في محاولة لضمان سريان هدنة دائمة في شمال غرب سوريا، يجتمع زعماء تركيا وروسيا وإيران، الإثنين، لبحث مسألة الهدنة وإيقاف إطلاق النار بشكل مستمر، وتأتي أهمية الهدنة عقب هجمات للنظام السوري تهدد بتعميق الاضطرابات الإقليمية وخروج موجة مهاجرين جديدة باتجاه تركيا.

وستركز قمة أنقرة على محافظة إدلب آخر معقل متبق في أيدي قوات المعارضة السورية الساعية للإطاحة برأس النظام السوري “بشار الأسد”.

ويؤيد الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” والرئيس الإيراني “حسن روحاني”، “الأسد” في وجه المعارضة بينما يدعم الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وكذلك الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية فصائل معارضة مختلفة.

واستردت قوات النظام، مدعومة بغطاء جوي روسي، معظم الأراضي التي فقدتها في الحرب الدائرة منذ 8 أعوام.

وفي الشهور الأخيرة، هاجمت قوات “الأسد” محافظة إدلب حيث يتحصن مقاتلون سوريون وأجانب بجانب فصائل أخرى أكثر اعتدالا.

وفي إطار اتفاق مع موسكو وطهران قبل عامين، أقامت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في شمال غرب سوريا بهدف الحد من القتال بين النظام السوري وقوات المعارضة. وتعرضت النقاط العسكرية التركية لإطلاق نار مؤخرا نتيجة هجوم النظام السوري في المنطقة.

وفي مقابلة مع “رويترز” الجمعة، حذر “أردوغان” من أن أي هجوم لقوات النظام السوري على نقاط المراقبة التركية سيستدعي ردا من القوات التركية الأمر الذي يهدد بمواجهة مباشرة بين أنقرة ودمشق.

وقال “أردوغان”: “في اللحظة التي يتلاعب فيها النظام بنقاط المراقبة، إذا وقع أي هجوم، فإن الأمور ستأخذ منحى مختلفا تماما. لن نكبح تصرفاتنا مثلما نحن الآن. سوف نتخذ أي خطوات ضرورية”.

وكان “أردوغان” و”بوتين” اتفقا في محادثات بموسكو في أغسطس آب على “تطبيع” الموقف في المنطقة بعدما طوقت قوات النظام السوري معارضين وموقعا تركيا في خطوة قالت أنقرة إنها هددت أمنها القومي.

وعلى الرغم من وجود علاقة وثيقة بين “بوتين” و”أردوغان” بشأن مجموعة من القضايا ومنها الطاقة والتعاون الدفاع، إلا أن الهجمات الأخيرة للنظام السوري أثارت توترا في العلاقات بين أنقرة وموسكو.

موجة هجرة محتملة

أثار القتال في شمال غرب سوريا أيضا مخاطر تدفق موجة جديدة من المهاجرين إلى تركيا التي تستضيف حاليا نحو 3.6 ملايين لاجئ سوري.

وقالت الأمم المتحدة إن ما يربو على نصف مليون شخص نزحوا منذ أواخر أبريل/نيسان وإن معظمهم توغل إلى مسافة أعمق داخل معقل المعارضة وقرب الحدود.

وقال “أردوغان” إنه ليس بوسع بلاده التعامل مع مثل هذا التدفق للمهاجرين، وكان قد هدد “بفتح الأبواب” أمام المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تحصل أنقرة على مزيد من الدعم الدولي.

وكرر “أردوغان”، الجمعة، هذا التهديد وقال إن قمة يوم الإثنين تستهدف وقف تدفق المهاجرين من إدلب وتثبيت وقف لإطلاق النار لمنع سقوط مزيد من الضحايا من المدنيين.

وقال “أردوغان”: “ما نتوقعه هنا، ليس وقف إطلاق نار  لمدة قصيرة. أولا (نتوقع) وقف الهجرة هنا… ثانيا ضمان وقف إطلاق النار هنا. وثالثا السيطرة بجدية على المنظمات الإرهابية”.

وأضاف: “لا يمكن أن تستقبل تركيا، التي تستضيف حاليا 3.6 مليون لاجئ، ملايين (أخرى) من الناس الذين سيصلون من هناك… لا نستطيع تحمل ذلك”.

ومُني حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة “أردوغان” بخسائر مفاجئة في انتخابات محلية هذا العام، وكان ضيق الأتراك من اللاجئين السوريين أحد أسباب ذلك.

وقال “أردوغان” إن مليون لاجئ يمكن أن يعودوا إلى “منطقة آمنة” في شمال شرق سوريا تسعى تركيا إلى إقامتها بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وقال موظفو إغاثة وسكان إن القوات الحكومية السورية قصفت ريف إدلب الجنوبي، الأحد، حيث أوقفت هدنة هجوما عنيفا للجيش قبل أسبوعين.

وتأتي القمة كذلك بعدما شنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجمات بطائرات مسيرة على منشأتين تابعتين لشركة أرامكو السعودية للنفط يوم السبت.

واتهمت واشنطن لاحقا إيران بالمسؤولية عن هذا الهجوم بينما نفت طهران ذلك قائلة إنها اتهامات “فارغة”.

ومن المتوقع أن يعقد “أردوغان” و”بوتين” و”روحاني” محادثات ثنائية، الإثنين، قبل إجراء محادثات ثلاثية بشأن التطورات في إدلب، وسيعقد الزعماء الثلاثة بعدها مؤتمرا صحفيا مشتركا.