جلال إدريس

(أنا وكل مواطن سعودي فداء لتراب هالوطن، بس مليارات تصرف على الكورة والترفيه والمهازل والمسرحيات الفاسدة، وتقول يا جماعة ليه الأسعار مولعة من كهرباء وبنزين وسكن؟ يقولون لك هذي إجراءات تقشف!).

بتلك الكلمات الغاضبة عبر المواطن السعودي “فهد” عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، عن استيائه الشديد من ارتفاع فواتير الكهرباء في المملكة بصورة جنونية فاقت كل الحدود، وتخطت المعقول، حتى باتت فواتير الكهرباء عبء على كافة مواطني المملكة.

المواطن السعودي “فهد” ليس وحده من يشتكي ارتفاع فواتير الكهرباء، لكنه واحد من آلاف المواطنين الذين باتوا يصرخون من ارتفاعات كل شيء في المملكة، الكهرباء ارتفعت فواتيرها، وكذلك المياه والغاز، وأيضًا المنتجات والأسعار بعد القيمة المضافة، هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود.

ويرى كثير من المواطنين، أن كل شيء في المملكة بات مرتفعًا عما كان عليه من قبل، وأصبح المواطن السعودي يترحم على أيام الملك عبدالله أو غيره من الملوك الذين سبقوا سلمان وولي عهده محمد، والذين يصرفون أموال المملكة في غير فائدة ويحرمون المواطن منها.

نحن أولى من “ترامب”

وعلى موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، دشن مئات المواطنين السعوديين، هاشتاج (#فاتورة_الكهرباء)، عبروا فيه عن انزعاجهم الشديد من ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء، وإسراف وبذخ حكومة المملكة والأسرة المالكة، في حين أنها تترك المواطن يعاني ويلات الغلاء الفاحش.

وانتقد المغردون تبذير أموال الشعب السعودي في الداخل والخارج “من دون وجه حق”، متهمين الحكومة بأنها تريد تعويض المبالغ الضخمة التي قدمت إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وشراء ممتلكات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من خلال رفع أسعار الفواتير على المواطنين.

وأعاد مغردون تداول تغريدات للمغرد السعودي الشهير تركي الشلهوب كتب سلسلة تغريدات، قال فيها: “إن بلاده أنفقت 450 مليار دولار لترامب، و450 مليون دولار ثمن اللوحة الفنية التي أهداها ولي عهد السعودية لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، و100 مليون دولار لإيفانكا ترامب، و500 مليون دولار ثمن اليخت الذي اشتراه محمد بن سلمان، و300 مليون دولار ثمن شراء قصر لولي العهد السعودي بفرنسا، وعشرات المليارات للسيسي ولبنان وغيرها… متسائلًا: كيف يتم تعويض هذه المبالغ الضخمة؟ ليجيب قائلًا: رفع أسعار الوقود، رفع أسعار الكهرباء، رفع أسعار السلع والخدمات”.

كيف سنعيش يا سلمان؟

فيما شن مغردون آخرون هجومًا وانتقادًا واسعًا على الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، متسائلين عن كيفية العيشة والحياة في ظل هذا الغلاء الفاحش؟!.

وغرد حساب “نحو الحرية” قائلًا: (محمد بن سلمان، يرفع الأسعار، يحول الرواتب بالأبراج، يوقف العلاوة سنتين، يرفع الكهرباء 400%، يرفع البنزين أكثر من100%، يفرض ضرائب كبيرة، بعدها يعطي المواطن 300 ريال ويقول له: (هذا الدعم يكفيك)، وبالمقابل يرسل مئات المليارات للخارج، ويصرف المليارات على حفلات الترفيه والرياضة”.

“شوية” إنسانية يا آل سعود!

فيما اشتكى عدد من الموظفين بالمملكة من الارتفاعات الضخمة في أسعار فواتير الكهرباء، مؤكدين أنهم ما عادوا يلاحقون على تلك الزيادات:

(المغرد عبدالله البريكي) غرد قائلًا: (#فاتورة_الكهرباء، موظفو الشركات لا تتجاوز رواتبهم ٥٠٠٠ ريال، وعنده ٥ أفراد بالبيت، ولا يحصلون على بدل غلاء معيشة، وساكن بـ٢٠٠٠ في الشهر، وقسط سيارة ١٠٠٠ ريال وتجيه فاتورة الكهرباء فوق ٨٠٠ ريال، يبقى معه ١٢٠٠ ريال ما يدري يصلح السيارة والا يسدد الجوال والا يجيب حليب للأطفال؟! شوية إنسانية!).

فيما غرد (m_bukairy) قائلًا: الغريب #فاتورة_الكهرباء منذ تعديل التعريفة، تزيد كل شهر ما يقارب 200 ريال، رغم أن الاستهلاك مشابه للشهر الذي قبله! حشا عداد مصنع مو بيت).

كما غرد( WAEL_ALGASSIM) قائلًا: (#فاتورة_الكهرباء مع هذا الحر الشديد والصيام الطويل الذي يصل لحدود 15 ساعة، يأتي هذا الارتفاع الصاروخي، ليزيد على المواطنين المعاناة، بلادنا ما زالت بخير، ومواردنا كثيرة وضخمة والحمد لله، فلماذا تحدث كل هذه الصعوبات المعيشية والارتفاعات الرهيبة المختلفة؟! سؤال لم أجد له إجابة مقنعة!).

فيما غرد ناشط آخر قائلًا: (موظفو البنوك راتب 3000 ريال، بند التسليف 800 ريال، إيجار بيت 1500 ريال، فواتير الكهرباء 600 ريال، فاتورة الماء 600 ريال، فاتورة الاتصالات 700 ريال، اتقوا الله فينا! نريد حياة كريمة فقط لنا ولأبنائنا، نستلف كل شهر، والأغلب متوقفة خدماته بسبب قلة الراتب وتراكم الديون).

التضخم يلتهم الرواتب

ومنذ يوليو الماضي، بدأت المملكة بفرض ضريبة انتقائية على التبغ والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة بنسب بين 50 – 100%، في حين بدأت مطلع العام الجاري تطبيق ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5%، كما رفعت أسعار الطاقة والكهرباء، التي أثارت غضب المواطنين.

وتسببت تلك الزيادات في ارتفاع معدل أسعار المستهلك (التضخم) السنوي، في السعودية خلال أبريل الماضي، للشهر السادس على التوالي، بصعود بلغت نسبته 2.5%.

وأظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودي (حكومي)، أن الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة، سجل في أبريل الماضي 107.7 نقاط، مقارنة بـ 105 نقاط في الشهر ذاته من 2017، و107.9 نقاط في مارس الماضي.

وسجل التضخم في السعودية انكماشًا حتى نهاية أكتوبر الماضي، بمتوسط 0.3% على أساس سنوي، فيما ارتفع بنسبة 0.1% في نوفمبر الماضي، و0.4% في ديسمبر الماضي، و3% في يناير الماضي.

وتوقعت الحكومة السعودية، ارتفاع التضخم بنسبة 5.7% في 2018، مع تحسن النشاط الاقتصادي وتطبيق بعض تدابير الإيرادات وتصحيح أسعار الطاقة.

وبدأت المملكة، في يوليو الماضي، فرض ضريبة انتقائية على التبغ والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، بنسب بين 50 – 100%.

فيما بدأت مطلع العام الجاري، تطبيق ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5%، كما رفعت أسعار الطاقة والكهرباء.