يتسبب الوقود الأحفوري في تلوث بيئي خطير يهدد بارتفاع درجة حرارة الأرض والتي وصفها الخبراء بأنها دخلت مرحلة الغليان وبالتالي فإن استمر هذا المجال فالعالم معرض للجفاف علاوة عن كوارث بيئية كبيرة.

لذلك تقيم الأمم المتحدة مؤتمراً سنوياً يبحث فيه خبراء ونشطاء البيئة مسألة الحفاظ على المناخ لكن مؤتمر هذا العام 2023 لن يكون كغيره من المؤتمرات بسبب إقامته في دولة الإمارات.

تحضر الدولة الخليجية التي تعتمد على النفط بشكل كامل كمورد اقتصادي مؤتمر المناخ الذي يسعى للحد من التوسع في مجال الوقود الأحفوري وهو ما يشكل تضارباً للمصالح.

علاوة على ذلك فإن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد عين سلطان الجابر رئيس شركة النفط الإماراتية “أدنوك” رئيساً للمؤتمر وهذا تسبب في إثارة الجدل حول دور المؤتمر في تحقيق أهدافه في ظل تلك البيئة التي لا تستجيب للرأي الآخر.

بيئة قمعية 

قالت منظمة العفو الدولية أن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 28 يقام في بيئة قمعية بيد أن مسؤولي الإمارات وعلى رأسهم رئيس الدولة لا يستجيبون إلى الآراء التي ترفض وجود سلطان الجابر على رأس المؤتمر.

علاوة على ذلك فإن الإمارات تشدد على الصحفيين والنشطاء المشاركين في المؤتمر بعدم التحدث عن تلك الجزئية في فعاليات المؤتمر وهذا ما أثار تخوف كبير بين المشاركين لأن الأمارات تتعامل مع منتقديها بالقوة الأمنية.

كما أن الإمارات الدولة التي تعتمد على النفط بشكل كامل تسعى لخنق النقاش وتغير بعض الأساسيات في المؤتمر مثل فكرة التخلص الفوري من الوقود الأحفوري والذي بدلها الجابر بـ” التخلص التدريجي” وهو مصطلح فضفاض يشكك في نية الإمارات.

حقوق الإنسان 

تتهرب دولة الإمارات من الردود على أسئلة المنظمات الحقوقية حول الانتهاكات الصارخة التي تقوم بها تجاه النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان والتي تعتقلهم الدولة الخليجية وتقوم بالتنكيل بهم.

نوهت المنظمات الحقوقية إلى أن الإمارات تحتجز أكثر من 60 شخص ممن انتهت محكومياتهم في قضية إمارات 94 والتي تصفهم أبوظبي بالإرهابيين على الرغم من أنهم أساتذة جامعات ومفكرين وأكاديمين حاولوا القيام بإصلاحات في دولتهم.

كما ترفض الإمارات ذكر ذلك الملف في المؤتمر وتشدد على الصحفيين المتواجدين أن الأسئلة سوف تدور حول المناخ فقط لأنها تعلم تمام العلم أنها ستحرج أمام العالم كونها دولة مستبدة يحكمها نظام فاشي.

الخلاصة أن بيئة دولة الإمارات بيئة قمعية بامتياز ترفض أسئلة الصحفيين حول معتقلي الرأي وترفض تغيير رئيس المؤتمر الذي يمهد لاستمرار الوقود الأحفوري الذي يتسبب في اختناق العالم أجمع وتغيير المناخ وحدوث الكوارث الطبيعية.

اقرأ أيضًا : اتفاقيات التطبيع.. كبت للشعوب ودعم للاستبداد والسلطوية