إبراهيم سمعان

سلط الكاتب الإسرائيلي بارئيل زيفي الضوء- فى مقال بصحيفة هاآرتس- على أسباب عاصفة الغضب التي اجتاحت الشارع المصري من تصرفات وزير الرياضة السعودي تركي آل شيخ والتي كان آخرها إعلانه التعاقد مع المذيع الشهير عمرو أديب..

وإلى نص المقال

أثار مقطع فيديو نشره وزير الرياضة السعودي تركي آل شيخ، عاصفة من الغضب بمصر، حيث أظهر المقطع الوزير بصحبة المذيع الشهير عمرو أديب، بينما كان يتفاخر الوزير بتعيين أديب فى شبكة “إم بي سي” السعودية”،  وعلق “آل شيخ” قائلا: “أغلى مذيع بالشرق الأوسط يعني لاري كينج العرب.. أهلًا في السعودية العربية”.

وبالفعل، فبحصوله على 3 ملايين دولار فى العام بالإضافة إلى 500 ألف دولار حصته من العائدات الإعلانية فقد حطم أديب كل الأرقام القياسية، لكنه فى الوقت ذاته حرق كل الجسور مع جمهوره الذي لم يغفر له “خيانته” .

وقال أسامة جاويش فى تغريدة على حسابه على موقع تويتر ” كفيل سعودي أو إن شئت فقل شوال الرز يتفاخر بأمواله ويمنّ على عبد مملوك له.. مصر لا تستحق هذه المكانة”.

و”الرز” هو التعبير الذي استخدمه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فى وصف المساعدات السعودية التي تلقاها عندما تولي السلطة عام 2013، بعد أن تمكن من الإطاحة بالرئيس محمد مرسي.

ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التعبير المهين عبارة تستخدم لوصف أي شخص يسعي لشراء أصول وطنية مصرية.

ويعد عمرو أديب أحد هذه الأصول، فقد أكسبته تعليقاته الرياضية وعمله كمذيع على شبكة “أون تي في”، الملايين من المشجعين، وأصبحت تحليلاته الرياضية والسياسية بمثابة مقياس(معيار) لمشاهدي التليفزيون بجانب شقيقه الصحفي الكبير عماد الدين أديب.

الأخوان أديب كانا من مؤيدي الرئيس السابق حسني مبارك قبل اندلاع الربيع العربي ويتذكر الكثيرون انتقاد عمرو أديب الشديد للمتظاهرين فى ميدان التحرير، وتصريحه أنه لا توجد رقابة فى مصر وأنه لا حدود لحرية التعبير فيها فى ظل حكم مبارك.

وبعد نجاح ثورة 25 يناير فى الإطاحة بمبارك، سرعان ما غير عمرو أديب لغته، وقال إنه خلال سنوات حكم مبارك ” كنا جميعا مهانون، ليس هناك إذلال مثل الذي عانيناه، عشــنا عصرا أسود”.

وبعد ذلك بفترة قصيرة، أصبح محبا للنظام الجديد، والآن يكتشف مشجعوه أنه من أجل المال فإن (عمرو أديب) على استعداد لخيانة الأمة المصرية، والعمل مع “العدو” .

هذا العدو بالتحديد لا يمكن تحمله منذ أن أصبح آل شيخ رئيسًا شرفيًا للنادي الأهلي المصري، وقيامه بتمويل الحملة الانتخابية لمحمود الخطيب خلال ترشحه لرئاسة النادي.

بعد ذلك كشف الشيح أنه استثمر فى النادي ملايين الجنيهات، وبذلك أصبح (حسب تقديره) الشخص الذي يقوم بتعيين أو إقالة المدربين فى الفريق العريق، وعندما ظهر غضب شعبي ضده كتب على صفحته على فيسبوك “نمد أيدينا .. ونفتح قلوبنا .. ونعطي بحب لإخواننا العرب .. لكننا مع ذلك فشلنا في تغيير نظرة بعضهم لنا .. فلسنا في نظرهم سوى “شوال رز” ..

التدوينة السابقة التي كتبها آل شيخ، تجسد العلاقة القائمة بين مصر والسعودية، وهذا يظهر حتى قدس الأقداس بالنسبة للمصريين؛ عالم الرياضة، حيث تنخرط السعودية بشدة فى مصر .

وكتب مصري فى تغريدة على حسابه على موقع تويتر قال فيها: إن “ما حدث بين تركى آل الشيخ ممثلا لدولة الرز والخطيب ممثلا لأهلى هو نموذج مصغر لما سيحدث قريبا بين ابن سلمان ممثلا للخليج والسيسى ممثلا لأم الدنيا فضيحة القرن”.

الآن آل شيخ – الذي أغضب المصريين مرة أخرى بتمنّيه إصابة اللاعب محمد صلاح قبل مواجهة منتخبي مصر والسعودية في كأس العالم في روسيا- يضع خنجره الذهبي فى خاصرة أحد أعمدة الإعلام المصري (عمرو أديب)، فهذه ليست صفقة استحواذ عادية بين شبكة تليفزيونية خاصة ومذيع مشهور، ولكن هذا بمثابة استيلاء سعودي.

حتى وقت قريب كانت الشبكة (إم بي سي) مملوكة لرجل الأعمال السعودي “وليد الإبراهيم” ابن شقيق الملك الراحل فهد، وكان الإبراهيم واحدًا من عشرات الشخصيات الكبيرة الذين تم اعتقالهم فى نوفمبر الماضي بأوامر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على خلفية حملة مكافحة الفساد .

وقدمت الحكومة السعودية عرضا للإبراهيم، بالتخلي عن “أم بي سي”  مقابل إطلاق سراحه، وقد رفض مالك “أم بي سي” العرض فى البداية، لكنه أذعن فى وقت لاحق، وأبرم اتفاقًا مع السلطات ظل بموجبه في الشبكة لكنه تنازل عن 60 % من أسهمه للحكومة.

قبل هذه الصفقة كان الإبراهيم ينوي غلق القناة الرياضية بالشبكة، لكن بعد أن أصبحت الشبكة مملوكة للحكومة أصبح وزير الرياضة هو الذي يأخذ اللقطات (الشو) بما في ذلك الاستحواذ على المباريات الرياضية.

وكتب الصحفي المصري سليم عزوز وهو يصف سلوك ولي العهد فى مصر” كتاجر مواش هبط إلى سوق الجمال في إمبابة، وقرر شراء كل ما فيه”