وزير بريطاني سابق يحمل بن سلمان مسؤولية تدهور علاقات بلاده مع الغرب

ترجمة العدسة عن مقال لـ مالكوم ريفكند – وزير سابق للدفاع والخارجية في المملكة المتحدة

خلال الفترة الأخيرة، شهدت منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد منطقة الخليج العربي، العديد من التغيرات الجيوسياسية والدبلوماسية، خاصة بعد قرار إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، وهو قرار خطير

القرار الإماراتي بالتطبيع مع إسرائيل، رغم تأثيره على الفلسطينيين، إلا أنه بصورة أو بأخرى يؤكد قابلية الإمارات للتغيير، أو هكذا تبدو الأمور. على الجانب الآخر، في جارتها الأكبر، المملكة العربية السعودية، نرى دولة تسعى للتغيير.

قبل الحظر الذي فرض بسبب تفشي وباء كورونا، كانت الرياض مكاناً يعج بالنشاط، خاصة بعد التحولات الاجتماعية التي ساهم فيها بن سلمان، كمنح المرأة حرية القيادة، وعدد من الحريات الأخرى.

حتى الآن تبدو الأمور منطقية وعادية، ولكن، على الرغم من هذا التقدم وهذه التغييرات، لا تزال قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018 تشكل إحراجاً للنظام السعودي، ودفعت العديد من الحلفاء إلى إعادة النظر في الكثير من الأمور المشتركة مع السعودية، فالجريمة لا يمكن وصفها إلا بأنها وحشية وحمقاء، وعلى الرغم من اعتراف ولي العهد بأنه يتحمل المسؤولية عن الحادث طالما أنها حدثت تحت عهده كقائد فعلي للبلاد، لا يزال الغرب يراقب الأمور عن كثب ليرى ما ستؤول إليه الأمور.

لم تكن جريمة مقتل خاشقجي وحدها التي هددت علاقة السعودية بالغرب، العديد من التصرفات الأخرى للأمير الشاب تجعل مستقبل العلاقات السعودية مع الغرب على محك، على سبيل المثال، ما يتم مع الأمير محمد بن نايف- ولي العهد السابق، والذي يجد نفسه الآن قيد الإقامة الجبرية على خلفية اتهامه في تهم “ملفقة”.

محمد بن نايف لا يعد أميراً عادياً، بل تربطه علاقات قوية بالمخابرات الأمريكية، حيث كان له دوراً فعالاً في مواجهة القاعدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كما ساهمت سياساته في إدارة جهاز مخابرات السعودية في تزويد الولايات المتحدة وحلفائها بقدرات مهمة.

بالإضافة إلى ذلك، الملاحقة التي يتعرض لها سعد الجبري في منفاه في كندا من قبل محمد بن سلمان للضغط عليه للعودة إلى المملكة، تُشكل أيضاً مصدر قلق كبير للغرب، فالجبري أيضاً يعتبر حليف مقرب لأجهزة المخابرات الغربية، كونه كان أقرب المساعدين لولي العهد السابق وساهم أيضاً في التصدي لهجمات تنظيم القاعدة.

يقول سعد الجبري إنه يتعرض لتهديدات، كما يتم استخدام أبنائه كرهائن لإجباره على العودة إلى المملكة، المتصيدون السعوديون على تويتر كذلك يقومون بحملة تشويه واسعة ي ضد الجبري وبن نايف، خاصة بعد انتشار أخبار في وسائل الإعلام حول اتهامهم في قضايا فساد.

لا يسعنا إلا التكهن بشأن مؤامرة القصر التي تقود هذا السلوك الانتقامي، لكنني أكثر ثقة في رد الفعل الذي ستتسبب فيه، الحملة ضد الأمير محمد بن نايف وشريكه سعد الجبري تثير قلق الكثيرين في لندن وواشنطن، خاصة وأن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون بدأوا بالضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتحرك.

ومن جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية توبيخًا “نادراً” للسعودية بشأن قضية الجبري، وبحسب مصادر مطلعة على الأمور، قام الرؤساء السابقون لوكالة المخابرات المركزية، سراً، بالقيام بتحركات مشابهة بشأن قضية الأمير محمد بن نايف. هذا السخط منتشر بين الأجهزة البريطانية أيضاً، حيث يشعر النواب والوزراء والمسؤولون بالفزع، ما يعني أن علاقة السعودية بأصدقائها الغربين ستصبح في خطر مؤكد إذا اتفق هؤلاء الحلفاء في النهاية أن هذه السلوكيات غير مقبولة.

خيبة الأمل من قرارات وتصرفات محمد بن سلمان تتحول الآن إلى غضب وإحباط، ولا أحد يعلم إلام ستؤول إليه الأمور، فمن جهة، الدعم الغربي لحملات الإصلاح والتغيير والتجديد في المملكة مطلوب وبقوة، ولكن لا يزال هناك العديد من مشاكل حقوق الإنسان في البلاد، والتي تواصل الجهات المعنية في المملكة المتحدة إثارة مع قادتها.

السؤال الآن: إلى أي مدى ستتأثر علاقات السعودية مع أصدقائها في الغرب مع استمرار نوبات سلوك الأمير محمد غير المتوقعة والعدوانية في بعض الأحيان؟

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا