حذر قائد الجيش الجزائري الفريق “أحمد قايد صالح” العسكريين من استهداف المتظاهرين الجزائريين، مشددا على أنه وجه تعليمات للعسكريين بعدم “استهداف المتظاهرين خلال الاحتجاجات”، وتوعد بأنه لن يتسامح مع المخالفين لأوامره.
جاء ذلك في تسجيل مصور نشرته وزارة الدفاع، الخميس، تضمن كلمة ألقاها “قايد صالح”، أمام قيادات عسكرية خلال اجتماع مغلق سابق لم يجر تحديد تاريخه أو مكانه.
وفي 22 فبراير/شباط الماضي، اندلعت انتفاضة شعبية ضد نظام حكم الرئيس السابق “عبدالعزيز بوتفليقة”، دفعت الأخير للاستقالة من منصبه مطلع شهر أبريل/نيسان، بعد دعم الجيش لهذا المطلب.
لكن المظاهرات التي تميزت بطابعها السلمي، متواصلة لحد الآن للمطالبة برحيل كل رموز نظام “بوتفليقة”، حيث لم يسجل أي صدام بين قوات الأمن والمتظاهرين أدى إلى سقوط ضحايا.
وقال “قايد صالح” إنه لا يعطي “أمرا للجيش لكي يضرب الشعب (استهداف المتظاهرين)، لأني من صلب هذا الشعب، وكنت معه خلال الثورة التحريرية (1954-1962)، وخلال فترة الإرهاب (التسعينات)، ولدي علاقة دائمة مع الشعب”.
وأضاف: “أعطيت أمرا للوحدات القتالية وقلت حذار أن تخطئوا مع الشعب (المتظاهرين)، لأني لن أسمح بذلك”.
وفي رد غير مباشر على انتقادات للمؤسسة العسكرية بشأن تدخلها في إدارة الأزمة الحالية، قال قائد أركان الجيش، في نفس التسجيل، إن “الوطن ليس له ثمن.. هل نترك البلاد تسقط وتتدمر؟ هل قدمنا عهدا وكافحنا بلاش (بدون هدف)؟”.
ويشهد الشارع الجزائري انقساما حادا، حيث يؤيد البعض بين إجراء انتخابات رئاسية مقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل، باعتبارها المخرج الوحيد للأزمة باختيار رئيس ينفذ مطالب الإصلاح، وهو موقف تدعمه قيادة الجيش.
فيما يعارض آخرون ذلك ويطالبون بتأجيلها، بدعوى أن “الظروف غير مواتية لإجرائها في هذا التاريخ” وأنها طريقة فقط لتجديد النظام لنفسه.
والسبت الماضي، أعلن المجلس الدستوري بشكل نهائي، قبول ملفات 5 مترشحين للرئاسة من بين أكثر من 20 شخصية تقدمت بالترشح للمنصب.
اضف تعليقا