بدأ الاحتلال الإسرائيلي عصر يوم الجمعة الماضية عدواناً غاشماً على قطاع غزة راح ضحيته أكثر من 46 فلسطيني من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وأصيب العشرات بجروح خطيرة.
كما تمكن الاحتلال من اغتيال قائدين من أهم قادة الجهاد الإسلامي الذراع السياسي لحركة سرايا القدس وهما تيسير الجعبري وخالد ومنصور، وتسبب العدوان الذي استمر ثلاثة أيام تقريباً في انقطاع الكهرباء عن القطاع كما تضرر عدد كبير من المنازل.
فيما ردت حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة، غير أنها لم توقع أضرار كبيرة على الاحتلال، قبل أن يتوقف العدوان بعد الوصول لهدنة بوساطة مصرية.
وكعادة دولة الاحتلال في كل اعتداء غاشم على القطاع، تتخذ من الدفاع عن النفس ذريعة لقطع الاطفال والنساء وتدمير المنشآت والمباني، لكن هذه المرة كانت مختلفة كلياً بيد أن المقاومة لم تطلق صاروخاً ولم تهدد الكيان المغتصب.. فلماذا الإعتداء إذاً؟ وهل سيعود هذا العدوان الغاشم على حكومة الاحتلال بالنفع؟!.
التخبط عنوان المرحلة
حاول موقع ميدل إيست آي البريطاني في تقرير الوقوف على دوافع الاحتلال الإسرائيلي لشن عدوانه على قطاع غزة، بيد أن المقاومة الفلسطينية لم تصدر رد فعل عنيف يقتضي العدوان.
وبالرجوع للوراء قليلاً فإن المشادات الشفهية بدأت مع اعتقال حكومة الاحتلال للقيادي في حركة الجهاد بسام السعدي، ورغم أنه ذو مكانة كبيرة في الحركة إلا أنها لم تكن المرة الأولى فقد اعتقل 4 مرات قبل الاعتقال الأخير.
لذلك فحتى لو حذرت الحركة من اعتقاله فهذا لا يعني أنها ستقوم برد فعل عدواني تجاه دولة الاحتلال، علاوة على ذلك فقد أثبت تقارير أن السعدي ليس له تأثير خارج حدود منطقة جنين، وإن اعتبره أعضاء الحركة عضواً ذو مكانة فإنه ليس كذلك على المستوى الحركى.
وعلى الرغم من عدم وجود تهديد فعلي إلا أن إسرائيل قرر تقييد الحركة حول التجمعات السكانية الإسرائيلية المحاذية للحدود بين غزة وإسرائيل وهي المعروفة بمنطقة غلاف غزة، وهي احترازات تفرضها دولة الاحتلال في وقت الحرب فقط، ثم قررت الهجوم دون مقدمات في يوم الجمعة الماضية.
الغرض من الحرب
أشارت تقارير عديدة أن الغرض الحقيقي وراء الحرب يعود للانتخابات المزمع إقامتها بعد أقل من شهرين في دولة الاحتلال، حيث يحاول يائير لابيد كسب ولاء اليمينيين المتطرفين.
بيد أن لابيد لم يكن رجل حرب يوماً وخدم في صحيفة تابعة للجيش طول فترة خدمته العسكرية حسث كان يعمل صحفياً ولذلك يريد أن يثبت أنه مع أحلام اليمينيين في التنكيل بأهل غزة.
علاوة على ذلك فإن لابيد يحاول أن ينفي من على عاتقه تهمة التسامح مع الفلسطينيين التي اتهمه بها نتنياهو قبيل الانتخابات فحاول بفعلته هذه كسب الأصوات أمام نظيره المحتمل نتنياهو.
الخلاصة أن تلك الحرب تأتي دون مقدمات وتسعى دولة الاحتلال لعدم اطالة أمد الحرب من أجل الانتخابات الداخلية التي يسعى بها لابيد لكسب أصوات من أحزاب اليمين على حساب نتنياهو.
اقرأ أيضاً : لصالح الصهاينة.. كيف تعمل الإمارات على طمس الهوية الفلسطينية؟
اضف تعليقا