أعلنت أكبر شركات الأغذية الفنلندية عن إنتاج وتصنيع خبز مصنوع من ​الحشرات، وذلك ​للمرة الأولى بفنلندا، حيث أجريت مؤخرا تعديلات في التشريع الفنلندي لتسمح ببيع الحشرات ضمن مصنفات الغذاء!.

وأعلنت الشركة أنها ستطرح أول مجموعة من هذا الخبز المخلوط بالصراصير الجمعة 24نوفمبر 2017، وستبدأ بعرضه في المدن الفنلندية الكبيرة.

وأوضح ماركوس هيلتسروم، رئيس قسم المخبوزات في مجموعة فاتسر، أن الشعب الفنلندي معروف بشغفه لتجربة كل ما هو جديد، طالما أنه يتمتع بالمذاق الجيد، وبالنسبة للخبز فأفضل المعايير التي يفضلونها هي “المذاق الجيد والطزاجة” وهو ما يوفره لهم “خبز الصراصير”!.

وأضاف هيلتسروم أن الرغيف الواحد يحتوي 70 صرصار منزلي، حيث تمثل الصرصير نحو 3 % من وزن الخبز.

ولا يتم التعامل مع هذه الصراصير على وضعها الطبيعي كما يحدث في بلدان أخرى، ولكنها تجفف أولا ثم تطحن.

 

اليابانيون يقبلون على وجبات الصراصير

وليس لفنلندا السبق في إضافة الصراصير إلى منتجاتها الغذائية، بل قد سبقتها إلى ذلك العديد من الدول الأخرى، خاصة الشرق آسيوية، فقد احتفل مطعم ياباني بتقديم طبق جديد يحتوي على مكرونة بالحشرات، والغريب حقا أنه كان هناك إقبال كبير عليه من الزبائن!.

فقد أكد منظمو احتفالية  أكل الحشرات أنهم طرحوا 100 طبق حساء مكرونة بالحشرات للبيع، فلم يتبق منها  طبق واحد مع نهاية موعد الغداء.

وقد حقق مطعم “ناجي” للمعجنات في طوكيو شهرة واسعة، بعد أن قدم لزبائنه أفضل الأطباق التي تحتوي على “حشرات تسوكيمن”، حيث يغمس الزبائن شرائح المكرونة في حساء من اختيارهم، مزود بالصراصير أو الجراد ومسحوق دود القز.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها هذا المطعم طبقا من الحشرات فقد أقام “ويوتا شينوهارا” احتفالية أخرى تسبقها بعام، عندما حقق طبق “مكرونة الصراصير” إقبالا شديدا.

وصرح “شينوهارا”، برغبته في الترويج لأكلاته المزودة بالحشرات، سواء كان ذلك في اليابان أو في دائرة أوسع من ذلك عبر العالم، ومن خلال أيضا  تكرار تنظيم تلك الاحتفالات بتناول الحشرات.

واشتهر مطعم الحشرات بالعديد من الأطعمة التي تقدم لمغرمي هذا النوع من المأكولات، وجبات كاملة مزودة بالحشرات، منها أطباق مكرونة بالحشرات، وطبق أرز بالصراصير، وأصابع ملفوف، وديدانا مقلية، وآيس كريم بنكهة مسحوق الحشرات.

 

الكونغو.. الصراصير قبل اللحوم

أما الكونغو فعادة أكل الحشرات ليست بالجديدة، ولكنها متجذرة فيها منذ ألف عام، وليس لهذا الأمر المقزز دلالة على نقص الأنواع الأخرى من اللحوم، بل على العكس فإن أطباق الصراصير يزيد سعرها عن أسعار اللحوم بما يصل إلى الضعف.

ورب ضارة نافعة، فقد عبر الخبراء الاقتصاديون عن أملهم في ترسيخ عادة أكل الحشرات لسد الفجوة الغذائية التي تعاني منها البلاد، من خلال ولع شعب الكونغو بوجبات الحشرات المشوية.

