إبراهيم سمعان
قال “توماس جونو”، الأستاذ المساعد بكلية الدراسات العليا للشئون العامة والدولية بجامعة أوتاوا: إن سوريا باتت تشكِّل لإيران مستنقعًا مُكلِّفًا بلا نهاية في الأفق.
وأضاف في مقال بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن إيران تدخلت في البداية على نحو خفيف لدعم حليفها، لكنها انجرَّت إلى دوامة أكثر تكلفة من أي وقت مضى، ولا تستطيع أن تخلص نفسها منها.
وتابع الكاتب: “لقد حققت إيران مكاسب هامة بلا شك، وامتلكت نفوذًا مهمًا على القوات الموالية للأسد. كما تخترق بشكل متزايد اقتصاد الحرب السورية، حيث تقوم ببناء أصول يمكنها الاستفادة منها بعد الحرب”.
ومضى “جونو” يقول: “مع ذلك، لكن هذا التدخل كان مكلِّفًا، لكن ما قبل عام 2011، لن يعود ثانية. نجا الأسد، لكنه يواجه التمرد المستمر، وستبقى البلاد تركّز على عمليات صعبة للغاية لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار”.
وأضاف: “كانت سوريا الأسد هي الحليف الوحيد لإيران وشريكها الأساسي، الآن ضعف الأسد سيضر بقدرة إيران على التأثير في نفوذها في المنطقة”.
وأردف: “عندما تصاعد الوضع في سوريا، انحازت حماس إلى المعارضة ضد راعيتها الإيرانية. وسرعان ما قطعت إيران دعمها ردًا على ذلك. وعلى الرغم من محاولات التقارب، من غير المرجّح أن تعود العلاقة إلى ما كانت عليه من قبل”.
وتابع: “اكتسب حزب الله خبرة قتالية واكتسب أسلحة متطورة جديدة بفضل الحرب، لكن الحركة خسرت ألفي مقاتل، من بينهم قادة، وما يصل إلى 5 آلاف جريح”.
وأوضح الكاتب أن الحرب كانت مكلفة من الناحية السياسية: فقد تضررت قوة حزب الله الناعمة؛ حيث ينظر إليها كقوة مقاومة بينما الآن ينظر إليها على أنه يقاتل السنّة، والتعثر في سوريا يُقيّد قدرته على مواجهة إسرائيل.
كما أشار إلى وجود خلافات بين إيران وروسيا، حول مستقبل سوريا، لافتًا إلى أنه من المحتمل أن تصطدم رؤية إيران لسوريا لامركزية بتفضيل روسيا لحكومة مركزية أقوى.
ولفت الكاتب إلى تغير الصورة التي قدمتها إيران لنفسها منذ ثورة 1979، على أنها في طليعة المقاومة ضد السياسات الأمريكية والإسرائيلية، والتي جعلتها تحظى ببعض الدعم بين السكان المسلمين، خاصة في أوقات الأزمات.
وأوضح: “حاولت إيران بشكل منهجي الاستفادة من هذه القوة الناعمة للضغط على منافسيها المؤيدين لأمريكا، رغم أن قدرتها على القيام بذلك كانت محدودة من الناحية العملية، إلا أنَّ سمعة إيران تضررت، خاصة بين العرب السنة؛ حيث ينظر إليها على أنها تدعم نظامًا يحاول سحق معارضة معظمها من السنة”.
واعتبر أنّ المكاسب التي حققها نظام الأسد من وقوف الحليف الإيراني بجانبه غير كافية، ولا يمكن أن تعبّر بحال عن كسب الحرب، مشيرًا إلى أنّ الأسد ليس قويًا بما فيه الكفاية للقضاء على المعارضة، وليس هناك ما يشير إلى أنه يملك القدرة أو الاستعداد لقيادة عملية إعادة بناء البلاد، التي أصبحت دولة مدمرة ممزقة وتعانِي من كارثة إنسانية. كما أنّ إعادة الإعمار سيتكلف مئات المليارات، لا تملكها سوريا ولا إيران ولا روسيا، وسيتردد المجتمع الدولي في تقديمها.
واختتم بقوله: “ما تبقى من نظام الأسد منقسم ومقسوم بشكل عميق: قادة الجيش وقادة الميليشيات الموالية للأسد أصبحوا في الغالب أمراء حرب محليين.. وإعادة بناء البلد ستكون صعبة للغاية”.
اضف تعليقا