أطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رؤية 2030 لتقدم المملكة في عام 2016 ووعد بنقلة نوعية في تاريخ الدولة السعودية ستجعلها في مصاف الدول المتقدمة عالمياً.

لكن على أرض الواقع حدث العكس تمامًا فالمملكة الغنية بالنفط باتت تشهد عجز في الموازنة العامة وقد يمتد ذلك لسنوات علاوة عن ارتفاع حاد في معدلات الفقر والبطالة والتضخم.

يضاف إلى ذلك أن المملكة تم تفريغها تمامًا من النخبة المثقفة في جميع المجالات وتلك هي القدرات التي يمكنها إنقاذ السعودية من أزمتها الحالية الاقتصادية والاجتماعية.

كل ذلك كان مقدمة لفشل رؤية ولي العهد كما توقعت صحف غربية وعدد من الأصوات المعارضة السعودية في الخارج وذلك يأتي قبل 6 سنوات كاملة من رؤية ولي العهد.

فشل الرؤية 

توقعت المعارضة السعودية فشل الرؤية منذ أكثر من سنتين لتأتي وكالة بلومبيرغ الأمريكية لتكشف بعض المؤشرات التي تؤكد حقيقة رؤية المعارضة التي تنبأت بفشل ولي العهد.

كشفت الوكالة الأمريكية أن الحكومة السعودية باتت تعيد التفكير في مشاريع ولي العهد وذلك بعد تأكدها التام من فشلها بعد أن كبدت المملكة خسائر فادحة وعلى رأسها مشروع نيوم.

نيوم على الرغم من ضخامته كمشروع إلا أنه لم يكن الوحيد بيد أن ولي العهد أهدر أموال المملكة في مشاريع الخيال العلمي وألعاب الفيديو علاوة عن استثمارات أخرى خاسرة.

ضربت الوكالة مثالاً بشركة لوسيد للسيارات الكهربائية التي تعاني في سوق العمل لمدة سنوات وأكدت أنها حصلت على دعم 1 مليار دولار من السعودية على الرغم من إقترابها من الإفلاس وذلك بعد حصولها على 5.4 مليار دولار من قبل ثم تبخرت أموال المملكة.

عقلية الفرد الواحد 

شركة لوسيد مثال حي على عقلية ولي العهد الذي يضخ أمواله في مشاريع خاسرة ثم تخسر ثم يضخ الأموال ثم تخسر حتى تتبخر الأموال لكنه ليس الوحيد ولن يكون الأخير طبقًا للتوقعات.

على سبيل المثال مشروع نيوم الذي تم الإعلان عنه في البداية ليكون مدينة مستقبلية تستعد لاستيعاب 1.5 مليون ساكن بحلول 2030، تشير التوقعات إلى أن أقل من 300 ألف فرد قد يسكنون المدينة المتوقعة في الإطار الزمني نفسه.

كما كشفت بلومبيرغ أن مشروع ذا لاين الذي يقع في قلب مدينة نيوم الذي يهدف إلى أن يمتد لمسافة 170 كيلومترًا على طول ساحل البحر الأحمر، تشير التوقعات إلى أنه سيتم الانتهاء من جزء فقط -2.4 كيلومتر فقط- بحلول 2030.

الخلاصة أن توقعات ولي العهد لم تكن في محالها جميعاً وهو ما يدل على عقلية الفرد الواحد المستبد الذي لا يعترف بالخبراء ثم يهدر الأموال يميناً ويساراً حتى أوقع المملكة الغنية بالنفط في مصيدة الديون.

اقرأ أيضًا : وسط سعي بن سلمان الحثيث.. الشعب السعودي يرفض التطبيع