مع إعادة فتح ملف مقتل الكاتب الصحفي “جمال خاشقجي”، عبر محاكمة 20 من المتهمين السعوديين غيابيًا في محكمة اسطنبول، كشفت صحيفة تركية، الإثنين، عن تلقي “خاشقجي” تهديدات مباشرة من “سعود القحطاني”، المستشار الإعلامي لولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، تتعلق بنجله “صلاح”، قبل ستة أشهر من مقتل ” خاشقجي” في قنصلية بلاده أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وأشارت صحيفة “ديلي صباح” التركية، في مقالها تحت عنوان “أسرار جديدة في جريمة مقتل خاشقجي”، إلى أن الصحفي السعودي المغدور ارتبك بعدما رأى أن مرسل الرسالة التي وصلته على الواتساب، في أبريل/نيسان 2018، هو “القحطاني”، وجاء نصها: “إذا وصلت الكتابة والحديث بهذا الشكل، فسيفقد نجلك (صلاح) عمله في دبي”.
وأوضحت “ديلي صباح” أن الصحفي المغدور “خاشقجي”، الذي كان من المفترض أن يبلغ سن الـ60 في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وقتل في الشهر ذاته، استشاط غضبا، وقال لأحد أصدقائه المقربين: “كم هؤلاء الناس سيئون! هل يمكن أن يصبحوا أسوأ من ذلك؟”، واضطر إلى تقليل انتقاده للنظام السعودي بعد التهديد الذي تلقاه.
غير أن الإمارات، الشريك السياسي لنظام ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، ورغم تقليل “خاشقجي” لانتقادات النظام السعودي، قامت بطرد “صلاح خاشقجي” من عمله لاحقا، حسب الصحيفة التركية.
وأكملت “ديلي صباح” في تقريرها، أنه قبل شهر من تهديد “القحطاني” حدث أمر مهم في الولايات المتحدة؛ فقد زار “بن سلمان” صحيفة “واشنطن بوست” أثناء زيارته للعاصمة الأمريكية في 19 مارس/آذار 2018، والتقى بالصحفيين فيها.
لم يكن “خاشقجي” معتمدا ككاتب بالصحيفة الأمريكية بعد، لكن الصحفيين سألوا ولي العهد السعودي بعض الأسئلة المهمة حول حرب اليمن، ليجيب عنها وكأنه غير ملم بالأمر، وعند خروجه قال إن هذه الأسئلة “لا يمكن أن توجه إلا من خلال معلومات قدمها شخص من الداخل” في إشارة إلى “خاشقجي”.
وكانت السلطات التركية قد بدأت الجمعة، محاكمة غيابية لـ 20 شخصًا من قتلة “خاشقجي”.
حيث تم إعداد لائحة الاتهام بحق 20 متهما بجريمة قتل “خاشقجي”، التي تتكون من 117 صفحة، من قبل وكلاء النيابة العامة بإسطنبول، والانتهاء منها في 24 مارس/آذار 2020، وتؤكد أن جريمة قتل الصحفي السعودي والتخلص من جثته تما بإصرار وبشكل وحشي.
وحسب اللائحة المقدمة لمحكمة العقوبات المشددة 11 بإسطنبول، فإن العميد “منصور عثمان أبو حسين” هو العقل المدبر لفريق اغتيال “خاشقجي”، وقام بتقسيمه لثلاث مجموعات؛ الأولى استخباراتية والثانية للدعم اللوجستي والثالثة للتفاوض.
وتولت المجموعة الاستخباراتية جمع المعلومات اللازمة للعملية الوحشية، فيما كان فريق “اللوجستيات” المعني بإدخال الأدوات اللازمة، بما فيها منشار تقطيع الجثة والتخلص منها.
أما فريق التفاوض، فمهمته تمثلت في محاولة إقناع “خاشقجي” بالعودة إلى الرياض من القنصلية العامة في إسطنبول، وقتله على الفور في حال عدم التمكن من ذلك.
وأكدت “ديلي صباح” أهمية محاكمة جميع المشتبه بهم غيابيا في إسطنبول؛ لأن المحاكمة التي جرت في السعودية، وانتهت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لم تكن سوى “شبه مسرحية لم يقتنع بها العالم”، خاصة بعد تبرئة “القحطاني”، الذي يعمل تحت إمرة “بن سلمان”، ويطبق كافة تعليماته، بزعم عدم وجود أدلة كافية لإدانته بالجريمة.
ونوهت الصحيفة التركية إلى أن رئيس هيئة الاستخبارات التركية، “هاكان فيدان”، استقبل، في وقت سابق، وفدا من استخبارات دولة أخرى في أنقرة، وقام بوضع كافة تسجيلات الجريمة أمامهم لإيصال رسالة عن وحشية وحجم الجريمة.
اقرأ أيضًا: تركيا تقتص لـ “خاشقجي” .. بدء محاكمة 20 متهماً سعوديًا بقتل الصحفي المغدور
اضف تعليقا