عندما يُذكر الحقد والغيرة، فلابد من وجود دولة الإمارات في مقدمة صفوفها، سواء فقهت في الأمر أو كان مجرد تدليس وكذب، خاصة وإن كان المنافس دولة قطر، فلا تدع أبو ظبي، مجالا إلا وتتبعت الدوحة فيه، في محاولة لخطف الريادة منها في أي مجال تدخله، رياضي أو اقتصادي أو سياسي كان، والآن انتقلت الغيرة لحياة الناس، للمجال الطبي.
حيث اشتعلت نار الغيرة في أنحاء الإمارات، عقب إعلان قطر عن إطلاق خطوط الإنتاج الخاصة بتصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي من قبل شركة برزان القابضة للمساهمة في الإجراءات التي تتخذها الدولة في مكافحة جائحة كورونا.
لم يمضي كثير من الوقت حتى كشفت دولة الإمارات عن قدرتها لاختراع علاج مبتكر لفيروس (كوفيد-19) طوره مركز الخلايا الجذعية الإماراتي مع نتائج واعدة، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.
وكعادة أبوظبي، دفعتها غيرتها من الدوحة إلى التحرك سريعا والاستعجال بخطوات غير مدروسة للكشف عن ابتكار يراه كثيرون بأنه غير فعال ولم يثبت قدرته في علاج فيروس كوفيد 2019 الأمر الذي وضع حكومة أبوظبي في موقف محرج أمام العالم.
خاصة وأن وكالة الأنباء الإماراتية أكدت أن العلاج الإماراتي نجح بنسبة 100% في شفاء مرضى كورونا وهذا أمر لا يقبله العقل.
مدفوعة بالتحرك القطري وقوة تأثيره في مجال صناعة أجهزة التنفس وحاجة العالم لهذا العنصر الهام في مواجهة كورونا.
هل يوجد فرق بين العلاج بالخلايا الجذعية والعلاج بالبلازما؟
الثابت علميًا أن العلاج بالخلايا الجذعية، يقوم على إدخال المصل إلى الرئتين من خلال استنشاقه بواسطة رذاذ ناعم. ومن المفترض أن يكون تأثيره العلاجي عن طريق تجديد خلايا الرئة وتعديل استجابتها المناعية لمنعها من المبالغة في رد الفعل على عدوى (كوفيد-19) والتسبب في إلحاق الضرر بالمزيد من الخلايا السليمة.
غير أن أي منظمة صحية عالمية لم تصرح بهذا الأسلوب في مواجهة فيروس كورونا، ولم يتم التأكد من قدرته على علاج الفيروس، وحتى الآن لم تحدد منظمة الصحة العالمية آثاره الجانبية الفورية والبعيدة، إضافة لعدم التأكد من أمانه بعدم حدوث أي تفاعلات مع بروتوكولات العلاج التقليدية لمرضى (كوفيد-19) الأمر الذي ربما يحدث مضاعفات خطيرة.
وبدورها قطر أعلنت استخدام بلازما الدم من المتبرعين المتعافين من فيروس كورونا لعلاج المصابين بالفيروس من الحالات الحرجة.. وتعد دولة قطر من أوائل الدول التي تنتهج طريقة تثبيط البلازما للقضاء على الفيروسات والبكتيريا والطفيليات التي تحتويها البلازما والتي تحتوي بدورها على كميات مهمة من المضادات الحيوية القادرة على تقوية مناعة المريض.
وبلازما الدم عبارة عن أجسام مضادة يفرزها المتعافي من فيروس كورونا المستجد، ويتم حقنها بالمصابين من الحالات الشديدة، وقد أثبت البلازما نجاحها على مرضى فيروس سارس، وإنفلونزا الخنازير H1N1.
وتم استخدام تقنية العلاج بالبلازما في عدة دول على أعداد من المرضى منها ألمانيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا واليابان وكورويا الجنوبية، وكانت النتائج الأولية تبدو مبشرة مبدئيا .
الصحة العالمية: البلازما هي النهج الصحيح
قال الدكتور مايك رايان مدير برنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية إن استخدام بلازما الدم لعلاج كورونا هو نهج “صحيح للغاية” لكنه شدد على ضرورة منح التجربة الوقت الكافي لتحقيق أكبر قدر من الفائدة للجهاز المناعي.
وأكدت منظمة الصحة العالمية إن البلازما أثبتت أنها “فعالة ومنقذة للحياة” وذلك عند استخدامها لعلاج الأمراض المعدية ومنها كورونا.
