في الوقت التي تتواصل فيه الردود العربية والإسلامية على المستوى الشعبي والرسمي، رفضا لقرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، في 6 ديسمبر الجاري، إعلان القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، غرد وزير الخارجية البحريني “خالد بن أحمد آل خليفة”، على صفحته الرسمية في “توتير“، قائلاً: “ليس من المفيد افتعال معركة مع الولايات المتحدة حول قضايا جانبية”، في إشارة إلى قضية القدس.
تصريح الوزير، قوبل بردود أفعال غاضبة، وخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما أن تغريدة الوزير البحريني تأتي قبل ساعات من جلسة تعقدها الأمانة العامة للأمم المتحدة، “الخميس” 21 ديسمبر، للتصويت على مشروع قرار يرفض قرار “ترامب” بشأن القدس، ويدعوه إلى التراجع عنه.
النائب البحريني “محمد العمادي”، رئيس لجنة مناصرة الشعب الفلسطيني، رد على “خالد بن أحمد”، قائلًا: “لا أعتقد معالي الوزير أنك تقصد القدس بالقضية الجانبية.. نحن معك في المعركة ضد إيران.. ولكن ليس بالتضحية بقضيتنا الرئيسية فلسطين وتهميشها”.
بينما، انتقد “داوود شهاب”، مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، تصريحات وزير الخارجية البحريني، في تصريحات صحفية، قائلًا: “هذه التصريحات نموذج للتهويد الثقافي الذي أصاب بعض العقول التي انحرفت عن إجماع الأمة”.
ويذكر أنه على مدار الأشهر الماضية، تهرول البحرين لإقامة علاقات رسمية مع (إسرائيل)، فبعد 3 أيام من قرار “ترامب” بشأن القدس، قام وفد مكون من 23 شخصا من مملكة الخليج بزيارة دولة الاحتلال، في زيارة استمرت 4 أيام.
وحسب تقرير أعدته القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي، فإن الزيارة هدفها تحقيق رسالة ملك البحرين “حمد بن عيسى آل خليفة” حول التسامح والتعايش والحوار بين الديانات المختلفة.
وبعدها بأيام، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تبرع أمير بحريني بإنتاج المنشورات المطبوعة لمعرض فني إسرائيلي، وتوزيعها في العالم على نفقته.
وقالت في تقرير نشر في 12 ديسمبر الجاري، أن الأمير “راشد بن خليفة آل خليفة” (65 عاما)، أبدى حماسا كبيرا، معبرّا عن إعجابه بمعرض رسومات فنية إسرائيلي.
بالعودة إلى بداية العلاقة بين الجانبين، فإنه في أكتوبر عام 1994، زار وفد دبلوماسي إسرائيلي برئاسة وزير البيئة “يوسي ساريد” العاصمة البحرينية المنامة، للمشاركة في المؤتمر العلمي حول القضايا البيئية؛ حيث اعتبرت الزيارة جزءًا من عملية التسوية بين الإسرائيليين والعرب.
وتتعززت العلاقات بين البلدين أكثر وأكثر، ففي سبتمبر 2005، أعلنت البحرين قرارها برفع الحظر عن البضائع الإسرائيلية، وإغلاق مكتب المقاطعة الإسرائيلية في المملكة.
وفي فبراير 2014، كشف تقرير صادر عن الجيش الإسرائيلي، عن وجود تعاون استخباراتي وثيق بين جهاز الموساد الإسرائيلي والسلطات البحرينية، وأن المنامة زودت إسرائيل بمعلومات استخباراتية عن إيران وفصائل المقاومة الفلسطينية.
ويشار إلي أنه في 6 ديسمبر الجاري، أعلن “ترامب” اعتراف بلاده بالقدس المحتلة عاصمة لـ”إسرائيل”، والاستعداد لنقل السفارة لأمريكية إليها، ومنذ ذلك الحين تشهد دول العالم تظاهرات رافضة للقرار.
والاثنين الماضي، دعا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي (تقدمت به مصر) “كل الدول إلى الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس المقدسة، تطبيقًا لقرار مجلس الأمن 478 لسنة 1980، والالتزام بقرارات مجلس الأمن، وعدم الاعتراف بأي تدابير أو إجراءات تتناقض مع هذه القرارات”، لكن الولايات المتحدة استخدمت حق “الفيتو” ضد مشروع القرار.
فيما هدّد الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب”، أمس “الأربعاء” 20 ديسمبر، بقطع المساعدات الأمريكية عن أي دولة تصوت اليوم “الخميس” 21 ديسمبر، لصالح مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين قراره باعتبار القدس عاصمة لـ”إسرائيل”.
اضف تعليقا