يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء 16 يونيو/ حزيران 2021 فلاديمير بوتين في قمة بجنيف تهدف إلى تخفيف حدة الخلافات بين البلدين، ورغم أن القضايا الإقليمية ليست على جدول الأعمال، من المتوقع أن يتطرق الرئيسان إلى المساعدات الإنسانية في سوريا وملف إيران النووي.
صحيفة “لوريان لو جور” الناطقة بالفرنسة سلطت الضوء على اللقاء الأول الذي يجمع بين الرئيسين منذ نحو خمسة أشهر على تولي الرئيس الأمريكي السلطة.
وقالت الصحيفة: الاجتماع سيكون يكون بمثابة اختبار لفلاديمير بوتين وجو بايدن، فبينما العلاقات بين واشنطن وموسكو في أدنى مستوياتها على الإطلاق، من المقرر أن يجتمع الرئيسان في جنيف للمرة الأولى منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون ثاني الماضي.
وأوضحت أن جدول أعمال المحادثات سيركز على الاستقرار النووي أو تغير المناخ أو الأمن السيبراني، لكن الزعيمان سيتطرقان أيضا إلى بعض القضايا الإقليمية.
وتابعت “ينما تواصل واشنطن سياسة فك الارتباط عن الشرق الأوسط التي بدأت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، اكتسبت موسكو نفوذًا في السنوات الأخيرة في مختلف المجالات – مثل سوريا وليبيا – وتحافظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ومعظم دول المنطقة”.
وتقول آنا بورشيفسكايا، الباحثة في معهد واشنطن: “إن التحديات كبيرة جدًا لأنه من الواضح أن إدارة بايدن قد غيرت أولوياتها، فقد خففت تركيزها على الشرق الأوسط لصالح الصين”، فيما يرى بول سالم، مدير معهد الشرق الأوسط أنه “لا ينبغي أن نتوقع اختراقات هائلة لهذا الاجتماع الأول”.
وبهذا المعنى، تكتب “لوريان لو جور”، فإن أحد أهداف موسكو وواشنطن هو أولاً وقبل كل شيء ضمان بعض الاستقرار في علاقاتهما على خلفية اعتبارات عسكرية وأمنية.
وذكرت أنه في الملف السوري، يجب على جو بايدن وفلاديمير بوتين التركيز على إيصال المساعدات الإنسانية إلى إدلب، آخر منطقة في شمال غرب البلاد لا تزال خارجة عن سيطرة نظام بشار الأسد حيث يوجد أكثر من ثلاثة مليون سوري، ثلثاهم من النازحين.
كما أنه قد يتم إغلاق آخر ممر إنساني للأمم المتحدة بهذا البلد، وهو معبر باب الهوى الواقع على الحدود التركية، اعتبارًا من 10 يوليو/ تموز المقبل في حالة استخدام روسيا حق النقض في مجلس الأمن الدولي، كذلك من المقرر إعادة تقييم قرار الأمم المتحدة، الذي يسمح بإيصال المساعدات عبر هذا المعبر، قريبًا.
هذا الموعد، تواصل الصحيفة، يثير المخاوف، لا سيما من جانب المنظمات غير الحكومية التي تواصل دق ناقوس الخطر بشأن العواقب المأساوية التي قد ينطوي عليها إغلاق باب الهوى على السكان.
ففي مارس/ أذار الماضي، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس على أن منع المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى من شأنه أن يوقف إيصال الغذاء والدواء واللقاحات.
خطاب حازم
وأشارت إلى أنه في السنوات الأخيرة، استخدمت موسكو وبكين حق النقض بشكل منهجي ضد إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مما أدى إلى إغلاق ثلاثة من أصل أربعة معابر حدودية، فالكرملين حليف دمشق إلى جانب طهران، يقول إن المساعدات الإنسانية يجب أن تمر مباشرة من خلال نظام بشار الأسد، بدعوى احترام السيادة السورية.
وكانا رئيسا لجنتي العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ولجنتي الشؤون الخارجية بمجلس النواب نددا في رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكين في وقت سابق من هذا الشهر بهذا الأمر.
وقالا إن “الحملة الروسية لإنهاء تسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود هي جزء من جهد أكبر للحفاظ على الوصول إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وتشجيع المجتمع الدولي على إعادة تأهيل نظام الأسد وفتح الباب أمام تمويل إعادة الإعمار الذي سيعزز قوة روسيا ويؤمن دعائمها الاستراتيجية”.
ونوهت الصحيفة بأنه إذا كان بايدن أظهر بوضوح في الأيام الأخيرة رغبته في تبني خطاب حازم تجاه موسكو – وبالتالي وجهة نظر معاكسة لسلفه الذي كان على صلة وثيقة بالرئيس الروسي – فإن مستأجر البيت الأبيض قد تكون المساحة أمامه للمناورة محدودة على المستوى الدبلوماسي.
وتوضح آنا بورشيفسكايا “الملف السوري سيكون اختبارا حاسما لإدارة بايدن، التي أعلنت أن حقوق الإنسان والديمقراطية أولوية”، مضيفة “وفقا للتكهنات المختلفة، يمكن أن يطلب بوتين تخفيف العقوبات ضد نظام الأسد مقابل السماح بمرور المزيد من المساعدات عبر الحدود”.
دعم موسكو
وبحسب الصحيفة يجب على الزعيمين أيضا التطرق للقضية النووية الإيرانية، فمنذ بداية العام، انخرط المسؤولون الأمريكيون في محادثات مع نظرائهم الإيرانيين بهدف إحياء اتفاقية عام 2015، التي ضمت بشكل خاص موسكو وانسحب منها دونالد ترامب بشكل أحادي الجانب عام 2018.
وبينما تأمل واشنطن لاحقًا في توسيع نطاق اتفاقية عام 2015، لتشمل صواريخ طهران الباليستية وأنشطة إيران بالمنطقة، من المتوقع أن يسعى جو بايدن للحصول على دعم موسكو في هذا الشأن.
وتلفت “لوريان لو جور” النظر إلى أن اجتماع اليوم يأتي بعد أيام فقط من نشر صحيفة “الواشنطن بوست” معلومات تفيد بأن روسيا تستعد لتزويد إيران بقمر صناعي متطور لتعزيز قدرات الجمهورية الإسلامية في مجال التجسس.
القمر الصناعي الروسي يُطلق عليه (كانوبوس-في Kanopus-V)، مزود بكاميرا عالية الدقة يمكن أن تساعد طهران في المراقبة المستمرة للمنشآت ومن بينها الأهداف العسكرية المحتملة بجميع أنحاء المنطقة وخارجها، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وإقليميين – سابقين وحاليين – على دراية بتفاصيل الاتفاقية التي تم التفاوض عليها منذ 2018.
وعلى الرغم من نفي الرئيس الروسي هذه المعلومات في اليوم التالي، واصفا إياها بـ “الهراء”، إثبات ذلك سيساهم في زيادة تدهور العلاقة بين واشنطن وموسكو.
وذكرت الصحيفة أيضا أن النفوذ الروسي في ليبيا أو انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/ أيلول المقبل، والذي شجبته موسكو، يمكن أن يكون على جدول الأعمال.
ويأتي اجتماع اليوم في أعقاب قمة “الناتو” التي عقدت الاثنين في بروكسل وتناولت القضايا الإنسانية في سوريا وليبيا، وصفقة صواريخ S-400 الروسية إلى تركيا
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا