إبراهيم سمعان

سكان القدس الشرقية مدعوون إلى الاقتراع الذي تنظمه سلطات الاحتلال الإسرائيلية لانتخاب رئيس بلدية جديد، وفي الوقت الذي يقاطع فيه الفلسطينيون الانتخابات منذ عام 1967، أظهر استطلاع للرأي أن 58٪ منهم يفكرون في الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

 

يقول الباحث والناشط طارق بكري، لصحيفة ” لا كروا” الفرنسية، من مكتبه في شارع الزهراء في قلب القدس الشرقية، “حتى لو كان من المرجح أن يفوز مرشح فلسطيني، فلن أصوت أبداً” مضيفا أنه وبغض النظر عن الشروط الموضوعة على الطاولة، فإن المقاطعة غير قابلة للتفاوض.

ومنذ ضم إسرائيل للقدس عام 1967، رفض الفلسطينيون في المدينة المقدسة الذين تم منحهم وضع الإقامة وإمكانية التصويت في الانتخابات البلدية فقط وليس العامة أو الترشّح للمنصب، المشاركة في الانتخابات.

ومع ذلك، يشير استطلاع للجامعة العبرية في القدس نُشر في فبراير إلى أن 58٪ منهم يقولون إنهم مستعدون للتصويت لمرشح “يبادر إلى تحقيق مصالحهم”، وينتمي كثيرون منهم إلى جيل الشباب.

ويقول طارق بكري “أنا لا أؤمن بنتائج هذا الاستطلاع، سترى عند الانتخابات ذلك، سيتذكر الناس أنهم لا يريدون التصويت”، حيث يُعتقد أن التصويت بمثابة اعتراف بسيادة إسرائيل على كل القدس التي احتلها عام 1967، رغم معارضة الأمم المتحدة.

من جهته يقول دان ميودونيك، الأستاذ في معهد العلاقات الدولية ليونارد ديفيس والمؤلف المشارك في الاستطلاع: “لقد توقعنا ارتفاع معدل الاستجابة، ولكن ليس بدرجة كبيرة”. بالنسبة له، ترتبط هذه النتيجة مباشرة بظهور جيل من الفلسطينيين الشباب الذين يعتبرون التصويت، من دون بديل عن الاحتلال، هو المسار الوحيد للعمل.

حتى لو كانت هي نفسها ترفض التصويت، فإن ريناد، مهندسة عمرها 30 عاما من المقيمين في القدس الشرقية توضح: ربما يتم فقدان المعرفة للقضية الفلسطينية بين بعض الشباب، ثم الذين لديهم جاذبية تجاه إسرائيل” يتساءلون هل من المفترض مقاطعة الاقتراع.

 

في المقابل يرى عزيز أبو سارة أن التصويت ليس مرادفا للتطبيع “جيلنا ولد مع الاحتلال، التصويت هو الرغبة في تغيير الواقع”، مشيرا إلى أن “السلطة الفلسطينية تطالبنا بمواصلة المقاطعة لكنها لا نقدم لنا حلا بديلا عن ذلك”.

وتقول الصحيفة بالنسبة لغالبية الفلسطينيين الذين يؤيدون التصويت، لا يمكن تحسين الوضع إلا من خلال وجود شخص في مبنى البلدية للدفاع عن مصالح حوالي 435 ألف فلسطيني من سكان القدس الشرقية.

وعلى الرغم من المسح الذي أجرته الجامعة العبرية، فإن نتيجة انتخابات الثلاثاء 30 أكتوبر يصعب توقعها، في عام 2013، بلغت نسبة الإقبال في الأحياء الفلسطينية حوالي 2٪ أو أقل.

 

لقد تغيرت هذه الأرقام بشكل منتظم، ولم تتعد أبدا نسبة العشرين في المائة المسجلة في عام 1969، وهي أعلى نسبة مسجلة على الإطلاق.

بيد أن نيفين سندوكا، من مركز إسرائيل / فلسطين للبحوث والمعلومات IPCRI، وهي امرأة فلسطينية من القدس، ترى أنه “منذ انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس، أصبح الناس أكثر خوفا على مستقبلهم، والتصويت هو السبيل الوحيد للحصول على حقوق الفلسطينيين في القدس” وتعتقد هذه الشابة أنها متأكدة من اختيارها.