أضرب ب 10
ولا يزال البحث جاريا عن العدد الحقيقي لحجم الوفيات جراء تفشي فيروس كورونا في دولة الإمارات، فالصور والفيديوهات المسربة من داخل هذه الدولة تظهر رجالاً يتساقطون أرضاً ألماً وموتاً دون أن تقدم لهم الرعاية الصحية أو محاولة إنقاذهم من مصيرهم الذي تخفيه دولة الأبراج الشاهقة والسجون العميقة..
أسئلة كثيرة يطرحها الشارع الإماراتي والخليجي حول حجم الوفيات في الإمارات، التي تقول حتى لحظة كتابة هذا التقرير أن عدد الوفيات لديها وصل إلى 119 حالة، وهو الرقم الذي يمكن ضربه في 10 على أقل تقدير، في حين تتكتم السلطات هناك على أخبار الوفيات وتمنع الاطباء ووسائل الإعلام المحلية من نشرها.
سذاجة إماراتية وتقليد أعمى للدوحة
وتحاول أبوظبي التحرك خلف قطر بشكل ساذج ومكشوف، فمع تعيين سعادة السيدة لولوة الخاطر متحدثا رسميا للجنة العليا لإدارة الأزمات أعلنت الإمارات تعين الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، متحدثا رسميا حكومياً عن آخر مستجدات فيروس كورونا
علاج كاذب ونسبة الشفاء 100% !!
وتحت عنوان الاختراع وكشف علاج لفيروس كورونا تقول أبوظبي إن فريقاً من أطبائها و باحثيها استطاع استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها، معلنة أنها هي نفسها منحت نفسها براءة الاختراع للطريقة المبتكرة التي يتم فيها جمع الخلايا الجذعية.
وبهذه السرعة غير المسبوقة بينت الإمارات أنها جربت العلاج في الدولة على 73 حالة وقد شفيت جميعها، وهذه أول مرة ربما تعلن دولة أنها جربت علاجا علميا على فيروس كورونا ونجحت بنسبة 100%.
وتؤكد وكالة الأنباء الإماراتية أن العلاج قد خضع للمرحلة الأولى من التجارب السريرية واجتازها بنجاح، ما يدل على سلامته، ولم يبلغ أي من المرضى الذين تلقوا العلاج عن أي آثار جانبية فورية ولم يتم العثور على أي تفاعلات مع بروتوكولات العلاج التقليدية لمرضى (كوفيد-19). وتستمر التجارب لإثبات فعالية العلاج ومن المتوقع أن تستكمل في غضون أسبوعين.
تناقض الأرقام وتكذيب الواقع
في الحقيقة أن هذه المعطيات والأرقام لا يمكن تصديقها مع ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في الإمارات ولا يتناسب مع حجم الوفيات الضخم، ناهيك عن أن هذا الاختراع الوهمي لو كان حقيقياً لتوقفت أبحاث العالم وتوقف الأطباء والباحثون والمخترعون على قدم واحدة لاستخدام هذا العلاج وتخليص العالم من الوباء الذي يهدده، خاصة وأن كثيرا من الخبراء لازالوا غير متأكدين من قدرة الخلايا الجذعية على علاج كورونا، حيث إنه إلى الآن لم يثبت قدرته وفعاليته الحقيقية.
وهنا يبدو أن عنجهة حكام الإمارات لم ترق لهم الخطوات الفعلية التي تخطوها دولة قطر في مواجهة فيروس كورونا، فكان لابد من الظهور وتسليط الضوء الذي يحبون أن يكونوا تحته دائماً حتى ولو كانت الوسيلة كاذبة خادعة هدفها إخفاء حقيقة من يموتون على أراضيهم، صانعين لأنفسهم مجداً وهمياً باختراع لا يساوي سعره حتى الآن حجم التطبيل والتزمير له على وسائل الإعلام المختلفة.
انقسام داخلي
ومن الواضح أن هذا الاختراع الوهمي قد تسبب بانقسام في الداخل الإماراتي، فبينما تمجد وسائل الإعلام الإماراتية العلاج وتصفه بالمنقذ، خرج الكاتب والأكاديمي عبدالخالق عبدالله ليقلل من الإنجاز ويضع حدا للمهزلة الإعلامية وذلك بتغريدة قال فيها: “العلاج الذي اعلن عنه مركز أبوظبي للخلايا الجذعية الداعم للمصابين بفيروس كورونا لا يزال قيد التجارب السريرية الأولى وقد يساعد المصاب للتغلب على الأعراض المصاحبة للفيروس فقط لكنه لا يقضي على الفيروس نفسه، رغم ذلك هو إنجاز طبي يعتد به. لكن الرجاء من الإعلام عدم إعطائه أكبر من حجمه”.
اقرأ أيضاً: السعودية والإمارات تفكران في بيع أصول لسداد ديون بـ 50 مليار دولار
اضف تعليقا