كتب – هادي أحمد

طالب الكاتب بيني أفني، بصحيفة “نيويورك بوست” الرئيس الأمريكي بتقديم الدعم اللازم لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لعدة أسباب، معتبرًا أنَّ التخوف من أن يصبح ولي العهد بمثابة “شاه إيران جديد” ترجيح في غير محله.

وقال الكاتب في مقال بعنوان “ما الذي يجب على واشنطن القيام به تجاه المملكة”، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (الملك المنتظر) رمي بالعديد من أوراق اللعب إلى الطاولة على مدى اليومين الماضيين في رهان نادر للقضاء على جميع أعدائه.

وذكر الكاتب أنَّ ولي العهد (32 عامًا) والذي يلقب ب(MBS)، قام يوم الأحد بإزاحة المنافسين الداخليين الرئيسيين، من كبار أصحاب النفوذ بالمملكة ووضعهم تحت الإقامة الجبرية في فندق ريتز كارليتون بالرياض، ووجّه لهم تهمًا بالفساد.

وأشار الكاتب أنه في اليوم التالي الاثنين، اتهم ولي العهد، إيران بالضلوع في تزويد الميليشيات الحوثية بالصواريخ التي أطلقت على مدينة الرياض، قائلًا إن هذه الخطوة تعد عدوانًا عسكريًا ومباشرًا… وقد يرقى إلى اعتباره عملًا من أعمال الحرب ضد المملكة” .

ويعد الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال أحد أبرز المعتقلين، ومعه قائد الحرس الملكي الأمير متعب بن عبدالله، وعدد من وزراء الحكومة وكبار رجال الأعمال، مشيرًا إلى أنّ شخصًا ينظر إلى هذه الإجراءات سيعرف على الفور أنَّ هذا انتزاع للسلطة وتوطيد للحكم ولكن بخُطي سريعة وبشكل غير مسبوق.

 

Image result for ‫الوليد بن طلال‬‎

” الوليد بن طلال “

ولفت الكاتب إلى أنه من الواضح أنَّ الوضع العام أصبح متوترًا بشكل سواء في المملكة أو المنطقة بشكل عام، مشيرًا إلى أنَّ إطلاق الصواريخ الحوثية على الرياض جاء بعد إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته عبر خطاب متلفز بث من الرياض.

وأوضح الكاتب أنَّ خطوة الحريري، على الأرجح كانت ضمن عملية تصعيد منظمة من قبل ولي العهد السعودي ضد إيران، بل يزعم البعض أنّ محمد بن سلمان يحاول توريط إيران في حرب بالوكالة داخل الاراضي اللبنانية.

وأكد أن محمد بن سلمان  يعتبر اللاعب السعودي الأكثر عدوانية ضد إيران على مر التاريخ، وقد ادعي أن القيادات العربية في حالة حرب حالية مع قوات الحرس الثوري الإيران التي تعمل بالوكالة تكسب تأثيرًا في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وتهدد حلفاء واشنطن بما في السعودية والأردن وإسرائيل .

Image result for ‫سعد الحريري و رئيس ايران‬‎

سعد الحريري

 

Image result for ‫رئيس ايران‬‎

حسن روحاني رئيس إيران

 

وفي الوقت ذاته، يقول الكاتب، إنَّ ولي العهد وعد بتنفيذ مجموعة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، فهو يريد من المملكة أن تبتعد عن الاقتصاد المعتمد على النفط، وأن تقوم بتطوير صناعات أخرى، كما تعهد بالقضاء على الفساد .

فولي العهد، وفقًا للكاتب قد قام بضربة البداية لتحديث مجتمع كان عالقًا في العصور الوسطى، فعلى سبيل المثال، يظهر إعلان كوكا كولا على التليفزيون السعودي أبًا سعوديا، وهو يعلم ابنته الشابة قيادة السيارة، بعد القرار الملكي برفع الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة والذي ظل لعقود طويلة.

ونوَّه الكاتب إلى أن كل ما سبق من معطيات تعد أسبابًا قوية لكي تقدم الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدعم للقيادة الجديدة في المملكة المتمثلة من ولي العهد، وربما في تشجيع السمات الإنسانية فيها التي تخدم المجتمع.

وتابع أن على الإدارة الأمريكية أن تتذكر أن أحد الأهداف الاستراتيجية الاقليمية للرئيس ترامب، هي مقاومة التقدم الذي أحرزته إيران في المنطقة خلال السنوات الماضية إبان إدارة سلفه باراك أوباما، وهذه أيضًا فرصة نادرة لدفع المملكة بعيدا عن الإسلام المتطرف الذي كان بمثابة مرض خبيثٍ أصاب جميع أنحاء الشرق الأوسط وغيرها من مناطق العالم الأخرى.

وربما يكون بإمكانه أن يثبت أنَّ حليفًا يمكن الاعتماد عليه فيما يتعلق بمحاربة الإسلام السني، بجانب العمل على دفع التوسع الإيراني للتراجع، بل وربما يساعد على حل النزاع والعداء العربي مع إسرائيل، وفقًا للكاتب.

Image result for ‫ترامب‬‎

” دونالد ترامب “

وفي الوقت الراهن، يقول الكاتب، وعلى الرغم أنّ محمد بن سلمان يعدّ عالقًا في اليمن، وفقد أرضية في عدد من المناطق الأخرى لصالح إيران، فضلًا عن عدم تراجع ترامب بشكل تام عن سياسة اوباما تجاه ترامب-  ففي العراق لم نضغط بقوة على إيران من أجل حلفائنا الأكراد، وفى سوريا نبحث عن مخرج في الوقت الذي يتصاعد فيها النفوذ الإيراني للسيطرة على البلد بأكملها، ولذلك هناك الكثير يمكن القيام من الأمور والتعاون يتوجب على الطرفين السعودي والأمريكي فعله.

وذكر الكاتب أنه بالتأكيد سوف يحتاج (MBS) إلى مساعدتنا، فهناك العديد من القوي داخليًا وخارجيًا سوف تقاتله بشدة، وتركه وحيدًا ومعزولًا، قد يجبره على الاتجاه في المسار المعاكس، والانضمام إلى أعدائه لكي يحافظ على بقائه في السلطة، ويتنكر من كل وعوده بالإصلاح.

وختم بالقول: نعم هناك مخاطر، فنحن لا نريد أن نجد أنفسنا مؤيدين لشاه إيراني آخر، أطاح الناس به وأصبحوا يعتبروننا عدوًا لدودا لهم، ولكن الفرصة الحالية في السعودية مواتية جدًا، وسيكون من الخسارة ألا تفعل شيئًا، ولمساعدة السلطة الجديدة في المملكة، يجب على أمريكا استعادة دورها القيادي الذي فقدته في منطقة كنا نأمل أن نتركها تعتمد على نفسها وتلاقي مصيرها، فكلما ازداد تدخل أمريكا في المنطقة كلما استطاعت توجيه ولي العهد السعودي والملك المنتظر في الاتجاه الذي تريده.