العدسة – ربى الطاهر
احتفل العالم يوم 8 مارس بيوم المرأة العالمى ورصدت وسائل الإعلام تنوع الاحتفالات بين الدول، فيما اعتبرته إنجازات حققتها المرأة في تلك البلدان، وعلى الرغم من أن هناك حقوقا تمكنت المرأة من الحصول عليها، وكانت بحكم العرف والقانون تجبر على بخسها مثل عدم المساواة في الأجور مع الرجال الذين يقومون بنفس المهام، وكذلك حقوق الترشح للمناصب السياسية أو حق التصويت.. وما إلى ذلك من تلك الحقوق المهضومة التي حاربت المرأة من أجل الحصول عليها، ولكن على صعيد آخر تخطت تلك المطالب حدود الدين ووجدت ببعض البلدان ما يواكب تلك المطالب مثل المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة وإلغاء النص القانوني “للذكر مثل حظ الأنثيين”، ومن تلك المطالب كذلك الاعتراف بالجنس الثالث ومنحه كافة المزايا الاجتماعية دون نبذ أو اعتراض حتى وإن كان ذلك يخالف الدين صراحة.
ويرجع تحديد هذا اليوم للاحتفال بيوم المرأة إلى عام 1908 عندما خرجت 15 ألف امرأة في يوم 8 مارس للمطالبة بحقوقهن في عدد ساعات عمل أقل وأجر أفضل، وكذلك الحق في التصويت، وكان ذلك في مدينة نيويورك الأمريكية، وبعد مرور عام على تلك المظاهرة النسائية قرر الحزب الاشتراكي الأمريكي اتخاذ هذا اليوم عيدا وطنيا للمرأة.
وبعد مرور عامين نظم مؤتمر دولي للنساء العاملات في كوبنهاجن وحضر المؤتمر 100 امرأة من 17 دولة كان من بينهن سيدة تدعى كلارا زيتكين التى اقترحت بأن يصبح 8 مارس يومًا عالميًا للمرأة، وقد وجد اقتراحها هذا قبولا لدى الحضور وتم الموافقة عليه بالإجماع، وكان ذلك في عام 1910.. وبعدها بعام احتفلت كل من النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا بهذا اليوم للمرة الأولى عام 1911، وقد احتفل بالمئوية لهذا اليوم في عام 2011.
وفي عام 1975 تحول هذا اليوم إلى عيد يحتفل به العالم أجمع حيث بدأت الأمم المتحدة في الاحتفال به سنويا، وأصبح منذ هذا العام تاريخا يشهد على حصول المرأة على حقوقها المسلوبة وارتقائها للحصول على المراكز السياسية والاقتصادية أيضًا رغم أن هذا اليوم بدأ بالاحتجاج والإضراب للمطالبة بمساواة النساء بالرجال.
وكانت الدعوة التي وجهتها كلارا زيتكين يمكن أن يطويها النسيان فلم تكتسب الاهتمام إلا من النساء الحضور بالمؤتمر إلا أن العام 1917 قد شهد إضرابا بالخبز والسلام من النساء الروسيات أثناء الحرب العالمية الأولى، واستمر حينها إلى أربعة أيام مما اضطر القيصر الروسي إلى التنازل عن العرش، وحينها اقنتصت النساء حق التصويت من تلك الحكومة المؤقتة في ذلك الوقت، والذي صادف أن يكون هذا اليوم في التقويم الذي تستخدمه روسيا حينها تقويم جوليان يوم 23 فبراير وهو يوافق بتقويم غريغوري الثامن من مارس.
الاحتفال بيوم المرأة في العالم
وتشهد بلدان العالم احتفالات بيوم المرأة تختلف من بلد لآخر، ولا تقتصر تلك الاحتفالات على النساء فقط فقد يشاركهن فيها الرجال كذلك، حيث يتم تبادل الزهور وعبارات التقدير.
ومن ذلك ما تقوم به الصين حيث خصصت في هذا اليوم العمل للنساء نصف يوم فقط بناء على تعليمات من مجلس الدولة، إلا أن بعض أصحاب العمل لا يلتزمون بذلك التقليد.
ويتبع الايطاليون تقليدا آخر حيث يعبرون عن احتفالهم بتبادل زهور الميموسا، إلا أن نشأة هذا التقليد مازالت مجهولة ولكن يرجح انه اكتسب من روما التى يعتقد أنه بدأ فيها بعد الحرب العالمية الثانية.
أما الولايات المتحدة فقد اعتبرت أن الشهر بأكمله “مارس” هو شهر للمرأة يصدر فيه إعلان رئاسي سنويا كعادة وطنية يتم فيها الاحتفاء بما أنجزته المرأة الأمريكية.
الأهداف التي وصلت إليها المرأة في 2018
منذ بداية الاحتفال بهذا اليوم إلى يومنا هذا تستهدف العديد من المنظمات المختصة إنجاز أهداف وضعتها بدعوى المساواة مع الرجل، حتى وإن خالف ذلك المعتقدات الدينية في مختلف بلدان العالم، وهذا عرض لبعض الأمثلة التى استهدفتها المرأة سواء كانت إجازات حقيقية أو مخالفات شرعية.
