شهد المؤتمر المشبوه الذي تبنته المخابرات الإماراتية عزوفا كبيرا ممن دعتهم لحضوره، سواء من القطريين أنفسهم أو ممن قالت عنهم وسائل إعلام دول الحصار أنهم سياسيين بارزين وصناع قرار في العالم،  ما يعد فشلا ذريعا للمخابرات الإماراتية في تنظيم ذلك المؤتمر ضد دولة قطر.

لم يحضر هذا المؤتمر “المشبوه” سوى شخصين قطريين أحدهما مجهول الهوية والآخر هو خالد الهيل المطلوب للإنتربول الدولي لتورطه في عدد من الاتهامات، كما تؤكد وسائل إعلام قطرية طرده من عمله قبل خروجه من قطر لأسباب تتعلق بخيانة الأمانة.

وكانت قد أطلقت مجموعة يتزعمها الهيل على نفسها “المعارضة القطرية” لكنها لم تفصح عن اسم شخص واحد في هذه المعارضة وزعمت تلك المعارضة أن المئات من الشخصيات السياسية وصناع القرار في العالم سيحضرون المؤتمر فيما أكدت مصادرنا داخل المؤتمر عدم تجاوز الحضور خمسين شخصا جميعهم من الأجانب الذين لا يتحدثون اللغة العربية، ما جعل الكثير من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي يعلقون على ذلك ساخرين : أين اختفت “المعارضة القطرية” ؟!!

موجة السخرية

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية الواسعة من المؤتمر، حيث لم يشهد المؤتمر تجمعا حقيقا لمعارضين قطريين لكنه ضم في أغلبه وجوها إعلامية وصحفية مصرية وعربية من خارج دولة قطر بحضور “مدفوع الأجر”.

ودعا المؤتمر إلى تسمية الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله آل ثاني حاكما بديلا لقطر، من دون سابق مقدمات، وهو أيضا ما كان محل سخرية واسعة من قبل سياسين ومغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر الإعلامي القطري صالح غريب، أن مؤتمر المعارضة المنعقد في لندن “مؤتمر مشبوه” لزعزعة استقرار قطر، منوها بأنه تم تنظيم المؤتمر “بصناعة مصرية ودعم سعودي وإماراتي”.

وقال الإعلامي القطري في حديث لموقع روسيا اليوم أن هذا المؤتمر مشبوه، ولا يوجد ما يسمى المعارضة في قطر، والندوة مجرد ضخ إعلامي كاذب فلا يوجد أي رأي معارض للشعب القطري ضد الحكومة”.

خلفيات المؤتمر

جريدة الشرق القطرية نشرت في وقت سابق تقريرا قالت فيه أن جمعية الصحفيين الإماراتية بإيعاز من حكومة الإمارات تقف وراء تنظيم هذا المؤتمر، مشيرة إلى أنها حصلت على نسخة من الدعوات التي أرسلتها الجمعية للعديد من الجهات لحضور المؤتمر.

وتشير الدعوة إلى أن الجمعية تحملت كافة تكاليف الإقامة والسفر وأية تكاليف أخرى للمشاركين في المؤتمر.

كما قدمت أجهزة أمنية دعوات أخرى لشخصيات مشبوهة لحضور المؤتمر في لندن ووفرت لهم إقامة كاملة ومقابل مادي كبير بهدف تشويه صورة قطر خلال المؤتمر.

وقال الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام العربي نبيل سيف إن “هناك “سبوبة” كبيرة مقرها لندن” وأن الهيل وفر لعدد من المصريين إقامة كاملة في لندن و “بوكيت ماني” كبير بالإضافة إلى مصاريف التسوق، مقابل حضورهم المؤتمر المشبوه.

وكتب “سيف” على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عن قيام ممولي المؤتمر بشراء ذمم الكثير من الصحفيين وخاصة المصريين.

فاسد من هؤلاء حضر المؤتمر , وهو الصحفي المصري “محمد فهمي” الذي تنازل عن جنسيته المصرية مقابل إطلاق سراحه ثم حصل على رشوة من دولة الإمارات لرفع قضية ضد دولة قطر وقناة الجزيرة التي كان يعمل بها -وهو الأمر الذي اعترف به بنفسه بعد تسريب خبر تلقيه أموال من العتيبة السفير الإماراتي فى واشنطن-.

 

عن حضور الصهاينة و وكلائهم 

حاولت المخابرات الإماراتية التي مولت المؤتمر بأكثر من 5 مليون جنيه استرليني شراء العديد من الشخصيات الدولية بالمال لحضور المؤتمر إلا أنها لم تتمكن سوى من شراء شخصيات معروف عنها الولاء للصهيونية العالمية والعداء للإسلام.

من أبرز هذه الشخصيات الجنرال الإسرائيلي المتقاعد “شلومو بروم” المعروف بولائه لدولته، والصهيوني الأمريكي “دوف زاخيم” المعروف بعداوته للإسلام، و”آلان مندوزا” المعروف بعدائه للإسلام أيضا والذي سبق أن ألقى خطابا أمام اللوبي الصهيوني “إيباك” في أوروبا حذر خلاله من ارتفاع أعداد المسلمين.

كان من بين الحضور أيضا شخصيات مشبوهة أخرى بعضهم سبق إدانتهم بالتورط في قضايا فساد مالي مثل السفير الأميركي السابق، “بيل ريتشاردسون”، والجنرال الأميركي “شارلز تشاك والد” المعروف بدعمه للخيار العسكري في الملف الإيراني، بالإضافة إلى اليهودي الأمريكي اليميني “جيمس روبين”

هذا و لم يكن حديث منصة المؤتمر بالإنجليزية محض صدفة، فالجمهور المستهدف كان غربيا بالأساس، بذل الحاضرون كل مجهود لنيل رضاهم، حتى بالمطالبة بما لم يستطع الاحتلال الإسرائيلي نفسه المطالبة به, فقد بالغ أحد متحدثي المؤتمر في تقديم خدماته للصهاينة، حتى أنه طالب المجتمع العربي والغربي بوجوب الضغط على قطاع غزة (المحاصر أصلا) من أجل إجبار حركة حماس على تسليم الأسرى الصهاينة في القطاع إلى إسرائيل.

 

كرسي في الكلوب

كانت مفاجأة المؤتمر الكبري هي التصريحات التى أطلقها اللورد “بادي آشتون” ، وفيما يبدو فإنه كان يعلم بخلفية هذا المؤتمر فقام بتلقينهم درسا قاسيا خلال كلمته , ما جعل بعض النشطاء يصفون كلمته فى المؤتمر ب “النيران الصديقة”

آشتون وجه في كلمته بالمؤتمر انتقادا لاذعا للسعودية، داعيا إلى الكشف عن التقرير الذي أخفته الحكومة البريطانية والذي يتضمن ما يدين السعودية بخصوص دعمها وتمويلها للإرهاب ، فانقلب بتلك  الكلمات السحر على الساحر.