العدسة – أحمد عبدالعزيز
انشغلت العديد من وسائل الإعلام العربية مؤخرا، بالحديث عن مباراة ودية، قيل إنها ستقام بين فريق أتلتيكو مدريد الإسباني من جانب، ومن جانب آخر مع فريق عربي مجمع من الفرق التي تحمل اسم “الأهلي”، تضم الأهلي المصري والإماراتي والسعودي والبحريني.
إلا أن حقيقة إقامة المباراة تثور حولها الكثير من الشكوك، في ظل عدم وجود أي تأكيد رسمي نهائي من أي جهة مخولة في البلدان الخمسة، وفي ظل غموض أسماء اللاعبين الذين سيشاركون في الفريق العربي وغموض الآلية التي سيتم على أساسها اختيار اللاعبين المشاركين.
أول من كشف عن هذه المباراة، كان المصري عمرو أديب في برنامجه “كل يوم” على شبكة قنوات “أون”، في أكتوبر الماضي، حيث قال إن رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ، قرر إقامة مباراة يشترك فيها لاعبون من مصر والإمارات والسعودية والبحرين كفريق واحد، أمام أتلتيكو مدريد الإسباني.
ولفت أديب حينها، إلى أن آل الشيخ قرر أنه سيتم تخصيص إيرادات المباراة لأهالي الشهداء، دون توضيح أي شهداء بالتحديد، مؤكدا أنه لم يتم تحديد مكان إقامة المباراة، مقدما الشكر لرئيس هيئة الرياضة السعودية على هذه المبادرة، وهو ما أكده في وقت لاحق الموقع الرسمي للنادي الأهلي.
وظل الأمر مجمد ولا يحمل أي جديد بعد هذا التصريح، حيث لم يصدر عن الفريق الإسباني أي تأكيد حول موافقته على المشاركة في هذه المباراة، التي قيل إنها ستقام في ديسمبر، خاصة وأن جدول الفريق مزدحم للغاية بالمباريات في هذه الفترة، حيث سيظل منشغل بمبارياته في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا حتى يوم 22 من الشهر الجاري، قبل أن يحصل على راحة إجبارية حتى السابع من يناير المقبل.
تصريحات شوبير
إلا أن الحديث عن المباراة عاد مجددا للواجهة، بعدما صرح المصري أحمد شوبير، بالقول إن هناك ترتيبا بين مسؤولي أندية الأهلي المصري والسعودي والإماراتي والبحريني من أجل إقامة مباراة أتلتيكو.
وأوضح شوبير خلال برنامجه على قناة “صدى البلد”، أن آل الشيخ اقترح هذا الأمر من أجل تدعيم العلاقات بين الأندية العربية، كاشفا لأول مرة أن المباراة تقرر أن تقام على ملعب برج العرب بالإسكندرية، وهو ملعب مملوك للجيش المصري، أواخر ديسمبر الجاري، خلال فترة الراحة التي سيحصل عليها أتلتيكو من المباريات الرسمية.
شوبير لم يكتف بذلك، بل زاد إلى أن المباراة ستكون بداية تعاون كبير في المستقبل بين أندية الأهلي في العالم العربي خاصة، بعد فوز محمود الخطيب بمنصب رئيس مجلس إدارة الأهلي المصري.
إلا أن تصريحات شوبير تظل غير رسمية كونها لا يتولى أي منصب رسمي داخل مجلس الإدارة السابق أو الحالي للنادي الأهلي.
شكوك خالد مرتجى
موقع “في الجول” المصري، والمتخصص في الأخبار الرياضية، توجه إلى خالد مرتجى، عضو مجلس الإدارة الجديد الذي فاز ضمن قائمة محمود الخطيب، وسأله عن حقيقة إقامة هذه المباراة ومدى جدية الأمر؟
مرتجى من جانبه، عمق هذه حول إقامة المباراة، حيث رفض التصريح بقول قاطع حولها، مكتفيا بالقول إنه “ربما حدث اتفاق بين الأطراف المعنية”.
وأوضح مرتجى إلى أنه ليس لديه معلومات كافية عن هذه المباراة، لأن المجلس الجديد فاز منذ ساعات فقط ولم يجتمع حتى الآن أو يتخذ أي قرارات جديدة، لافتا إلى أنه ربما يكون المجلس القديم قد عقد اتفاق بشأنها لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي.
ودية لم تتم
الحديث عن إقامة مباراة ودية بين أتلتيكو مدريد والأهلي، كان قد انتشر بشدة في شهر يوليو الماضي، حيث أعلن نادر خليل مدير التسويق بالأهلي في ذلك الوقت، أن ناديه تلقى عرضا رسميا من إحدى شركات التسويق الرياضية الكبرى على مستوى العالم، لخوض مباراة ودية أمام أتلتيكو مدريد الإسباني.
خليل كشف أن الشركة عرضت على الأهلي إقامة المباراة يوم ديسمبر الجاري، على استاد مدينة زايد الرياضية بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ستقام المباراة الودية تحت رعاية مجلس أبو ظبي الوطني.
وأضاف أن الشركة أكدت في خطابها الرسمي الذي أرسلته للنادي الأهلي أنها اختارت أتلتيكو مدريد الذي يعد من أهم وأكبر الأندية الإسبانية للعب وديا مع النادي الأهلي تحديدا؛ نظرا لتاريخه وحجم إنجازاته وباعتباره نادي القرن الإفريقي، والأكثر تتويجا بالبطولات القارية والمحلية على مستوى أفريقيا والوطن العربي، فضلا عن الشعبية الجارفة التي يتمتع بها النادي والتي تضمن نجاح المباراة على المستويين الفني والتسويقي.
وحينها، لم يبت الأهلي في الأمر بشكل فوري، حيث أحال مجلس الإدارة عرض شركة التسويق لإدارة الكرة، لإبداء الرأي حتى يعلن مجلس الإدارة قراره النهائي بهذا الشأن، وكان يتوقع أن يصل في حالة الموافقة على العرض، وفد رسمي من شركة التسويق لإتمام التعاقد مع النادي الأهلي، وهو ما لم يحدث.
حيث عاد خليل مجددا، ليكشف في تصريحات إذاعية، أن برنامج الفريق الأول للنادي الأهلي مزدحم خلال شهر ديسمبر في ظل وجود العديد من المباريات المؤجلة، وهو ما كان سببا في عدم التوصل لاتفاق حول المباراة، لافتا إلى أن الأندية في أوروبا تطلب الحصول على موافقات المباريات الودية قبل أشهر وهو ما لم تتمكن إدارة الأهلي من تحقيقه بسبب جدول المباريات المزدحم.
السبب الذي من أجله تعطلت ودية الأهلي وأتلتيكو قد يكون سببا أيضا في تعطل المباراة المجمعة بين الفرق العربية والفريق الإسباني أيضا، حيث أن الأسباب تظل قائمة، وما يعزز هذه الشكوك، هو تجاهل الرياضيين الرسميين في البلدان المعنية بالحديث عن الموضوع تماما.
اضف تعليقا