العدسة – غراس غزوان
يحلم أطفال العالم في يومهم العالمي بعيدٍ يعيدُ البسمة إلى وجوههم، لكن وفي ظل الحروب والتجاذبات الإقليمية في أغلب دول العالم، يعيش 180 مليون طفل في 37 دولة في ظروف قاسية.
حيث أظهر تحليل لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” بمناسبة اليوم العالمي للطفل أن هؤلاء الأطفال من المرجح أنهم يعيشون في فقر مدقع، أو تركوا دراستهم أو يقتلون بسبب العنف.
وذكر التحليل أنه برغم التقدم العالمي، يعيش 1 من كل 12 طفلاً في مختلف أنحاء العالم اليوم أسوأ من تلك التي كانت لوالديهم،
وأظهر تحليل “اليونيسيف” زيادة نسبة السكان الذين يعيشون بأقل من 1.9 دولارا يوميا في 14 دولة، بالإضافة إلى انخفاض معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية في 21 دولة بسبب العديد من العوامل، من بينها: “الأزمات المالية, والنمو السكاني، وأثر الصراعات”.
وكشفت المنظمة عن ازدياد حالات الوفيات بسبب العنف بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 19 عاما في 7 بلدان، بينهم 5 دول عربية (العراق، وليبيا، وجنوب السودان، وسوريا، واليمن، وإفريقيا الوسطى، وأوكرانيا) وجميعها بلدانٌ تعاني من صراعات كبيرة.
وكشفت دراسة حديثة أن 3 من كل 4 أطفال في جميع أنحاء العالم يتعرضون للعنف في كل عام، وذلك في البلدان الغنية والفقيرة على السواء.
أطفال سوريا
وفي سوريا وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 26 ألفا و 446 طفلا سوريا، خلال سنوات الحرب الممتدة منذ 2011.
ويشير التقرير إلى مقتل أغلب هؤلاء الأطفال على يد قوات النظام لتتربع سوريا في صدارة دول العالم على صعيد انتهاكات حقوق الطفل.
وقال التقرير أن الحصار الذي يفرضه النظام على الكثير من المدن السورية تسبب في مقتل 289 طفلا فيما بلغ عدد الأطفال الذين تم اعتقالهم على يد النظام أكثر من 12 ألف طفل، لا يزال أكثر من ربعهم قيد الاعتقال، بحسب تقرير الشبكة السورية.
وبفعل القصف المتواصل تضرر أكثر من 1100 مدرسة، كما تضرر قطاع الصحة بسبب استهداف النظام للمستشفيات، ويضاف إلى ذلك حرمان 60 % من مجمل الأطفال اللاجئين من التعليم.
وفي مأساة أخرى يعيشها أطفال سوريا، ذكر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أن عدد الأطفال السوريين الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما يصل لنحو مليون طفل، ما يشير إلى كارثة حقيقية ومعاناة لا يشعر بها إلا من فقد دفء العائلة.
إحصائيات ما قبل الحرب تشير إلى أن التعداد السكاني للسورين يقدر بنحو 25 مليون نسمة ثلثهم من الأطفال، ما يعني أن نحو 10 % من أطفال سوريا أصبحوا أيتاما.
وتشير “اليونيسيف” إلى أن الأطفال هم أكثر المتضررين من الحرب التي تسببت في تسرب معظم الأطفال من المدارس لدعم أسرهم، ويعيشون كضحايا حرب محرومين من الحقوق الأساسية مثل الحياة والصحة والتعليم.
وقال نائب مدير رابطة جمعية حقوق اللاجئين، المحامي عبد الله رسول دمير، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن 8.5 مليون طفل في سوريا تأثروا بسبب الحرب، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة.
ولفت دمير، إلى أن “التقرير ذكر أيضًا أن أكثر من 6 ملايين من هؤلاء الأطفال موجودون فعلياً في سوريا، و2.5 مليون في دول اللجوء.
وأشار إلى أن 8 من كل 10 أطفال في سوريا تأثروا بشكل فعلي جراء النزاعات المسلحة، وأن حوالي 700 ألف طفل يعيشون ظروفاً صعبة للغاية في مناطق النزاعات المسلحة، فيما تسرب مليون طفل من المدارس داخل سوريا.
