كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية في أمريكا، هو مَن طلب في أوائل مايو الماضي، إرسال حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لينكولن” إلى الخليج العربي ومعها قاذفات الصواريخ “بي 52″، ومزيد من القوات الأمريكية.

وجاءت دعوته، لمواجهة تهديدات إيرانية للقوات الأمريكية في المنطقة، مشيرة إلى أن ماكنزي دعا أيضاً إلى توسيع الوجود الأمريكي بالشرق الأوسط.

وقال الجنرال ماكنزي، خلال جولة سريعة بالمنطقة هذا الأسبوع، بحسب ما بينته الصحيفة الأمريكية، إن التعزيز الأمريكي السريع في الوقت الراهن قد حجَّم التهديد الإيراني، مؤكداً أن المخاطر التي تشكلها طهران تظل حقيقية، وربما تكون لديها نية لشن هجوم وشيك.

وتابع: “نحن نعتقد أن انتشار القوات الأمريكية له تأثير كبير، لكونه يحقق الاستقرار بالمنطقة”.

وتقول الصحيفة إن ماكنزي يفكر في توسيع القدرات العسكرية، لضمان امتلاك الولايات المتحدة قوة ردع موثوقة وطويلة الأجل بالمنطقة، ومثل هذه الخطوة ستكون انعكاساً كبيراً في الموقف العسكري العالمي للولايات المتحدة، والذي ابتعد عن الشرق الأوسط في إطار استراتيجية الأمن القومي لإدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي تؤكد المخاطر الناجمة عن المنافسة مع روسيا والصين.

ويرى الجنرال وعدد آخر من كبار قادة الجيش الأمريكي أنهم يدعمون استراتيجية الدفاع الوطني باعتبارها جزءاً من استراتيجية الأمن القومي، ولكن التهديد الذي تشكله إيران قد يستحق تعديلات.

وقال ماكنزي: “نحن بصدد التفاوض على ذلك”، معترفاً بالتكاليف المحتملة لهذا التحول في الخطة، “أفكر طويلاً قبل أن أتحدث عن جلب موارد إضافية إلى الساحة، نحن نتحدث عن ذلك، لكن سيكون على أساس تقدير مستمر للوضع، ونحن نمضي قدماً”.

وتقول الصحيفة إن الجانب الإيراني لم يردَّ على طلب التعليق على هذه الخطوات المتوقعة للقوات الأمريكية، لكن إيران سبق أن أعلنت أن تحركاتها العسكرية في المنطقة كانت دفاعية، واتهمت إدارة ترامب بالسعي للبحث عن ذريعة للحرب، وشجبت عمليات نشر قوات أمريكا بالمنطقة.

وتذبذب الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة منذ غزو العراق للكويت عام 1990. ومؤخراً، أعاد “البنتاغون” نشر القدرات والقوات بعيداً عن الشرق الأوسط، ضمن سعي واشنطن للانسحاب من النزاعات المستمرة بالمنطقة.

وتمت إزالة عديد من بطاريات صواريخ باتريوت من الأردن والكويت والبحرين العام الماضي، ولم يعد يتم تعيين حاملات الطائرات بشكل دائم في الخليج العربي مدة عقدين، وحتى القوات العسكرية بدأت بالخروج بشكل بطيء من المنطقة.

ورفض الجنرال ماكنزي تحديد الموارد العسكرية التي قد يبحث عنها، وقال إنه سيتم تقديم أي توصية من خلال القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان، وبالتنسيق مع الجنرال جو دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة.

وصل ماكنزي إلى المنطقة الأسبوع الماضي، حيث توقف في العراق وقطر والإمارات، وقضى ليلته على ظهر حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن”، وتحدَّث الجنرال مع أكثر من 6 آلاف بحَّار على متنها، وقال: “لقد طلبتُ هذه السفينة بسبب التوترات المستمرة مع إيران”.

وأضاف: “إنَّ نيتي بجلبك إلى هنا كانت تحقيق الاستقرار في الوضع، دع إيران تعرف أن الآن ليس الوقت المناسب لفعل شيء أخرق”.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه منذ وصول حاملة الطائرات الأمريكية والقدرات العسكرية الأخرى في أوائل شهر مايو، حافظ جيش طهران على مستويات “عالية للغاية” من الاستعداد العسكري، مضيفين أنهم يواصلون رؤية النشاط من القوارب والغواصات الإيرانية والمركبات الجوية من دون طيار، لكن لم يحدث أي هجوم حتى الآن.

وقال الأدميرال جون واد، قائد مجموعة لينكولن القتالية، إنه رغم النشاط العسكري الإيراني المتزايد، استمرت القوات العسكرية النظامية بالبلاد وقوات الحرس الثوري الإيراني في العمل على نحو مهني، وكانت التفاعلات بالبحر هادئة.