وعلى الرغم من أن سوق جامبيلا بالعاصمة كينشاسا قد لا يعاني من أي نقص في مصادر البروتين المعروفة، بدءا من الأبقار والظبيان وحتى الثعابين، إلا أن التجارة الرائجة هناك هي تلك الأطباق المميزة باللونين الأزرق والفضي، التي تفاجأ عند الاقتراب منها بأنها تتلوى فيها ديدان الأرض، وتمتلئ الأخرى بالصراصير والنمل الأبيض الكبير.

ومن المعروف في كثير من البلدان، أنه كلما زاد سعر الغذاء كلما دل ذلك على جودته العالية، ولكنك في الكونغو قد تجد أن طبقا من الصراصير يسبق في سعره طبقا من اللحم البقري، فقد يصل سعر الكيلو جرام من الحشرات إلى نحو خمسين دولارا، بينما ذلك هو ضعف سعر الكيلو من لحوم البقر.

 

أطباق الحشرات الشهية

ويتفنن أهالي الكونغو في تقديم الأطباق الشعبية الشهية، حيث تجذب الحانات زبائنها بتقديم الحشرات المشوية، بعد خلطها بالفلفل الحار والليمون والبصل، بعد أن راجت مطاعم وجبات الحشرات في الآونة الأخيرة .

وأوضحت دراسة أصدرتها الأمم المتحدة أن متوسط الاستهلاك المنزلي بالعاصمة كينشاسا من اليرقات والديدان يصل إلى نحو ثلاثمائة جرام في الأسبوع، لكن إمدادات الحشرات تتوافر بصورة موسمية، وهي عادة أعلى سعرا من أنواع الطعام الأخرى.

وتقوم وزارة البيئة بالكونغو، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، بجهود لوضع برنامج لتكثيف تربية الحشرات، وتوفيرها على نطاق أوسع، مع تخفيض أسعارها، مستغلة في ذلك إقبال وولع أهالي الكونغو بوجبات الحشرات.

فقد أشارات تقديرات منظمة الأغذية والزراعة، إلى أن أبناء الكونغو يستهلكون 14 ألف طن من هذه الحشرات سنويا.

خاصة وقد أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن قلقله من ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي، بالنسبة لما يزيد عن ستة ملايين ونصف مليون نسمة، هم عدد سكان الكونغو، وأرجع ذلك إلى استمرار العنف في شرق البلاد،  إلى جانب تناقص الإنتاج الزراعي هناك.

ويسعى البرنامج إلى تدريب 2000 شخص معظمهم من النساء، على تربية الحشرات وديدان الأرض، وذكر لوران كيكيبا المشرف على هذه البرامج في  المنظمة الأممية أنها البرامج الأولى من نوعها في العالم.

 

مركز قومي لتربية الحشرات

وستتعاون منظمة الأغذية والزراعة مع الحكومة في الكونغو لإنشاء مركز قومي للنهوض بتربية الحشرات، إلى أن يتم في القريب صياغة الأسس القانونية لتنظيم هذا القطاع.

وأخيرا نشرت منظمة الأغذية والزراعة تقريرا، أشادت فيه بتربية الحشرات التي تحتوي على كميات عالية من البروتين والدهون والفيتامينات والألياف والمعادن، وأعربت فيه عن أن الحشرات لا تحتاج إلا للنزر اليسير من الغذاء، كما أنها تحتوي على كميات كبيرة من اللحوم للكيلو جرام الواحد بالنسبة إلى مصادر البروتين الأخرى.

 

الصينيون يفضلون الحشرات

تشتهر الصين بأنها من أكثر الدول غرابة فيما يقدمونه من وجبات، حتى قيل عنهم أنهم “يأكلون كل ما يمشي على الأرض عدا الدبابات، وكذلك كل ما يطير في الجو عدا الطائرات، وكل ما يسبح في الماء عدا الغواصات”.

ويعتبر طبق الحشرات من أهم الأطباق المميزة التي يتناولها الصينيون، فهم يحرصون على تناول تلك الوجبات لاحتوائها على نسبة عالية من البروتين حيث تتراوح ما بين 40% إلى 90%.