مع اقتراب انتهاء السلطات التركية من التحقيق في قضية اختفاء أثر الصحفي “جمال خاشقجي”، غادر القنصل السعودي في إسطنبول، “محمد العتيبي”، مساء “الثلاثاء” 16 أكتوبر، أنقرة متوجها إلى بلاده.
وغادر “العتيبي”، تركيا في تمام الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي التركي بطائرة ركاب متوجها إلى السعودية، وفق ما أوردت وكالة “الأناضول”.
ويأتي ذلك قبيل ساعات من تفتيش مقر إقامته في نطاق التحقيقات التي تجريها تركيا في اختفاء “خاشقجي”، الذي بدأ مساء “الثلاثاء”.
ولم يعرف سبب مغادرة القنصل السعودي الذي رفض تفتيش منزله منذ الإعلان رسميًا عن اختفاء “خاشقجي”، بعد دخوله مقر القنصلية السعودية في إسطنبول 2 أكتوبر الجاري.
وفي هذا الصدد، نقلت قناة “الجزيرة” الفضائية، عن مصدر بمكتب المدعي العام التركي (لم تسمه)، قوله: “لدينا مؤشرات على وجود أدلة تتعلق بـ”خاشقجي” في بيت القنصل السعودي في تركيا.
وفي وقت سابق من اليوم، قال وزير الخارجية التركي “مولود جاويش”، إن النيابة العامة التركية قد تلجأ لأخذ إفادات أشخاص في القنصلية السعودية في إطار التحقيقات بقضية اختفاء “خاشقجي”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده “أوغلو”، مع نائب رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية.
البورصة تواصل الانهيار
وتأثرا بتطورات أزمة “خاشقجي”، استأنفت البورصة السعودية موجة الخسائر، “الثلاثاء”، على الرغم من التقاطها أنفاسها قليلاً أمس “الاثنين”.
وهبط مؤشر الأسهم السعودية بأكثر من 2% في بداية تداولات اليوم، فاقدًا أكثر من 300 نقطة من قيمته، ليلامس مستويات الـ7270 نقطة.
ويتزامن تراجع البورصة مع وصول وزير الخارجية الأمريكي، “مايك بومبيو”، “اليوم”، إلى الرياض للاجتماع مع العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبد العزيز”، وولي عهده الأمير “محمد بن سلمان”، لبحث قضية “خاشقجي”.
وكان لافتا لحظة استقبال ولي العهد السعودي، لوزير الخارجية الأمريكية، ظهور حارس “محمد بن سلمان”، الشخصي “محمد سعد الزهراني”، والذي يعتبر أحد عناصر “فرقة الاغتيالات السعودية”، المتهمة بتعذيب وقتل “خاشقجي” داخل القنصلية.
وتأتي زيارة “بومبيو” بعد ورود تقارير في وسائل إعلام أميركيّة حول اعتزام السعودية الإقرار بمقتل “خاشقجي” خلال استجواب جرى بشكل خاطئ.
وقالت شبكة “سي إن إن” نقلاً عن مصدرين (لم تسمهما)، أن الرياض تعد تقريرًا يفيد بأن “خاشقجي” قتل خلال استجواب جرى بشكل خاطئ بنية خطفه.
ضغوط دولية
واستمرارا للضغط الدولي على السلطات السعودية، طالبت كندا، الرياض بتحقيقات “شفافة وشاملة” في قضية “خاشقجي”، وبمحاسبة المتورطين فيها.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية الكندية “كريستيا فريلاند”، اليوم، ردا على أسئلة صحفيين في برلمان بلادها.
وقالت “فريلاند”: “هذا الوضع خطير جدا.. بحثت هذا الوضع مع وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير”، ونقلت إليه أننا نريد رؤية تحقيقات شفافة وشاملة في هذا الخصوص”.
ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء الكندي، “جاستن ترودو”، عن “قلق” بلاده البالغ حيال حادثة اختفاء “خاشقجي”.
وأضاف، في تصريحات صحفية أدلى بها بالعاصمة تورونتو، أن بلاده تشعر بقلق بالغ من التقارير الواردة حول مقتل “خاشقجي”، وتعمل عن كثب مع شركائها لدى المجتمع الدولي في هذا الخصوص.
اضف تعليقا