إبراهيم سمعان

لعدة أشهر تم احتجاز مئات الآلاف من مسلمي الويغور في منطقة شينجيانغ من قبل السلطات الصينية، حيث أكدت الشهادات عن تعرض هؤلاء الأقلية إلى إساءات بدنية، مما أدى إلى إغراق السكان في حالة من الرعب.

تحت هذه الكلمات قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إن الصين تحتجز مواطنيها من المسلمين الويغور في معسكرات سرية، حيث سردت شهادات وردت في أكثر من تقرير تشير إلى إخضاع السجناء الويغور للتعذيب الجسدي ولدورات توعية سياسية يتم خلالها تلقينهم أفكار الرئيس الصيني شي جين بينغ ويجبرون أيضا خلالها على نبذ ديانتهم.

ووفقا لمنظمة “هيومان رايتس واتش” أعداد الويغور المحتجزين في معسكرات استحدثت في إقليم زينجاينغ في غرب البلاد، تفوق ال 800 ألف، فيما تحدث مسؤولون أمريكيون أمام الكونجرس عن معتقلين بالملايين.

ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء المسلمين الذي تعرضوا للتعذيب في المعسكرات الصينية القول “نستيقظ الساعة الخامسة صباحا لمشاهدة رفع العلم في الزنزانة وغناء النشيد الصيني. ثم نركع على الأرضية الخرسانية، ونغني شعارات أو قصائد تمجد الحزب الحاكم، من لا يحققون تقدما كافيا أو المتحمسون جدا لعقيدتهم يعاقبون”.

هذا الشاهد، الذي هاتفته ليبراسيون، أمضى عشرين يوما نوفمبر الماضي في “مركز معالجة من خلال التعليم”، وكمثله احتجز خلال الأشهر الأخيرة، مئات الآلاف من المسلمين الصينيين في شينجيانغ، و المنطقة الغربية من البلاد.

في هذه المباني المكتظة المحاطة بالأسلاك الشائكة وبدون نوافذ، التي بنيت على مساحة كبيرة، يجب على السجناء أن يعرفوا عن ظهر قلب فكر الرئيس شي جين بينغ ومشاهدة أشرطة الفيديو الدعائية له، وانتقاد دينهم، ويطول احتجازهم إذا فشلوا في الامتحانات المعدة من قبل السلطات.

ويوضح الشاهد أن زنزانته كان بها أربعون، كلهم مسلمون، مع كاميرات مراقبة، النوم هناك بالدور، الواحد منهم لا يغتسل إلا كل شهر، يجبرون على الوقوف لساعات، إضافة إلى العقاب البدني ومحاولات الانتحار.

هذا الرجل هو واحد من الشهود القلائل، إذ تم إطلاق سراحه بسبب جنسيته الكازاخستانية، ومنذ تحدث للصحيفة تم اعتقال أفراد عائلته، وهرب من آسيا.

 

بسبب الرقابة والافتقار إلى صحافة حرة في الصين والتهديدات التي يتعرض لها الناس إذا تحدثوا مع أي شخص، من الصعب الحصول على المعلومات، لكن نطاق هذه الظاهرة لا شك فيه.

 

راديو “فري آسيا”، موقع إخباري أمريكي لمناصرة الويغور، بجمع الشهادات بطرق خفية، حيث أكد أنه في الأسابيع الأخيرة اختفى نجوم مثل أبلاجان أووتو إرفان حزيم لاعب كرة قدم محترف، لكن بكين ودبلوماسييها يواصلون إنكار هذا تماماً، وتشير الصحافة الرسمية إلى “برامج التدريب المهني” من أجل “استئصال الفقر” و “تحسين الاستقرار الاجتماعي” في المنطقة.

 

بالإضافة إلى الاعتقالات، هناك حملات “زيارة الناس” أو “لنصبح أسرة” والتي يستقر فيها مليون مسؤول في الحزب لعدة أيام في منازل العائلات المسلمة.

في لقطات الدعاية التي تبثها السلطات، نراهم يتشاركون في الأَسّرة ووجبات الطعام، في بعض الأحيان تكون النساء وحدهن لأن أزواجهن ألقي القبض عليهم، لتجنب وصفهم بـ “المتطرفين”، يجب عليهم الابتسام، شرب البيرة وأكل الخنزير.

خلال رحلته الأخيرة إلى شينجيانغ في عام 2016، صدم أكسل جوماهونج، وهو تاجر مجوهرات باريسي من أصل الويغور، بالتغيير المفروض على أقرانه.

 

حاصرته الشرطة على الرغم من جنسيته الفرنسية، كان عليه الخضوع للفحص للحصول على الحمض النووي الخاص به: “الجنة أصبحت جحيم، اليوم عليك أن تشرب الخمر، أنت تفعل كل ما يحرم على المسلمين”.

من هوتان إلى كاشغار ، هناك بيوت دعارة في كل مكان وصالات تدليك صينية حيث تصاب بالإيدز،  بالإضافة إلى إتاحة الكوكايين والهيروين والمخدرات بحرية كاملة، حتى بالنسبة لطلاب المدارس الثانوية.

ووفقا لأرقام اللجنة الحكومية للصحة، ازداد انتشار فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” منذ عام 2009 في المنطقة.