل ما له علاقة بالمسلمين في مدينة القدس المحتلة، حيث طالت تلك الانتهاكات تدنيس مقابر المسلمين والرقص فوق قبور شهدائهم.
وقام بعض المستوطنين بالنفخ في البوق، ورفع علم الاحتلال وغيرها من انتهاكات صارخة بحق المسجد الأقصى، وامتدت الانتهاكات لتصل إلى المقابر الإسلامية التاريخية بالقدس المحتلة والدوس على مقابر شهداء وأموات المسلمين.
وأدان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، “اعتداء مجموعة من المتطرفين اليهود على مقبرة باب الرحمة التي تقع على السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك مقابل مصلى باب الرحمة من الخارج الأحد الماضي، وقيامهم بتدنيسها والدوس بأقدامهم والرقص فوق قبور أموات المسلمين”.
وأكد في بيان أن “الاعتداء على المقبرة كان بحماية معززة من شرطة الاحتلال وعساكرها، في مشهد يعكس روحا عدائية ضد مقبرة تمثل تاريخنا وحضارتنا الإسلامية في محيط المسجد الأقصى وفي عموم المدينة المقدسة”.
واستنكر مجلس الأوقاف، كافة الإجراءات الشرطية والعسكرية المستجدة في الفترة الأخيرة في محيط المسجد الأقصى المبارك وبداخله، بما فيها اقتحامات المتطرفين اليهود التي استباحت كل المحرمات الدينية والقانونية.
وقال المجلس إن الإجراءات القمعية المدانة على أبواب المسجد الأقصى، تجاوزت كل الحدود من ممارسة التدقيق الأمني التعسفي واحتجاز البطاقات الشخصية لكافة المصلين المتوجهين إلى رحاب المسجد الأقصى، ومنع الشباب من الدخول لمسجدهم دون أي وجه حق وبصورة مقيتة.
ونبه إلى أن إجراءات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى هي “انتهاك لحرمة وقداسة ورسالة هذا المسجد الإسلامي بكل ما يحمله من قيمة في نفوس أبناء الأمة الإسلامية”.
وفي ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس، أكد مجلس الأوقاف أن “الوصاية الهاشمية المباركة على المسجد الأقصى، تمثل بحد ذاتها صمام أمان للحفاظ على المسجد الأقصى وكامل الحرم القدسي الشريف كمسجد إسلامي”.
وشدد على أن “حق إدارة المسجد الأقصى وصيانته وممارسة شعائرهم وصلواتهم فيه، هي للمسلمين وحدهم، بالإضافة إلى كافة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف”، داعيا “كافة حكومات العالم الإسلامي، لدعم وترسيخ هذه الوصاية ورفدها بكافة أوجه الدعم السياسي المطلوب لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية”.
وأكد المجلس، أنه “لا يمكن القبول بمثل هذه الإجراءات التعسفية بحجة الأعياد اليهودية، والتي ليس لها أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بتاريخ وواقع ورسالة المسجد الأقصى”.
و قال المحامي الفلسطيني المقيم في الداخل المحتل: “من يتتبع التصرفات والسلوكيات التي يقوم بها المجتمع الإسرائيلي وخاصة المتطرفين فيه، يرى مدى العنصرية والهمجية وانتهاك الحقوق الأساسية للإنسان”.
وأضاف: “ما رأينا من رقص للمستوطنين والمتطرفين على قبور المسلمين، هو انتهاك لحرمة الميت، ولكن الأزمة الأكبر هي الأزمة الأخلاقية التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي، وهي الأخطر”، منوها إلى أن “سكوت المؤسسة الإسرائيلية على مثل هذه السلوكيات، سيساهم في نقل مثل هذه الانتهاكات لتنتقل إلى الرقص على قبور العلمانيين اليهود”.
ونبه الخمايسي، إلى أن هذه الانتهاكات “لم تأت من فراغ، وإنما جاءت هذه التصرفات من قبل هؤلاء، بعدما اعتلوا سدة الحكم ولهم من يمثلهم اليوم في الحكومة الإسرائيلية والكنيست”.
وأكد المحامي الفلسطيني، أن “هذه سلوكيات، تدل على فقدان هؤلاء للإنسانية والأخلاق، وعلى المجتمع الإسرائيلي أيضا أن يقلق من هذا الأمر، لأن هذه السلوكيات ستعود عليه بالدمار الأخلاقي والمجتمعي والتفكك الداخلي”.
وأوضح أنه “حينما سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية، بتدنيس قبور المسلمين ونبشها في مقبرة مأمن الله التاريخية، ورفضت كافة الالتماسات التي تقدمنا بها كمسلمين وضرورة التوقف عن انتهاك حرمة قبور المسلمين وجرف رفات الموتى، حينما تتصرف المحكمة بهذا الشكل، فلا عجب أن نرى مثل هؤلاء الرعاع يقومون بمثل هذه التصرفات والرقص على قبور المسلمين”.
اضف تعليقا