أعلنت دولة قطر انسحابها من عضوية منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” اعتبارًا من يناير المُقبل.

وقال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، “سعد بن شريده الكعبي”، “الاثنين” 3 ديسمبر، إن “هذا القرار يعكس رغبة دولة قطر بتركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي، وعلى تنفيذ الخطط التي تم إعلانها مؤخرًا لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المُسال من 77 إلى 110 مليون طن سنويًا”.

وأضاف -خلال مؤتمر صحفي-: “عكفت دولة قطر خلال السنوات الماضية على وضع ملامح استراتيجية مستقبلية ترتكز على النمو والتوسع في قطر وخارج قطر”.

وفي 5 يوليو 2017، أعلنت قطر، أكبر مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، عزمها على زيادة إنتاجها من الغاز في حقل الشمال بنسبة 30% من 77 إلى 100 مليون طن سنويا في خضم أزمة مع جيرانها الخليجيين.

وكانت السعودية ومعها الإمارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو 2017، بعدما اتّهمت الإمارة بدعم تنظيمات متطرفة في الشرق الأوسط، وهو ما نفته الدوحة مرارا.

وتعد قطر التي تبلغ مساحتها 11 ألفا و600 كلم مربع المنتج والمصدر العالمي الأول للغاز الطبيعي المسال.

وقد ساهمت الأرباح التي حصدتها الإمارة من قطاع الغاز في جعلها إحدى أغنى دول العالم وتمكنت من الفوز باستضافة كأس العالم المقبلة لكرة القدم في العام 2022.

ومن المُقرر أن يجتمع دول أعضاء في “أوبك” مع دول حلفاء من خارجها، بينهم روسيا، في فيينا بالنمسا، يوميّ 6 و7 ديسمبر الجاري، بهدف الوصول إلى اتفاق مُحتمل حول خفض إنتاج المنظمة من النفط، لكبح فائض الإنتاج الذي دفع أسعار النفط للهبوط بمقدار الثلث منذ أكتوبر الماضي.

وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 25 في المائة منذ صعودها إلى أعلى مستوى في أربع سنوات في أوائل أكتوبر الماضي، وسط تصاعد المخاوف من زيادة المعروض والمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي، بحسب “سي بي إس” الأمريكية.

والشهر الماضي، شكر الرئيس الأمريكي دونالد للسعودية، أكبر منتج في “أوبك”، لمساهمتها في خفض أسعار النفط، داعيا إلى مزيد من الانخفاض في الأسعار.

وغرّد “ترامب” عبر “تويتر”: “أسعار النفط تنخفض، عظيم!.. مثل تراجع كبير في الضرائب بأمريكا والعالم، استمتعوا بسعر 54 دولارا للبرميل بعدما كان 82 دولارا. شكرا للسعودية، لكن دعونا نخفضها أكثر”.

ومنظمة “أوبك” تضم بعض البلدان المُصدرة للنفط في العالم ويبلغ عدد أعضائها 15 عضوًا بما فيهم قطر، بحسب الموقع الالكتروني الرسمي للمنظمة.

وتأسست المنظمة في عام 1960 بالعاصمة العراقية بغداد، من خلال 5 دول هي “العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا”.

وارتفع عدد أعضائها فيما بعد بانضمام قطر ثم إندونيسيا وليبيا والإمارات العربية المتحدة والجزائر ونيجيريا والجابون والإكوادور وأنجولا وغينيا الاستوائية والكونغو.

وفي 1992 قررت الإكوادور الانسحاب ثم عادت وانضمت للمنظمة في عام 2007، كما انسحبت إندونيسيا في عام 2009 ثم عادت للمنظمة في يناير 2016 قبل تعلق عضويتها مرة أخرى في نوفمبر من نفس العام.

وانسحبت الجابون في عام 1995 وعادت وانضمت مرة أخرى في عام 2016.

وتتحكم منظمة “أوبك” في إنتاج دولها من النفط اليومي، وهو ما يعني أنها تتحكم في أسعار النفط العالمية، كونها تضم أعضاءً يمثلون أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم.