العدسة_ غراس غزوان
أخفاهم قسرا بعد أن قرر احتجازهم وتقييد حريتهم، ثم منعهم وأولادهم من التصرف في أموالهم، هكذا فعل ولي العهد الامير محمد بن سلمان مع بعض أمراء آل سعود..
الصورة ربما كانت مكررة مما يحدث في مصر لكنها هذه المرة أضيف إليها بعض الرتوش لتناسب حالة المملكة العربية السعودية.
لكن شتان بين من يقبع في سجون لا تدخلها شمس الشتاء ولا نسمات الصيف، ولا يوجد فيها حتى مكان يقضي فيه المعتقل حاجته، أو ماء نظيف يتجرعه، وبين من يعتقلون فيقعدوهم في فندق كان آخر سكانه من المسؤولين الأمريكان، الرئيس دونالد ترامب.
فبعد أن قرر ولي العهد السعودي اعتقال العشرات من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال ووجه لهم تهم الفساد والتربح، كان مكان احتجازهم الذي أعد لهم مسبقا هو الأغرب؛ فقد اختار لهم فندق “ريتز كارلتون” الذي صمم خصيصا ليكون قصر ضيافة ملكي لإقامة الشخصيات البارزة، لكن هذه المرة كانت الإقامة جبرية.
ومن أبرز الشخصيات التي اعتقلتها السلطات الأمنية في المملكة الأمير الوليد بن طلال رجل الأعمال ورئيس شركة المملكة القابضة، والأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني، وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي السابق.
هؤلاء وأمثالهم ممن تم احتجازهم داخل “ريتز كارلتون” الذي وصفه الناشطون بأنه السجن الأفخم في العالم، رغم رفاهية المكان الذي أودعوا فيه لكونهم “أمراء” إلا أنهم في النهاية معتقلون، محرومون من التواصل مع العالم الخارجي أو التعامل معه.
فندق ريتز كارلتون
تعرف على أفخم سجن في العالم
يعد فندق “ريتز كارلتون” المعروف بـ “زنزانة الأمراء” حاليا، أكثر الفنادق شهرة في عاصمة المملكة وأغلاها، ويحتوي على مجموعة من المطاعم الشهيرة بالإضافة إلى مطعم “هونغ” الذي يقدم الأكلات الآسيوية الخاصة ويعد من أغلى المطاعم على مستوى العالم.
وتصل تكلفة حجز ليلة واحدة في “زنزانة” الأمراء أكثر من 5000 دولار في الجناح الملكي بالفندق، فيما تبدأ أسعار حجز الغرف الصغيرة من 800 دولار أميركي لليلة.
كما يتضمن الفندق العديد من وسائل الرفاهية المخصصة لرجال الأعمال، مثل الأندية الصحية وحمامات السباحة وقاعات الاجتماعات الفارهة.
تتشابه أوضاع أمراء المملكة المعتقلين مع الكثير من المعتقلين في مصر من إخفائهم قسريا، ومنعهم من التصرف في أموالهم، إلا أن المصريين يعانون من أوضاع غير إنسانية.
الجانب المظلم
فعلى الجانب الآخر يعيش رئيس وأغلب وزرائه وقيادات الجماعة التي ينتمي إليها داخل سجون لا تعترف بآدميتهم.
فالرئيس المصري د. محمد مرسي أعرب عن خشيته من جرائم ترتكب ضده تؤثر على حياته، وذلك خلال كلمة سمحت بها محكمة جنايات القاهرة في جلسة 12 يونيو 2017 الماضي، كما أشار في جلسات سابقه لتعرضه أكثر من مره لحالات تسمم كادت أن تودي بحياته.
المعاملة التي يتلقاها الرئيس مرسي تلقي الضوء على الظروف التي يعاني منها عشرات الآلاف من المعتقلين في السجون المصرية.
كذلك فإن الوزير باسم عودة المعروف بشعبيته الجارفة، والملقب بـ “وزير الفقراء” تحدث في جلسة 7 نوفمبر الجاري عن منع الزيارة عنه منذ عام كامل لم ير فيه زوجته أو عائلته، بالإضافة إلى استمرار حجزه في زنزانة انفرادية منذ 4 أعوام.
سجون مصر
الأوضاع داخل السجون المصرية وصفتها منظمات حقوقية بجملة “أهلا بك في الجحيم، أنت في سجون مصر” وهي عبارة أطلقتها منظمات حقوقية عن واحد من أسوأ الأماكن وحشية في العالم، فمفردات التعذيب، ومنع الرعاية الصحية، والإهمال الطبي، والإذلال والإهانة لا تخطئها تقارير المنظمات الحقوقية المدافعة عن حرية الرأي والتعبير وحق الإنسان في الحياة.
ووصفت منظمة “هيومان رايتس ووتش” أوضاع نزلاء سجن العقرب في تقرير لها بـ “حياة القبور” لما يعانيه المعتقلون من ضرب مبرح، وعزلهم في زنازين تأديبية ضيقة، مع منع زيارات الأهالي والمحامين، وعرقلة رعايتهم الطبية”، بحسب تقرير صدر في نهاية سبتمبر 2016.
تلك الأوضاع التي يعاني منها المعتقلون أدت إلى وفاة أكثر من 500 معتقل داخل السجون وأماكن الاحتجاز- بالتزامن مع المحاكمات والاعتقالات- بسبب التعذيب والإهمال الطبي، بحسب ما أشارت إليه تقارير منظمات حقوقية.
كما أن السلطات الأمنية في مصر لا تسمح للمعتقلين داخل أغلب السجون بحيازة مقومات الحياة البسيطة، ومن هذه الضروريات: أدوات النظافة الشخصية، وأدوات الحلاقة، والأطباق وأواني الطعام، أو حتى الكتب والأوراق، بالإضافة إلى منع الآلاف من المرضى داخل السجون من حيازة الأدوية، وهو ما أدى إلى وفاة العشرات بسبب الإهمال الطبي المتعمد.
اضف تعليقا