العدسة – ربى الطاهر
يقول شاعر العرب الأكبر “قد صدق الورد في الذي زعما”، وقد صدق ” أبو الطيب المتنبي” في تشبيهه، فهذا الكائن الرقيق ذو الألوان المختلفة يحمل- عن حق لا ادعاء- ما يوشي به من جمال ونعومة وإطلالة تفاؤل وحب وخير دائمة.
والأمر لا يتعلق فقط بالإطلالة المميزة والرائحة الحلوة فوق الشجر أو بالزهريات الأنيقة ولكن في استخدامات أخرى تستلهم من هذا الجمال.
فقديمًا، اشتهر الفينيقيون (الحضارة القديمة بمنطقة الشام) قبل غيرهم بتقطير الورد وعصره ليحصلوا منه على “ماء الورد”، هذا السائل الوردي الجميل متعدد الاستخدامات والفوائد سواء للبشرة أو للقلب والصدر وراحة المعدة.
ومن المعروف أنه يتمّ تقطير بتلات الورود الجافة عدة أيام من أجل الحصول على سائلٍ صافٍ يتمُّ فصله عن الزّيت فيخرج بلونٍ ورديٍّ شفّافٍ ورائحة جميلة منعشة ومعها استحق لقب “صديق الجمال للمرأة”.
ومن فوائده للبشرة: التنظيف والتطهير وعلاج التهابات الجلد والتّخلُّص من التّجاعيد والخطوط الدّقيقة، وذلك لأنه يحتوي على خصائص مضادّة للالتهابات، تعمل على تخفيف احمرار البشرة وتهيّجها، وخصائص مرطّبة للبشرة تمنحها النّعومة، لذا ينصح باستخدامه كـ”قناع” للوجه على الأقل مرتين أسبوعياً مع خلطه باللبن الرائب والعسل الأبيض حتى يعطي النتيجة الأفضل المرجوة.
ومن البشرة للقلب مباشرة، فيحمل “ماء الورد” فوائد عدة للجهاز التنفسي وقد اشتهر قديماً باستخدامه كصفة طبية من أجل تخفيف أزمات التنفس عبر تدليك الصدر بها عند الشعور بضيق في حركة الشهيق والزفير ولذا ينصح أطباء الأمراض الصدرية بتناوله يومياً حيث يعمل على تنشيط الدورة الدموية، ويُسرع الدم في الشرايين، وبالتالي يحمي من الأزمات والجلطات القلبية، اما فوائده للجهاز الهضمي فهي أيضاً متعددة حيث ينظّم عمل الجهاز الهضمي، ويخلّص الجسم من حالات الإمساك المزمنة، وأيضاً يعمل على طرد الغازات من الأمعاء.
يستخدم أيضًا لإعطاء مظهر أجمل للشعر، وذلك عبر رشّ ماء الورد على فروة الرأس والتدليك لمدة عشر دقائق، مع الحرص على أن يكون الشعر نظيفًا قبل الشروع بهذه العملية ثم يترك ليجف طبيعيًا، كما يمكن طحن بتلات الورد المجففة وإضافتها لخليط الحناء ووضعها على الشعر فهي تمنح الشعر القوة من الجذور، وتقوم بتنعيمه وتعطيره وتساعد على تقوية فروة الرأس وتعزّز نموّ الشعر بتحفيز بصيلاته على الإفراز الطبيعي لمادّة البروتين المغذي للشعر، وبالتالي زيادة طوله كما يزيل القشرة ويعالج بعض مشاكل فروة الرأس، من جفاف وحكّه وتحسّس، كما يعتبر ملطفا وبلسما طبيعيا
ليس هذا فقط بل وذهبت بعض الأبحاث الحديثة للإشارة إلى دوره في تخفيف الوزن بشرب كوب منه يومياً، وكذلك طرحه كوصفة تجميلية طبيعية من أجل تكبير حجم الثدي عند السيدات عبر التدليك الخارجي، كما يستخدم كإضافة طيبة على كثير من الأكلات وبشكل خاص الحلويات.
وينصح بتناول القليل من “ماء الورد” على الريق أو عبر خلطه بالمياه والريحان للحصول على كل النتائج السابقة.
ويمكنك الحصول على “ماء الورد” عبر طريقتين: إما بالتحضير الطبيعي في المنزل وذلك من خلال جمع كميّةٍ كبيرة من بتلات الورد الطازجة ووضعها في وعاء، وإضافة الماء المقطّر إليها، ثمّ إغلاق الوعاء جيّداً ووضعه تحت أشعة الشمس لفترةٍ زمنيّة معيّنة، أو التحضير الاصطناعي: وهو ماء الورد الذي يتمّ بيعه في المحال التجاريّة، وهو يعتبر اصطناعيًّا بسبب إضافة المواد الكيميائيّة والمواد الحافظة إليه.
يحتوي ماء الورد على فيتامينات مثل: (D ،C ، E ، B، A) ويحتوي أيضاً على مواد مضادّة للأكسدة كمركّب الفلافونويد، وله خاصيّة جيدة في تعديل المزاج وتخفيف الاكتئاب، وكذلك في العلاج من التوتّر العصبي.
اضف تعليقا