السعودية
تمكنت المرأة السعودية من الوصول إلى أكثر من مطلب سعت إليه كان منها التحاقها بالجيش، شريطة أن تكون من مواليد السعودية وغير متزوجة من أجنبي، وكان ذلك في 25 فبراير 2018 غير أن هذا الإنجاز مقيد بمكان خدمة النساء اللاتي عليهن تأدية خدمتهن في أماكن إقامة الأوصياء عليهن.
كما سمحت السعودية كذلك للنساء بقيادة السيارة التي طالما ما اعترضت المؤسسة الدينية المحافظة في السعودية على منحها هذا الحق باعتباره تهديدا للمجتمع السعودى، كما سمح لها مؤخرا كذلك بحضور مباريات كرة القدم منذ بدايات هذا العام.
المغرب
تمكنت المرأة في المغرب من الحصول على قانون يجرم العنف ضد المرأة بإقرار من البرلمان في 14 فبراير2018 رغم المعارضة التي شهدها هذا الإقرار من منظمات حقوق المرأة لعدم تفسير القانون أو تحديده لتعريف العنف، وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن منظمات حقوق المرأة ظلت لأكثر من عقد من الزمن تعمل لإقرار هذار هذا القانون.
إيران
وفي 24 يناير 2018 قام بينامين بهادو وهو نجم بوب إيراني بإلغاء حفل له اعتراضا على وقف إحدى أعضاء فرقته من النساء باللحظات الأخيرة من الظهور على المسرح، وقال: إن وزارة الثقافة بررت ما حدث بأن ظهور موسيقية أنثى على المسرح سيخلق توترا.
الهند
ورغم ما هو معروف عن الهند من أنها دولة شرقية محافظة فإن رئيس وزراء إحدى الولايات الهندية موكول سانغاما خرج بيوم 23 يناير 2018 ليعلن بين الناس أن ولاية ميغالايا الهندية اعترفت بـ “الشواذ” .
وكان الدستور الهندي قد نص على تخصيص نسبة من الوظائف للفئات الأقل حظا، وبهذا الإعلان تنضم هذه الفئة لتلك النسبة.
وقد أشار إحصاء تم إجراؤه بالعام 2011 إلى وجود 4.8 مليون شخص سجلوا أنفسهم فيما يعرف محليا بـ” هيجرا” أي شواذ، وتعتبر ولاية ميغالايا من أكبر ثلاث ولايات هندية ذات أغلبية مسيحية، وكانت ترفض الاعتراف بهؤلاء الشواذ رغم صدور حكم فى عام 2014 لصالح الاعتراف بهم.
المغرب
استطاعت المنظمات النسوية إجبار البرلمان المغربي على الموافقة من خلال مشروع قانونى بالعمل كاتبات عدل في 23 يناير 2018 وهو المنصب الذى كان مقصورًا على الرجال فقط؛ حيث إنه كان يتطلب شهادة هذا الكاتب بأن العقود قانونية، ونظرا لأن الشريعة الإسلامية تنص على أن شهادة النساء نصف شهادة الرجل فقد منعن من الالتحاق بهذه الوظيفة.
ولم يراع البرلمان النصوص الدينية الإسلامية والتي تعتبر هى الديانة الرسمية للمغرب حين أقر هذا القانون تحت مزاعم أنه انتصار للمرأة.
تونس
وعلى غرار ما حدث بالمغرب فقد سارت تونس على نفس الخطى في الضرب بنصوص الشريعة عرض الحائط، وقام البرلمان التونسي في 21 يناير 2018 بإقرار العديد من القوانين المخالفة شرعا مثل إصدار قانون ينص على المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، كما أعطى المرأة الحق بمنح اسمها لأبنائها إذا رغب الأبناء، وتم إلغاء المهر المقدم للعروس بموجب نص قانوني.
سريلانكا
واعتبرت النساء في سريلانكا أن إلغاء الحكومة في 18 يناير 2018 الحظر بعدم شراء النساء المشروبات الروحية هي خطوة هامة في مساواتها بالرجل حيث استمر العمل على أساس هذا الحظر لمدة 38 عاما إلا أن ما اعتبرنه مكسبا يضاف إلى المراة قد تم إلغاؤه بعد أيام قليلة من إصداره وتم إعادة العمل بالحظر مرة أخرى.
وقد استجاب الرئيس لتلك المطالبات التي تعالت مؤخرا لتشجيع السياحة وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، ولكن المعارضين لرفع الحظر قد ذكروا أن شراء النساء للمشروبات الكحولية يخالف تعاليم الديانة البوذية.
وتحتاج المرأة في سريلانكا إلى تصريح خاص للعمل في المطاعم المرخصة.
أيسلندا
قامت الحكومة الأيسلندية في 3 يناير 2018 بإصدار قانون يرغم الشركات على المساواة في الأجور بين الرجال والنساء بغض النظر عن اللون أو العرق أو الجنسية، ووفقا لهذا القانون فعلى أصحاب العمل أن يقدموا شهادات مصدقة من محاسبين، لتؤكد أن أي صاحب عمل لديه 25 عاملا يدفع جورا متساوية للعاملين لديه.
اضف تعليقا