الجولة المغاربية لرئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، جاءت بعد جولة أوربية قام بها ونتج عنها تغير في المواقف تجاه عدوان “حفتر” على طرابلس، ما يشير إلى نجاح “الوفاق” في التأثير في الرأي العام الدولي.
ويقوم حاليا السراج بجولة مغاربية تشمل تونس والجزائر لبحث آخر تطورات المشهد الليبي خاصة العدوان الذي تتعرض له العاصمة، ما طرح تساؤلات حول إمكانية حشد موقف مغاربي، ضد حفتر بعد خذلان دولي منذ بدء العدوان على طرابس.
وبدأ “السراج” جولته بزيارة تونس والتي شهدت عدة لقاءات على رأسها لقاء الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي حول مستجدات الوضع وتداعيات الحرب على العاصمة، وسط تشديد من قبل “السبسي” على رفضه وبلاده لأي حل عسكري للصراع في ليبيا، مضيفا: “تونس تتأثر مباشرة بكل ما يحدث في ليبيا، ويهمها نهاية القتال بأسرع ما يمكن، كما أنها تسخر جهودها لتحقيق ذلك”.
إشادة بمواقف “تونس”
من جهته، أشاد “السراج” بجهود الرئيس التونسي والحكومة التونسية في إنهاء العدوان وتحقيق الاستقرار في ليبيا، وكذلك بما تقدمه تونس من تسهيلات لعلاج جرحى الاعتداء “الغاشم”، مقدما شرحًا لتطورات وتداعيات الاعتداء بأبعادها المختلفة، مؤكدًا الاستمرار في مقاومة العدوان”، وفق تصريحاته.
في سياق متصل، يقوم رئيس حكومة الوفاق الليبية، بزيارة اليوم الخميس إلى دولة الجزائر يلتقي خلالها رئيس الدولة، عبدالقادر بن صالح، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، وأن الزيارة تهدف بحث الوضع في ليبيا خاصة القتال الدائر في “طرابلس”، بحسب مصادر دبلوماسية جزائرية، لوكالة الأنباء الألمانية.
“دور أكبر”
وطالب وزير الخارجية بحكومة الوفاق الليبي، محمد سيالة، دول المغرب العربي بلعب دور أكبر لـردّ العدوان عن العاصمة “طرابلس”، وقيام هذه الدول بدور في الضغط في اتجاه توحيد الموقف الإقليمي والدولي”.
لكن التساؤلات التي طرحت حول الجولة الجديدة تلخصت في: هل بدأ الزخم مرة أخرى حول حكومة الوفاق وشرعيتها بعد حالة تخاذل شعرت بها الحكومة منذ بدء عمليات “حفتر” ضد العاصمة؟.. وكيف ستوظف الحكومة هذا الزخم؟
قمة “مكة”
وقال رئيس مؤسسة “ليبيا للإعلام”، نبيل السوكني إنه “يعتقد أن يكون لهذه الجولة علاقة بالقمة التي ستعقدها منظمة التعاون الإسلامي في مدينة “مكة المكرمة”، وكذلك بالقمة العربية الطائرة كون السعودية أحد أهم الممولين لـ”حفتر” وحربه على العاصمة وإنهاء الدولة الدولة المدنية فى ليبيا”.
وأوضح في تصريحات صحفية أن “الزيارة تأتي ضمن جهود التنسيق بين “السراج” وقادة المغرب العربي لحشد أصوات عدة لإدانة العدوان على العاصمة وكذلك تجريم “حفتر” وقواته”، حسب تقديراته.
“طمأنة ودفاع”
ورأى الناشط السياسي الليبي المقيم في “كندا”، خالد الغول أن “هناك مسارات أخرى لحكومة الوفاق بعد إنهاء هذه الحرب، لذا سارعت الحكومة في طمأنة كل من تونس والجزائر، خصوصا الجزائر كونها لديها تخوفات من مشروع “حفتر” وارتباطه بفرنسا ومصر”.
المحلل السياسي الليبي، أكرم الفزاني قال من جانبه؛ إن “حكومة الوفاق أرادت أن تستفيد من الوضع الحالي في تونس والجزائر وتحركت لإيضاح الصورة وخطوة العدوان من قبل “حفتر” وداعميه على العاصمة وتداعيات ذلك على دول الجوار وعلى رأسها تونس والجزائر”.
وتابع: “في الوقت الذي تمر فيه تونس بمخاض عسير وما تمر به الجزائر من حراك مدني نرى نفس الدول التي تؤجج الصراع الليبي تحاول التدخل في هذه الدول، لذا كان لابد من التعاون لمنع هذه المخططات وإفساد التحولات الديمقراطية”.
المصدر: عربي 21
اضف تعليقا