أطفال “سوريا”
الأطفال في مصر
وفي مصر يفترش 20 ألف طفل شوارع البلاد بحسب إحصائيات وزارة التضامن الاجتماعي.
وتشير الإحصائية إلى أن 83% من أطفال الشوارع في مصر منهم ذكور فيما يمثل عدد النساء نسبة 17%.
ويعد السبب الرئيسي في نزول هذه الأطفال للشوارع سوء الحالة المالية للأسر، وفقا للإحصائية.
وتظهر آخر إحصائية صادرة عن المركز القومي للأمومة والطفولة العام الماضي، أن نسبة العنف ضد الأطفال في مصر خلال 2016 وصلت إلى 2284 حالة، وبلغت نسبة العنف البدني منها نحو 68%، مقابل 22% للعنف النفسي، و10% للعنف الجنسي.
أما المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة فقد رصدت في شهر مارس من العام الجاري تعرض 1121 للقتل والاغتصاب والاختطاف.
ووفقا لنتائج التعداد السكاني لمصر خلال العام الجاري بلغت نسبة المتسربين من التعليم 7.3% من إجمالى عدد السكان ويعود ذلك لعدة أسباب، من بينها: وفاة أحد الوالدين، والعمل، والظروف المادية، وعدم رغبة الأسرة، وصعوبة الوصول إلى المدرسة.
أطفال “مصر”
أطفال اليمن
وفي اليمن يقع الأطفال ضحية القصف المتواصل على الأحياء والمدن، وإن نجو من نيران التحالف العربي بقيادة السعودية أو الحوثيين لم ينجو من آثار الحصار الذي حول أجسادهم النحيلة إلى هياكل عظمية بفعل الجوع ووباء الكوليرا.
وبسبب الحصار الذي يفرضه التحالف العربي أعربت الأمم المتحدة في آخر بياناتها عن خشيتها من احتمال وفاة 150 ألف طفل يمني قبل نهاية العام الجاري، بسبب المجاعة الناجمة عن الحصار.
كما أعرب “يانس لاركيه” المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن قلقه من أن تكون المجاعة قد وقعت بالفعل في بعض أجزاء من اليمن، في ظل استمرار إغلاق المنافذ الرئيسية لإدخال الإمدادات والموانئ اليمنية منذ 4 فبراير الجاري.
وحذر كل من ديفيد بيزلي، وأنتوني ليك، وتيدروس أدهانوم جيبريسوس، رؤساء برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية،على التوالي، من تبعات توقف ضخ الوقود إلى المدن اليمنية، مؤكدين أن نحو مليون طفل في اليمن مهددون بخطر الإصابة بمرض الدفتريا، إذا لم يتم التصدي له، وسط تخوفات من تفشي مرض الكوليرا مرة أخرى، والذي سجل أسوأ انتشار في العالم على الإطلاق، حيث أصاب أكثر من 900 ألف يمني خلال الشهور الستة الأخيرة.
وذكرت منظمة إنقاذ الطفولة أن نحو 40 ألف طفل يمني يحتاجون للعلاج الفوري من سوء التغذية الحاد الشديد، في حين أن منظمات الإغاثة تجاهد للوصول إليهم وسط نقص التمويل المزمن، ما يؤثر على إمدادات الغذاء، وتفاقم الوضع الصحي الناجم عن التفشي الأكبر للكوليرا في التاريخ الحديث.
أطفال “اليمن”
ورأت تلك المنظمة أن كثرة المعيقات أمام الوصول العاجل للمساعدات يجعل أكثر من 50 ألف طفل يمني مهددين بالوفاة مع حلول نهاية العام الجاري.
وقدرت المنظمة أن بين 20 و30 % من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد لم يحصلوا على العلاج، وهم الأكثر عرضة للوفاة.
كما تقدر المجموعات الإنسانية أن نحو 130 طفلاً يمنياً يموتون يومياً في أفقر بلدان العالم العربي، أي بمعدل طفل واحد كل 10 دقائق.
اضف تعليقا