أكد دبلوماسي ليبي رفيع تابع لحكومة الوفاق بطرابلس، أن فرنسا تسعى إلى استباق المؤتمر الدولي حول ليبيا، المرتقب أن تستضيفه العاصمة الألمانية خلال أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعقد مؤتمر مشترك مع جارتها إيطاليا، كمحاولة منها لحفظ مكان لحليفها اللواء المتقاعد “خليفة حفتر” ضمن التسويات والتفاهمات الدولية الجارية حاليا بشأن الأزمة في البلاد.

وأكد دبلوماسي ليبي رفيع تابع لحكومة الوفاق بطرابلس، أن اللقاء جاء بطلب من باريس، سعيا منها لإقناع أطراف دولية بجدوى بقاء “حفتر” في كواليس ومشاورات البحث عن حل سياسي للأزمة في ليبيا، وفقا لـ”العربي الجديد”.

وأشار إلى أن باريس لم تدع ممثلين عن أي من الطرفين سواء من حكومة الوفاق أو من جانب “حفتر”.

وعن هدف باريس من مساعيها الحالية قال الدبلوماسي إن “عملية حفتر العسكرية التي قوضت مساعي سياسية كانت تشرف عليها الأمم المتحدة لعقد ملتقى غدامس، قللت من وزنه لدى الكثير من الدول”.

وأضاف أن “عاملا آخر تمثل في نكسة حفتر العسكرية جنوبي طرابلس رغم نجاح حلفائه ومنهم باريس، في عرقلة صدور أي موقف دولي ضده، ما زاد من انخفاض رصيده لدى عدد من الدول الفاعلة في الملف الليبي”.

ولفت الدبلوماسي إلى أن انخراط ألمانيا في الجهود الدولية من أجل صياغة حل سياسي كبديل عن استمرار الصراع المسلح في ليبيا مؤشر يعكس تغير تصورات كثير من الدول حول الأوضاع في ليبيا.

وقال: “دخول ألمانيا على الخط بشكل معلن وانخراط واشنطن في لقاءات مكثفة مع أطراف محلية ليبية، يعني أن هناك اتجاه لإعادة النظر في قادة الأطراف وعلى رأسهم حفتر”.

ويؤكد الدبلوماسي الليبي أن الأيام التي تسبق عقد الملتقى الدولي المنتظر بألمانيا “شديدة الحساسية بشأن وضع حفتر وحلفائه”، مشيرا إلى أن “مساعي فرنسا لإقناع دول مثل إيطاليا وألمانيا بضرورة إشراك كل الأطراف الليبية في صياغة حل سياسي، يقصد بها الضغط على حكومة الوفاق التي لا تزال ترفض شراكة حفتر السياسية”.