كتب- باسم الشجاعي:
على عكس ما يحاول أن يروج إعلام دول الحصار لنجاح التظاهرات الرافضة لزيارة أمير دولة قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” في لندن وأنها لاقت تأييدا شعبيا كشفت فيديوهات وصور حصل عليها موقع “العدسة”، عن تورط “خالد الهيل” المقرب من المخابرات الإماراتية في قيادة الفاعلية المدفوعة الأجر لتشويه زيارة أمير قطر، بالأموال الإماراتية والسعودية، من خلال استئجار المشاركين فيها من أوربا الشرقية، مقابل الحصول على أموال.
وكان أمير قطر وصل إلى العاصمة البريطانية لندن، “الإثنين” 23 يوليو، في زيارة رسمية تستمر 3 أيام تلبية لدعوة من رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي”.
ويرافق أمير قطر، وفد رسمي، في زيارته التي من المقرر أن يلتقي خلالها عددا من الوزراء وكبار المسؤولين البريطانيين، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء القطرية “قنا”.
ورغم أن عدد المشاركين في تلك التظاهرة كان محدودًا، إلا أن وسائل إعلام دول الحصار أفردت لها مساحةً واسعة في تغطيتها على مدار الساعة وقامت بعمل تغطيات خاصة تحت عنوان “أمير قطر محاصر في لندن”.
صبي دول الحصار
وتأكيدا للمعلومات التي حصل عليها موقع “العدسة”، عن قيام “الهيل” بإستئجار المشاركين في الوقفة التي قادها ضد زيارة أمير قطر لندن، كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن قيام وكالة “إكسترا بيبول” للتمثيل، في بريطانيا بعرض منشور على “الإنترنت” يدعو للمشاركة في وقفة احتجاجية ضد زيارة أمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”، والتي بدأت أمس “الإثنين” 23 يوليو، إلى لندن، مقابل 20 جنيها إسترلينيا للفرد.
ووفق نص الإعلان “تبحث الشركة عن مجموعة كبيرة من الناس لملء المساحة أمام داونينج ستريت خلال زيارة أمير قطر، لن تضطر إلى القيام بأي شيء أو قول أي شيء ، فهم يريدون فقط ملء الفراغ”.
ورفضت الوكالة تحديد هوية هذا المستأجر، إلا أنه من المعلوم أن “خالد الهيل” المسؤول الأول عن حملة تشويه زيارة أمير قطر؛ حيث سبق الزيارة بتدشين حملةً موسعة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تحت وسم “#لندن_ترفض_زيارة_تميم”، قادها هو واليميني المتطرف زعيم حزب الاستقلال البريطاني “سابقًا”، “نايجل فراج”، بحسب ماكشفنا في تقرير سابق .
وفي إطار الفضائح التي تلاحق التظاهرة المدفوعة الأجر ظهر بعض الشباب الذي قام “الهيل” بإستجارهم، وهو لا يعلم عن سبب تلك الوقفة ولماذا هو هنا، وذلك بحسب فيديو حصل عليه موقع “العدسة”؛ حيث حاول أحد الإعلامين سؤالهم عن سبب مشاركتهم وبماذا يطالبون، إلا أنهم لم يستطيعو الرد ولا الإجابة.
الإمارات تدير الكواليس
وفقًا لتاريخ “الهيل” الهارب من قطر، فهذه ليست المرة الأولى التي يشنّ فيها حملات مدفوعة الأجر ضد بلاده؛ حيث سبق وأن عقد في العاصمة البريطانية، لندن، مؤتمرًا في سبتمبر الماضي، تحت اسم “معارضة قطرية”، وحمل عنوان “قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي”، والذي أُحِيط وقتها بكثيرٍ من السّرية والإجراءات الأمنية (الفندقية).
وكان “الهيل” القطري الوحيد بين المشاركين؛ حيث تنوَّع الحضور بين يمينيين متطرفين وإسرائيليين، ومعادين للإسلام والمهاجرين، ومتورِّطين في قضايا فساد ورشى، ومدافعين عن الانتهاكات السعودية في اليمن، ليكشف بذلك حقيقة الحملة الإماراتية التي تقودها أبوظبي لتشويه صورة الدوحة.
ليس هذا وحسب؛ بل كشف “المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط”، عن تمويل الإمارات والسعودية للحملةً المشبوهة للتشويش على زيارة أمير قطر.
وقال “المجهر الأوربي” إن اجتماعات مكثفة عقدت داخل مقر السفارة الإماراتية في لندن خلال الساعات الماضية، للتحضير على عجل لفعاليات تحاول الإساءة إلى زيارة أمير قطر، وذلك بالتنسيق مع نظيرتها السعودية”.
وبحسب رصد “المجهر”، فقد تم توزيع دعوة غير معلنة من السفارة الإماراتية في لندن لتنظيم الوقفة الاحتجاجية ضد أمير قطر، وتحديد عناوين رئيسية للاحتجاج، تزعم “تمويل الدوحة للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
وألمح إلى أن القائمين على الفعالية التي تم تنظيم من السفارة الإماراتية في لندن، عملوا على التواصل مع بعض الإماراتيين والسعوديين الموجودين في العاصمة البريطانية بغرض السياحة، من أجل استمالتهم للمشاركة في الوقفة، كما جرى كذلك التواصل مع السفارة المصرية في لندن، لتأمين عدد من المصريين، بهدف المشاركة في الوقفة، إلى جانب بعض المواطنين اليمنيين، مقابل أموال تدفع لهم.
وبحسب المصدر نفسه، فقد عملت السفارة الإماراتية في لندن على استمالة “خالد الهيل”، الذي يعمل لمصلحة الاستخبارات السعودية والإماراتية، من أجل استخدامه واجهةً لمزيد من الدعوات للمشاركة في الوقفة ضد زيارة أمير قطر، وهو ما ظهر خلال قيادته لتك التظاهرة وتدشين حملتها على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
وليست هذه المرة الأولى التي يفشل فيها اللوبي الإماراتي السعودي في تشويه صورة قطر، فقد سبق وأن كشف تحقيق استقصائي لشبكة الإذاعة والتلفزيون في ألمانيا “في دي آر”، أن المتظاهرين الذين احتجوا ضد دولة قطر على هامش قمة العشرين في هامبورج في شهر يوليو من العام الماضي، تلقوا أموالا.
اضف تعليقا