اعتبرت قبرص الرومية إقدام تركيا على إرسال سفينة تنقيب إلى منطقة منحت فيها نيقوسيا ترخيصًا للتنقيب البحري عن النفط والغاز بمثابة “بلطجة”، وانتهاك لحقوق الجزيرة السيادية.
وفي بيان شديد اللهجة، دعت رئاسة قبرص الرومية أنقرة إلى سحب أصولها من المنطقة، مؤكدة أن “هذا الاستفزاز الجديد هو مثال لتحدي تركيا للنداءات المتكررة من الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لوقف أنشطتها غير القانونية”.
وحث البيان تركيا على احترام حقوق قبرص السيادية في استكشاف واستغلال مواردها الطبيعية داخل مناطقها البحرية.
وفي السياق، استنكر وزير الدولة البريطاني لشؤون أوروبا “كريستوفر بينشر” أعمال التنقيب التركية في البحر المتوسط، جنوب جزيرة قبرص، خلال اجتماعه برئيس قبرص الرومية “نيكوس أناستاسيادس” في نيقوسيا الجمعة.
وأكد “بينشر” أن بريطانيا “تشجب” أي أعمال حفر في المياه القريبة من قبرص، مع تصاعد الخلاف بين نيقوسيا وتركيا.
وقال الوزير البريطاني: “أوضحت تماما أن بريطانيا تستنكر أي تنقيب في المياه القريبة من قبرص، وتؤيد حق قبرص في استخراج النفط والغاز في منطقتها الاقتصادية الخالصة”.
وأرسلت تركيا سفينة التنقيب إلى المياه الواقعة قبالة جنوب قبرص، حيث منحت السلطات القبرصية بالفعل حقوق تنقيب لشركات إيطالية وفرنسية.
وقال رئيس الإدارة المعنية بشرق البحر المتوسط في وزارة الخارجية التركية “جاغطاي أرجيس”، الجمعة، إن السفينة “ياووز”، ستبدأ جولة جديدة من عمليات الحفر البحرية في شرق البحر المتوسط جنوبي قبرص، الإثنين المقبل.
واعتبر “أرجيس” أن المنطقة التي ستدشن فيها “ياووز” عمليات الحفر ضمن الجرف القاري لتركيا.
ومنذ 1974، تعيش جزيرة قبرص انقساما بين شطرين؛ تركي في الشمال ورومي في الجنوب، لكن جمهورية شمال قبرص التركية، المعلنة من جانب واحد، لا تحظى باعتراف دولي ولا تعترف بها كدولة ذات سيادة سوى تركيا.
وفي المقابل، حظيت قبرص الرومية (لا تعترف بها تركيا) بعضوية الاتحاد الأوروبي، وتقول إن الشمال واقع تحت احتلال غير قانوني منذ الغزو التركي للجزيرة عام 1974.
وزادت التوترات بين الشطرين مؤخرا مع اكتشاف مكامن للغاز الطبيعي في منطقة المياه بين جزيرة قبرص و(إسرائيل).
ويتهم القبارصة الأتراك حكومة قبرص الرومية بالتصرف بشكل منفرد بدعوتها الشركات للتنقيب في المنطقة، ويقولون إنهم يريدون اقتسام أرباح أي إنتاج للغاز، فيما ترفض سلطات الأخيرة ذلك.
وبينما تثير أنشطة تركيا في شرق المتوسط ردود فعل حادة من قبل كلّ من قبرص الرومية واليونان والاتحاد الأوروبي، تقول أنقرة إنها ترفض ادعاء عدم شرعية تنقيب تركيا عن الغاز والنفط قبالة سواحل قبرص، مؤكدة أن أعمال التنقيب تلك تتم بطلب من قبرص التركية.
اضف تعليقا