لازالت أرض فلسطين، وخاصة قطاع غزة حتى كتابة هذه السطور، على صفيح ساخن، وذلك رفضا لنقل السفارة الأمريكية بـ”إسرائيل” إلى القدس المحتلة وإعلانها عاصمة لدولة الاحتلال؛ حيث قدم أبناء قطاع غزة أكثر من 45 شهيدًا و2000 جريح (العدد قابل للزيادة)، من المشاركين في فعاليات “مسيرة العودة وكسر الحصار”.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال مشاركتهم في مسيرة العودة وكسر الحصار، قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، منذ صباح الاثنين، قد ارتفع إلى 38 شهيدًا.
فيما قالت وسائل إعلام محلية: إن “العدد تجاوز الـ 45″، حتى الساعة الثالثة والنصف بتوقيت القدس الشريف.
وقال “أشرف القدرة”، المتحدث باسم الوزارة، في تصريح مقتضب: “ارتفاع عدد الشهداء بين صفوف المواطنين إلى 37 شهيدًا شرق قطاع غزة، وأكثر من 1700 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي والاختناق بالغاز”.
وأوضح أن من بين الشهداء الـ(37)، طفل فلسطيني دون سن الثامنة عشر.
وحول طبيعة الإصابات، أشار “القدرة” إلى أن 39 حالة من بين إجمالي الإصابات (1700 إصابة) صُنّفت بـ”الخطيرة”، فيما وصفت 11 إصابة “بالحرجة جدًّا”.
وبيّن أن 9 صحفيين أصيبوا خلال الأحداث، فيما أصيب مسعف فلسطيني وتعرّضت سيارة إسعاف للضرر الجزئي.
ومع زيادة أعداد المصابين والشهداء، أطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة، نداء “استغاثة”، بهدف دعم المستشفيات والمراكز الطبية بالأدوية والمستهلكات الطبية، بسبب النقص الكبير الذي تسبب به كثرة الإصابات، جراء المجزرة الإسرائيلية شرق القطاع.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب، إنها أطلقت هذه الاستغاثة في ظل “توافد مئات المصابين والشهداء”.
ومازالت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على الجانب الآخر من السياج الفاصل بين شرقي قطاع غزة و”إسرائيل”، تكثّف من إطلاق النيران والقنابل المُدمِعة، تجاه المتظاهرين الفلسطينيين، المشاركين في مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية.
وكان خرج مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم، في أضخم مسيرات حاشدة تشهدها الأراضي الفلسطينية، تحت مسمى «مليونية العودة»، وذلك في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية.
ويشارك الفلسطينيون، الاثنين، في “مليونية الزحف نحو الحدود”، بدعوة من الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، إحياءً لنكبة الشعب الفلسطيني، ورفضًا لنقل السفارة الأمريكية للقدس، في إطار فعاليات “مسيرات العودة”.
ونصبت وزارة الصحة الفلسطينية نقاطًا ميدانية بالقرب من أماكن التظاهرات لعلاج المصابين وإدارة حالات الطوارئ، وكذلك تم نصب خيام أمام المستشفيات والمجمعات الطبية لذات الغرض.
كما شهدت الضفة الغربية، منذ الصباح، العديد من الأحداث الميدانية، في ضمن فعاليات “مسيرة العودة”، إذ تجري عدة مواجهات مع قوات الاحتلال في مختلف مناطق التماس.
وفي رام الله، أغلق الاحتلال عدة طرق لمنع تقدم المسيرات، فيما أشعل شبان الإطارات المطاطية في مدخل البيرة الشمالي، وقام الاحتلال بنشر قوات كبيرة من جنوده على الحواجز.
وانطلقت مسيرة حاشدة في الخليل، وأخرى في بيت لحم، في وقت رشق الشبان في بلدة بيت فوريك بنابلس، سيارات المستوطنين بالحجارة ما أدى لتضررها.
وسبق أن قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن الأحداث قد تشهد تصعيدًا عسكريًّا، في حال وقع عدد كبير من الضحايا في ذروة مسيرات النكبة؛ حيث من المتوقع أن يقتحم المئات السياج الأمني.