قال الكاتب الإسرائيلي “تسيفي برئيل” إن رئيس النظام المصري “عبدالفتاح السيسي” يبدو أنه لا يخشى انقلابًا عليه ويسيطر على الجيش بقوة، رغم تصاعد المظاهرات والاحتجاجات ضده.

وأضاف “برئيل” في مقال نشره بصحيفة هآرتس العبرية، أن تعليق “السيسي” على مظاهرات الأسبوع الماضي، التي وبخ خلالها المحتجين، قائلا: “أنتم لا تخافون على جيشكم ولا تقلقون من أن الضباط الصغار سيصدمون من أنهم يقولون عن قادتهم بأنهم أشخاص غير جيدين، وأنتم لا تعرفون الجيش، الجيش هو مؤسسة مغلقة”، يؤكد ما قاله الكاتب.

لكن “برئيل” اعترف بأن “الشرخ بين السيسي والشعب بدأ بعد وقت قصير من تسلمه للحكم في يوليو/تموز 2013، حينما بدأ تنفيذ سياسة القبضة الحديدية ضد خصومه السياسيين”، موضحا أن “صراعه لم يوجهه فقط ضد الإخوان المسلمين، إنما طال أكاديميين وصحفيين وناشطي أحزاب ومنظمات حقوقية وفنانين وطلبة”.

واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن “مشهد المظاهرات الأخيرة كان استثنائي جدا في كل فترة ولاية السيسي، وطرح تقديرات وتخمينات بالنسبة لاستقرار نظامه وحتى استمرار حكمه”، مستدركا: “خلافا لمبارك الذي عانت علاقته مع الجيش من ارتفاع وهبوط، يبدو أن السيسي تربطه علاقة وطيدة مع الجيش ووزير الدفاع (الفريق أول) محمد زكي”.

وتابع: “نشرت تقارير مؤخرا، تفيد بأنه حدث بين السيسي وزكي خلاف في الرأي، يمكن أن يؤدي إلى عزل زكي، كجزء من تعزيز رص الصفوف الذي ينوي السيسي إجراءه في الحكومة”.

واعتبر “برئيل” أن “اتهامات الفساد الأخيرة التي طالت الجيش، ستساهم في هز القيادة العسكرية وإجراء تغييرات فيها”.

وأكد المقال أن “المظاهرات الأخيرة وضعت السيسي في وضع محرج جدا، متوقعا أن تقود إلى “تغييرات بعيدة المدى في القيادة العليا، من أجل إظهار السيطرة وتهدئة غضب الجمهور” حسب قوله.

وتطرق الكاتب الإسرائيلي إلى “الوثائق التي تحدثت عن والدة السيسي وأنها يهودية مغربية، وهذا هو سبب العلاقة الوطيدة التي يقيمها مع (إسرائيل)”، معلقا: “النوادر الشيقة التي ترافق المواجهات الكلامية بين السيسي ومقربيه وبين معارضيه، لا يمكن أن تغطي السخونة التي يمكن أن تصل إلى درجة الغليان”.

وختم “برئيل” مقاله بالتشكيك في أن تشهد مصر قريبا مظاهرات كتلك التي شهدتها في 25 يناير/كانون الثاني 2011، لافتا إلى أن النظام سبق وملأ الشوارع بقوات الشرطة، وذكر المواطنين بالقانون الذي يمنع إجراء المظاهرات، وشوش على وسائل الاتصال الإلكترونية وواصل اعتقال الناشطين.