أظهرت تقارير أمريكية، قيام دولة الإمارات بإفشال مساع  لحل الأزمة الخليجية بين السعودية وقطر، تحت رعاية أمريكية، وذلك قبل لحظات من إتمامها.

وذلك حسب ما كشفت عنه شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، الخميس، أن الإمارات عرقلت الأسبوع الماضي، اتفاقاً بوساطة أمريكية لحل الأزمة الخليجية بين السعودية وقطر، قبل لحظات من إتمامه.

وأشارت “فوكس نيوز” إلى أن الاتفاق، كان “سيمثل انتصاراً سياسياً للرئيس دونالد ترامب قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل”، حال إتمامه.

في الوقت الذي أكدت فيه أنه “حان الوقت لأن يتحد مجلس التعاون الخليجي”، مشيرة إلى أن حل الأزمة الخليجية يصب في حماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

وقال محللون إن “الحصار المفروض منذ ثلاث سنوات على قطر من قبل الدول الخليجية يجب أن يُسقط؛ باعتبار ذلك مساراً للمنطقة للتضامن ضد التهديد المستمر من إيران”، وفق ما نقتله الشبكة الأمريكية.

وأضافت محللة الأمن القومي المخضرمة ورئيسة مؤسسة IRIS للأبحاث “ريبيكا جرانت”، في قولها: “إذا تمكن الرئيس ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو من إنهاء الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي، فسيكون ذلك انتصاراً دبلوماسياً، وواحد من الانتصارات القليلة التي يمكن الوصول إليهم قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني”.

وتبذل الكويت جهودًا للوساطة بين طرفي الأزمة الخليجية، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تحقيق اختراق يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه بين دول مجلس التعاون الخليجي الستة، وهي: قطر، السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين وسلطنة عمان.

وفي 5 يونيو/حزيران 2020 دخلت الأزمة الخليجية، عامها الرابع، والتي بدأت حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر، علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، قبل أن تفرض حصارا اقتصاديا عليها

وحسب “فوكس نيوز”، فإن دول الحصار إبان الأزمة قائمة تضم 13 مطلباً من قطر، وشملت هذه المطالب إغلاق قناة الجزيرة الفضائية، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية وتقليص العلاقات مع إيران، وهي مطالبات اعتبرها وزير الخارجية الأمريكي السابق “ريكس تيلرسون” “من الصعب جداً تلبيتها”.

واستطردت الشبكة: “كان الهدف من هذه الخطوة خنق قطر، ولكن بدلاً من ذلك دفع الدولة الخليجية الصغيرة والمهمة استراتيجياً للاعتماد على جيران آخرين مثل إيران وتركيا والهند للحصول على الغذاء والضروريات الأخرى، وكان من المتوقع التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحصار في غضون أشهر، ولكن استمر النزاع لسنوات”.

وتابعت أنه “في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حضر السيناتور من ولاية كاليفورنيا ليندسي جراهام مؤتمرا في الدوحة تحدث فيه عن التهديد الإيراني وحث دول الخليج على إصلاح خلافها مع قطر واقامة جبهة موحدة ضد طهران”.

وقال آنذاك: “ربما يجب أن نحث المنطقة على أن تتحدث مع بعضها البعض، وربما يكون أول شيء نفعله هو معرفة ما إذا كان الناس في المنطقة يمكنهم البدء في التحدث إلى إيران ومعرفة أين يأخذنا ذلك”.

وأضاف: “آمل أن تلعب المنطقة دوراً فيها، وآمل أن نطلب من الجميع أن يجلسوا إلى الطاولة”.

ونقلت الشبكة عن مصادر قولها أنه قبل نحو شهرين، “ومع قيام واشنطن بدور الوسيط، اتخذت المناقشات منعطفاً إيجابياً عندما أبدت السعودية استعداداً لقبول عناصر من الحل الذي تقوده الولايات المتحدة. ثم كلف الرئيس ترامب كبار المسؤولين في الإدارة بصياغة صفقة مقبولة لجميع الأطراف.

وأضافت المصادر أنه “بعد سلسلة من المناقشات رفيعة المستوى بين كبار القادة من السعودية وقطر والإمارات والولايات المتحدة، يبدو أن اتفاقاً لإنهاء الحصار كان قد تم التوصل إليه في الأسبوع الماضي، لكن أبوظبي، في اللحظة الأخيرة، “غيرت مسارها وطلبت من السعودية وقف دعم الاقتراح الذي تدعمه الولايات المتحدة”.

وتعليقا على إفشال الاتفاق، قالت الشبكة: “حرم التأخير الذي تسببت فيه الإمارات مؤقتاً إدارة ترامب من انتصار حاسم في السياسة الخارجية بالشرق الأوسط من شأنه أن يعزز النفوذ الأمريكي ضد إيران”.

ونقلت الشبكة عن “جوناثان واشتيل” محلل الشؤون العالمية ومدير الاتصالات السابق في بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، قوله إن “حل هذا النزاع سيفتح الطريق أمام تعاون إقليمي أفضل وسيكون انفراجة دبلوماسية مفيدة”.

وبحسب الشبكة، يرى خبراء أن دول مجلس التعاون الخليجي الموحدة ستلعب دوراً قوياً في مواجهة طهران، وهو هدف رئيسي لإدارة “ترامب” في المنطقة.