قال تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إن شركات الطيران الخليجية أصابتها انتكاسة كبيرة العام الماضي بسبب التراجع الكبير في أسعار النفط وبسبب الهجمات التي وقعت مؤخراً في أوروبا.
ولفت التقرير إلى أن شركات طيران الإمارات، والاتحاد للطيران في العاصمة الإماراتية أبوظبي، والخطوط الجوية القطرية غيرت الكثير في صناعة الطيران في القرن الحادي والعشرين.
فعلى مدار العقد الماضي، كانت هذه الشركات تضاعف عدد مسافريها أربعة أضعاف كل عام ولكن بعد أعوامٍ مما بدا أنَّه نموٌ غير قابلٍ للتوقف، تعاني شركات الطيران الثلاث في منطقة الشرق الأوسط فترةً من الاضطراب.
ففي وقتٍ قصير، تعرَّضت شركات الطيران الخليجية المملوكة للحكومات لمزيجٍ من الأزمات الاقتصادية، والسياسية، والتجارية. وتسبَّب التباطؤ الاقتصادي الناجم عن انهيار أسعار النفط منذ عامين في انخفاض الطلب على السفر في المنطقة بحِدَّة.
وأثَّرت الهجمات في جميع أنحاء أوروبا بالإضافة إلى التوتر السياسي بسبب أزمة المهاجرين والأمن في الولايات المتحدة سلباً على سير أعمال هذه الشركات. وما زاد الطين بلة أنَّ الإمارات هي واحدةٌ من أربع دول عربية فرضت حظراً على قطر بزعم اتهامها بدعم الإرهاب، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقال «أندرو تشارلتون»، المحللٌ في مجال الطيران: «لقد أُصيبت هذه الموصِّلات الفائقة الثلاثة ببعض الاضطرابات الخطيرة للمرة الأولى، وتعاني حالياً».
ومن المتوقع انخفاض أرباح جميع شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط إلى أقل من نصف قيمتها، أي من 1.1 مليار دولار أميركي في عام 2016 إلى 400 مليون دولار في العام الجاري 2017، وذلك وفقاً لما ذكره اتحاد النقل الجوي الدولي.
وستحقق شركات الطيران متوسط أرباح قيمته 1.78 دولار عن كل مسافر في العام الجاري 2017، مقارنةً بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 7.69 دولار.
ويقول بيتر موريس، كبير الاقتصاديين في الشركة، إنَّ المشاكل السياسية وقضايا تأشيرات الدخول في الولايات المتحدة أثَّرت تأثيراً كبيراً على القدرة الاستيعابية الموزَّعة على دول مختلفة.
وكانت أعمال شركة طيران الإمارات في الولايات المتحدة قد شهدت مشكلةً خاصة منذ بداية العام. إذ أثَّر فرض قيودٍ جديدة على إجراءات الهجرة في الولايات المتحدة وحظر اصطحاب بعض الأجهزة الإلكترونية في المقصورات تأثيراً سلبياً على طلبات السفر إلى الولايات المتحدة.
طيران الاتحاد
أمَّا شركة الاتحاد للطيران فقد أمضت معظم هذا العام في مواجهة مشكلاتٍ متعلقة باستثماراتها في شركات طيرانٍ متعثرة. وفي شهر يوليو/تموز، سجَّلت الشركة التي يقع مقرها في أبوظبي خسارةً بقيمة 1.9 مليار دولار عن عام 2016، تضمنت انخفاضاً بقيمة 808 ملايين دولار مرتبطة بحصص أسهمها.
وضخَّت الشركة مئات الملايين من الدولارات للاستثمار في شركات طيران صربيا، وطيران سيشل، وإير برلين، وأليطاليا، وطيران داروين، وجِت إيرويز، وفيرجن أستراليا على مدار العقد الماضي. وتسببت مراجعة استراتيجيتها الخاصة بالعام الماضي في رحيل جيمس هوغن، مديرها التنفيذي والمهندس الرئيسي لخطة عملها، بالإضافة إلى وضع شركتي أليطاليا وإير برلين تحت إدارةٍ خاصة بعد توقُّف شركة الاتحاد للطيران التي يقع مقرها في أبوظبي عن تمويلهما مالياً، بحسب الصحيفة البريطانية.
وانخفضت قيمة السندات التي تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار والمرتبطة بالمركبات ذات الأغراض الخاصة التابعة لشركة الاتحاد للطيران، في ظل تخوف المستثمرين من تراجع الحكومة عن دعم الشركة.
وسيواجه الرئيس التنفيذي الجديد لشركة الاتحاد للطيران الذي من المتوقع إعلانه بنهاية العام الجاري تحدياً صعباً. وقال محللون إنَّه يجب على الشركة اتخاذ قرارٍ حول كيفية الانتقال من استراتيجية الأسهم الفوضوية التي تبنَّتها فى عصر التقشف الحالي، مع استعادة وتيرة نموها فى الأسواق التي تشهد تزايد حدة التنافس.
ويقول أحد المستثمرين في أبو ظبي: «هذه فوضى كبيرة، وعامة، وصعبة في حلها».
الطيران القطري
وبحسب فايننشال تايمز كان أداء شركة الخطوط الجوية القطرية هو الأفضل بين شركات الطيران الخليجية. فعلى عكس منافستيها، أعلنت نمو صافي ربحها بنسبة 22% ليبلغ 1.97 مليار ريال قطري (نحو 541 مليون دولار)، وزيادة الإيرادات بنسبة 10% لتصل إلى 39.4 مليار ريال قطري (نحو 10.8 مليار دولار) في السنة المالية التي ستنتهي في شهر مارس/آذار إذ منحها المزيج الذي تمتلكه من الطائرات ذات السعة الكبيرة والسعة المنخفضة المرونة لمواكبة ضعف الحجوزات في المنطقة التي تضررت من انخفاض أسعار النفط.
اضف تعليقا