إبراهيم سمعان

ظهر الرئيس السابق حسني مبارك الأربعاء  إلى مقر محكمة جنايات القاهرة، لكن هذه المرة ، ليس هو المتهم ، إنه يدعى كشاهد للإدلاء بأقواله عن الوقائع التي شهدتها البلاد في إطار محاكمة محمد مرسي، الرجل الذي أخذ مكانه في القصر الرئاسي بعد سقوط نظامه.

 

تحت هذه الكلمات نشر “فرانس إنتر” تقريرا عن الرئيس المخلوع وشاهدته في القضية المعروفة إعلاميا بـ”اقتحام” السجون، مشيرا إلى أن الرئيسان السابقان سيعودان إلى الأحداث التي توحد مصيرهما إلى الأبد.

وأوضح أنه في يناير 2011، خلال الانتفاضة ضد حسني مبارك، اشتعلت النار في الشارع المصري، وخرج محمد مرسي وأعضاء آخرون من جماعة الإخوان المسلمين من السجن حيث كان يضعهم مبارك.

 

وأشار إلى أن ثمانية عشر يوما من الاحتجاج والقمع التي كانت دموية في بعض الأحيان ، ضد النظام الاستبدادي لمبارك، أدت إلى رحيله، مع انتقال يضمنه الجيش، وفي أول انتخابات ديمقراطية أجريت في أكبر دولة عربية، وصل محمد مرسي إلى السلطة.

 

وأكد أن الرئيس الإسلامي بقي سنة واحدة على رأس البلاد، وبعد ذلك عاد الجيش، برئاسة عبد الفتاح السيسي، الذي يتواجد حاليا على راس السلطة في ولايته الثانية.

 

ذكرى سيئة للمصريين

وتابع الراديو، في البداية ظل حسني مبارك في منزله المشرق والفخم بشرم الشيخ، على حافة البحر الأحمر، نظرًا لإشرافه على الموت عدة مرات، تم ألقي القبض عليه وحُوكم أخيرًا، مستلقيا على نقالة، مع نظارة شمسية، لكن الشخص الذي بقي ما يقرب من 30 عاما في السلطة أثار تعاطف القليل من المصريين.

 

حُكم عليه بالسجن المؤبد في يونيو 2012 ، غير أنه كان يقضي معظم عقوبته في غرفة مستشفى مصممة خصيصا له، وبعد مرور عام، تم منحه إفراجا مشروطا،  قبل تبرئته، من قبل العدالة، ليفرج عنه أواخر مارس 2017.

منذ ذلك الحين، احتفل حسني مبارك بعيد ميلاده التسعين في الربيع، كمتقاعد مسالم، وآخر مرة ظهر فيها كان على حسابه، في صورة شخصية نشرت دون إذنه.

 

وصرح مبارك خلال شهادته أمام المحكمة بأن رئيس جهاز الاستخبارات الراحل عمر سليمان أخبره بأن 800 شخص تسللوا من قطاع غزة، عبر الحدود الشرقية للبلاد، خلال أحداث ثورة يناير عام 2011، للاعتداء على رجال الشرطة، واقتحام السجون لتحرير محتجزين من جماعة “الإخوان المسلمون” و”حزب الله” وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

وقال “عمر سليمان قال لي إن 800 شخص من جنسيات مختلفة، تسللوا عبر الحدود الشرقية، بمساعدة ناس من شمال سيناء”، موضحا “دخلوا الحدود خلسة عبر الأنفاق من غزة إلى سيناء، ولا أعرف هويتهم لكن تسللوا ليعاونوا الإخوان المسلمين الموجودين”.

وأضاف مبارك “تسللوا بهدف زيادة الفوضى التي بدأت في البلد من 25 يناير 2011″، متابعا “هؤلاء دخلوا ووصلوا إلى السجون مثل وادي النطرون، وسجنان آخران لكن ليس لدي معلومات عنهما، من أجل تحرير محتجزين من حزب الله، والإخوان، وحماس”.

ورفض مبارك الإجابة على سؤال المحكمة بشأن الأنفاق دون الحصول على إذن من القوات المسلحة، وأضاف “أنا بحاجة إلى إذن للإجابة، لأنني لو تحدثت سأكون ارتكبت مخالفة، وسأخرج من هنا لأدخل في مخالفة أخرى”.

وتابع الرئيس الأسبق “المتسللين ذهبوا إلى الميادين في القاهرة أيضا، وصعدوا أسطح البنايات وأطلقوا النار على المتظاهرين، ولم أسمع عن مخطط بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بالاشتراك مع الإخوان وحزب الله وتركيا لقلب نظام الحكم”.